المقالات

البحث عن رمز وطني

956 17:26:00 2009-08-18

عدنان شيرخان

ثمة من يعتقد ان غياب رمز وطني سياسي يتفق بشأنه العراقيون ويقبلوه بجميع مكوناتهم هو احد اهم الاسباب التي تقف وراء تعثر العملية السياسية وعدم استطاعتها التقدم الى الامام بثبات. ربما يكون في هذا التحليل بعض الصواب خاصة عندما نستعرض تجارب الامم والشعوب الاخرى التي مرت بما مررنا به.

القارئ الجيد للتأريخ يدرك ان لكل امة نقطة انطلاق الى اعلى تستجمع فيها قواها وعزمها وغالبا ما يرافق هذه الانطلاقة وجود زعيم يمتلك كاريزما قوية مخلص مطلق للوطن وعلى درجة متناهية من النزاهة، خذ مثلا غاندي، مانديلا، ديغول، القائمة طويلة، ويبدو ان الامم والشعوب مجبولة الى التطلع نحو رمز ترنو اليه اعينهم وافئدتهم، يظهر ليجمع ويوحد خاصة عندما تعيش الامة تحت ظلال ازمة عصيبة.

وجد العراقيون انفسهم وبعد تغيير العام 2003 في حيرة من امرهم، لعل من دهاء صدام ونظامه الدموي تصفيته لجميع الشخصيات المرشحة لان تكون رموزا وطنية، حتى داخل حزبه الذي تسيده قضى وبشكل دراماتيكي على جميع الرفاق الذين سبقوه بالانتماء للحزب والذين كان من الممكن ان يكونوا شيئا مذكورا في حالة التفكير ببديل.بعد التغيير تعذر على العراقيين التعرف على اسماء تم طرحها على انها اركان النظام السياسي الجديد ولاعبوه الرئيسيين، وحتى الذين ادمنوا متابعة اخبار العراق لسنين طويلة من خلال الاذاعات الاجنبية واذاعات المعارضة لم يكونوا يعرفوا الا بضعة اسماء، ولو امكن وقتها اجراء استطلاع للرأي بشأن اسماء السادة اعضاء مجلس الحكم، فأن النتيجة كانت عدم معرفة معظم الجمهور اي شئ عنهم، كان فيهم نحو سبعة اسماء معروفة جيدا وبدون ادنى شك، وحتى تلك الاسماء انزوى البعض منها وتحرك سريعا نحو زاوية النسيان بسبب ذاكرة الشعوب العجيبة، وسريعا افل نجم اسماء بعض المعارضين تماما، وحل محلها اسماء سياسيين كان العام 2003 نقطة انطلاقهم الفعلية، وفي معيار السياسة لا تستطيع هذه المدة القصيرة صنع سياسي محترف بمعنى الكلمة يستطيع ان يقود شعب صعب المراس كأهل العراق.

وحدثت بسبب نتائج انتخابات العام 2005 جدولة سياسية لاعادة ترتيب اهمية السياسيين، وعلى حد قول احد المعارضين القدامى فأن العديد من السياسيين بحاجة لان يتأكدوا يوميا من انهم ليسوا في حلم، في اشارة الى انهم لم يكونوا يحلمون ايام النضال الخوالي ان يصلوا الى عشر ما وصلوا اليه. وتسجل ملاحظات مهمة على اداء البعض من السياسيين انهم لم يهيؤا انفسهم جيدا لان يكونوا يوما في الحكم، وانهم ظنوا انهم ماكثون في (المعارضة) ما امد الله لهم من عمر.

واذا كانت هذه احوالنا في احسن تقدير فهل من الممكن ان تتحايل الامم والشعوب التي تعاني مثلما يعاني العراق حاليا من غياب رمز وطني على التأريخ وتصنع لها بطلا ورمزا وطنيا ولو من الدرجة الثانية ان لم تستطع العثور على بطل من الدرجة الاولى الممتازة.  الموضوع لا يتعلق بالتأريخ ولا بالجغرافية، وانما يتعلق بمن يريد ان يصبح رمزا للعراقيين جميعا وليس لطائفته او قوميته ودينه، وهو درب صعب شاق، عليه ان يتصف بالعدل والانصاف والنزاهة والعفة، العراقيون مغرمون بالنزيه المتعفف، وعبدالكريم قاسم احبه ويحبه العراقيون، برغم انه في ميزان السياسة ارتكب اخطاء كثيرة، احبته اجيال لم تره لانه كان وطنيا اصيلا يحب العراق، ولانه كان نزيها عفيفا، لم يستطع اعداؤه وبرغم عقود حكمهم الطويلة ان يمسوا نزاهته.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
احمد الربيعي
2009-08-19
السيد عادل عبد المهدي هو رمز وطني للعراقيين..فهو مقبول من الشيعه والسنه والاكراد وكل اطياف الشعب العراقي وطبعا ماعدا البعثيين والوهابيين وايتام صدام وهذا هو المطلوب ..فلابد ان يكون الرمز بهذه المواصفات..واتمنى من كل قلبي ان يكون هو رئيس الوزراء القادم وراح يشوف العراقيين كاريزمه هذا الرجل القويه وعدم تهاونه في الحق
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك