ميثم المبرقع
قد تخلق الاوضاع الامنية وانفلاتها حواجز قهرية بين القيادات الوطنية وابنائها وقد تسهم الظروف الامنية في بناء فواصل اضطرارية بين القادة والقاعدة وهي فواصل لا يتبناها الزعماء ولا تتمناها الجماهير.لكن همة القيادات الوطنية وعزيمتها واصرارها على تحطيم الحواجز التي ارادها الاخرون من اعداء العراق جعلت هذه القيادات وجهاً لوجه مع الجماهير. ومن مظاهر هذا التحدي والاصرار على التواصل مع الجماهير هو الزيارات الميدانية التي يقوم بها سماحة السيد عمار الحكيم الى محافظات العراق وخصوصاً الوسطى والجنوبية التي كان محطة مهمة من هذه الزيارات.
وقد اتسمت زيارة سماحته الى محافظة بابل والتجول في اقضيتها ونواحيها وقراها بالعفوية والتلقائية بعيداً عن الاضواء الرسمية والتعقيدات الحكومية وكانت حصة عوائل الشهداء من هذه الزيارات الرصيد الاكبر لشعور سماحته بان الشهداء هم الذين حافظوا بدمائهم وتضحياتهم على كل الانجازات التي حصلت في العراق الجديد وتعميق المعادلة السياسية الجديدة في العراق. لم يرغب سماحته بان يزار في مقره ومكتبه من اهالي بابل وذوي الشهداء والمضحين ويتزاحمون امام مكتبه لكن ابى الا ان يشاركهم ويطلع عن قرب عن ماساتهم ومعاناتهم ويصغي اليهم اكثر مما يحكي وطالما اصبح قلبه محزوناً وهم يستمع الى اهات المواطنين في بلد يسبح في كنوز النفط.
قد تطلع القيادات والمسؤولون الى معاناة المواطنين عن طريق التقارير والمعلومات وربما يكون تفاعلهم اقل لانها لم تنبع عن معايشة ميدانية من جهة وضعف المعلومات او المبالغة بها من جهة اخرى بينما الزيارات الميدانية التي يقوم بها القادة الى محافظات واقضية ونواحي وقرى بلدهم ستضعهم امام الواقع الذي لا يقبل التهويل او التهوين.جميع المناطق التي زارها سماحة السيد عمار الحكيم كانت تعاني من نقص الخدمات وانعدام ابسط مستلزمات الحياة العادية وهو ما يعزز من ثقة الجماهير بقادتها الذين لم ولن يسكتوا ازاء ما يشاهدونه باعينهم ميدانياً.
قد اسهمت هذه الزيارة الميدانية التفقدية لسماحة السيد عمار من امتصاص عتب وغضب المواطنين على قياداتهم المتصدية للحكم والقرار وكشفت هذه الزيارات عن اسباب هذا التردي بخلاف ما يثيره الاعلام المغرض خصوصاً ان اكثر ما يشار اليه من نقص للخدمات كان نابعاً عن قصور وعن ظروف قاهرة ليس لقيادات العراق الجديد دور سلبياً بها.
https://telegram.me/buratha