المقالات

رحيل السيد عبدالعزيز الحكيم .. الحدث الذي اهتزت له مشاعر الملايين

814 12:17:00 2009-08-31

علي عبدالخضر

منذ ما يقارب الستة أعوام ، منذ التغيير الذي حدث في العراق بدايات سنة 2003 وحتى اليوم ، توالت على البلد أحداثا تاريخية مهمة وبشكل متسارع ، وكأنها تنفيذ لمخطط غيبي اعد لهذا البلد ، يراد له أمر ما ، لا يعلمه إلا الله عز وجل .أحداث اختلفت ردود فعل الجماهير تجاهها ، فبعضها اهتزت لها مشاعر الملايين ، وعبرت أصداؤها إلى أصقاع العالم المختلفة ، والذي يثير اهتمام المتابع ، تظهر هذه الأحداث وكأنها مترابطة كحلقات يكمل بعضها البعض .ومن هذه الأحداث المتتابعة المهمة التي رسمت للتاريخ العراقي المعاصر مسارا جديدا ، هي التي تبدأ من عودة السيد محمد باقر الحكيم ( قدس ) إلى ارض الوطن بعد سقوط النظام الديكتاتوري ، ووضعه للخطوط العامة لسياسة وطنية متوازنة لم تغفل هموم أبناء جلدته من المحرومين والمظلومين ، وتأسيسه للمؤسسات الثقافية والخيرية التي أخذت بالعمل لتساهم بفاعلية كبيرة في رفع عبء المعاناة الطويلة عن كاهلهم ، ومطالبته بحقوقهم المغتصبة ، ومناداته بوضع ضمانات دستورية وقانونية ، تعيد أليهم ما اهتضم من هذه الحقوق ، وتصونها وتصون مستقبلهم ومستقبل أجيالهم ، وفي الوقت ذاته فان شهيد المحراب ( قدس ) فتح صدره الواسع ومد يديه لاستقبال جميع العراقيين ، على مختلف مشاربهم وطوائفهم ، وتبنى خطابا معتدلا ، فأصبح ( رض ) أبا حكيما للقضية العراقية تلجا إليه جميع القوى السياسية والكيانات المختلفة لطوائف الشعب العراقي ، ليحتوي خلافاتهم وينفخ فيهم روح العزيمة من اجل المشاركة الجماعية في إعادة بناء الوطن .ليأتي بعد ذلك حدث استشهاده في زمان ومكان مقدسين ، بعد أن عمل خلال فترة زمنية قصيرة جدا ، لترسيخ أسس متينة ثقافية وسياسية عقائدية ووطنية وإنسانية ، مما جعل حدث استشهاده صدمة اهتزت لها مشاعر الملايين من أبناء الشعب العراقي ، ورغم فجاعتها إلا إنها تجسدت فيها حكمة غيبية ، لعل مما يتضح لنا منها ، أن هذا الحدث كان سببا في شد أواصر الشعب العراقي تجاه المخاطر المحدقة بهم والوعي لها ، وعزز أيضا من تمسك الجماهير بالثوابت العقائدية والوطنية ، التي كان ينادي بها شهيد المحراب ، إضافة إلى انه أوحى بان للسيد الحكيم دورا قد رسمه له الغيب ، أداه بإخلاص ونجاح ليكافأ بشهادة لا ينالها إلا من كانت له حظوة عند الله عز وجل من المؤمنين .ومن ثم تسلم الأمانة العظيمة من بعده السيد عبدالعزيز الحكيم ( رض ) ، وكانت أمانة ثقيلة على قلبه المفعم بالجراح ، المفجوع بفقد شقيقه ورفيق دربه شهيد المحراب ، ومئات العراقيين الأبرياء الذين حصدتهم آلة الإرهاب الحاقدة ..وثقيلة كانت الأمانة على قلبه الذي فجع من قبل برحيل أشقائه الشهداء وأبنائهم من آل الحكيم على أيدي طاغوت زمانه المقبور ، وثقيلة كانت على قلبه الذي أتعبته أيام الجهاد الطويلة ، وثقيلة كانت على قلبه الذي تحمل ظلم الآخرين بصبر الأنبياء ..الأمانة التي تركها شهيد المحراب لشقيقه الأصغر ، أمانة المذهب والوطن والشعب والمستقبل ، تشفق منها الجبال ، وحملها قلب صبر أمام محن تجاذبات السياسيين وطموحاتهم وتناقضاتهم ، وصبر أمام تقصير الآخرين أو قصورهم ، من اجل مصلحة عليا ، هي صون الأمانة العظيمة ، فكان خبر الإعلان عن الإتلاف العراقي الوطني ، الذي بذل جهود مضنية مع أبنائه وإخوانه المجاهدين في سبيل إنجاحه ، من اجل وحدة العراق وسيادته وصون مستقبله ، يستقبله بدموع الفرح الحارة وهو على سرير المرض ، الذي كان نهاية لجسد لم يستطع أن يحمل روحا عظيمة حملت كل هذه الهموم ، دموع هي حلقة أخرى من حلقات تراجيديا ( العراق الوطن ، والعراق المحبة ، والعراق الشهادة ، والعراق الشعب الطيب ، والعراق آل الحكيم ) .. لتستمر الأحداث التي ستجعل منه عرافا عظيما بدماء وجهاد أبنائه .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
احمد التميمي
2009-09-01
برحيل النجل الاصغر تسلسلا من بين ابناء المرجع الكبير وزعيم الطائفه السيد محسن الحكيم فقد العراق رمزا كبيرا من رموزه الحره المجاهده من اجل القضيه فكان نعم الابن البار لهذا الوطن العزيز والمحافظ على سيادتهوباني الاسس المتينه لبناء وطن حر وقوي موحد ولعن الله اعداء الحكيم من البعثيه والمرتزقه من الهمج الرعاء واسكنه فسيح جناته وانا لله وانا اليه راجعون
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك