المقالات

الخامس عشر من شعبان يوم ميلاد الامام صاحب الزمان


محمود الربيعي

الحقيقة اليقينية الحاصلة لدى انصار الامام الحسن العسكري عليه السلام وهم مجموعة صادقة أن امامهم الحسن العسكري اشهدهم على ولادة مولوده الجديد من زوجته الطاهرة نرجس وهو محمد بن الحسن العسكري عليه السلام بعد الولادة الميمونة التي حضرتها بعض النسوة كالسيدة حكيمة بنت الامام الجواد عليه السلام (عمة الامام الحسن العسكري عليه السلام) ويقال كذلك ايضا القابلة التي أولدته على حرص شديد ان لاتذيع خبر تلك الولادة.

ولقد بذل حكام بني العباس محاولات عديدة لكشف سر تلك الولادة حال حدوثها واستهداف قتل الوليد العائد للامام الحسن العسكري عليه السلام والذي يعتقدون انه سينازعهم الخلافة والحكم ولابد لهم حينئذ التخلص منه وهي عملية اشبه ماتكون بمحاولة الطاغية فرعون التخلص من الوليد المنتظر موسى بن عمران عليه السلام الذي توقع ظهوره في بني اسرائيل مهددا مستقبل عرش فرعون.

ولقد اسست الغيبة الصغرى ومدتها حوالي 70 عاما في تثبيت معالم وجود الامام المهدي المنتظر صاحب الزمان كحقيقة لايساورها الشك عند المعتقدين بالمذهب الاثني عشري على الاقل لما يحتفظ به هذا المذهب من مرتكزات فلسفية وعقائدية وشواهد وبراهين قوية يمتلكها ومنها ماأشرف عليه ابيه محمد بن الحسن العسكري عليه السلام بنفسه وأشهد اصحابه كما اسلفنا، بالاضافة الى حصول اللقاء بالسفراء الاربعة الموثوقين، ولقاءه بأهل الاسلام ممن يبحثون عنه لغرض التواصل معه وادارة شؤونهم العبادية والحياتية من خلال مايخرج عنه من التعليمات والتواقيع كما حدث في رسائله المهمة للثقاة من اصحابه كالشيخ المفيد قدس سره.

فالمؤمنون بالله لايساورهم شك في حاجة اهل الارض الى حجة قائمة وعين تعين الناس على ادارة شؤونهم بالشكل الذي يرضي الخالق ويحفظ النظام الاجتماعي للمخلوقين، ويوجه الناس الى فعل الخير ودفع الشر.. ولاعتبارات ربانية كالتي اراد منها الله ان يكون لكل من الخضر ولقمان الحكيم عليهما السلام من القيام بدور الادارة العامة والاشراف على الشؤون العقائدية ومساعدة الانبياء في اداء ادوارهم المهمة التي اختصت بالدعم المعلوماتي كالذي حدث بين داود النبي عليه السلام ولقمان في شأن الموعظة وغيرها، او كاللقاء الذي تم بين النبي موسى والخضر عليهما السلام في شؤون متعددة اشار اليها القرآن الكريم باختصار ولازال الخضر عليه السلام غائبا هو وعيسى النبي عليهما السلام ويمكن لنا ان نطلق مجازا عليهم مجموعة الغائبين وهم كل من عيسى والخضر والمهدي عليهم السلام وسيظهرون سوية لتحقيق واقامة دولة العدل التام.

وقد اقتضت الارادة الالهية فيما سبق غياب اصحاب الكهف مدة الطويلة للقيام بمهمة نشر العقيدة التوحيدية، كما اقتضت قصة العزرا والعزير ذلك وكان من جملة الامور التي اظهرت من خلالهم قدرة الخالق على التحكم بعامل الزمن وظواهر الموت والحياة ومساعدة الخلق في ادراك مسائل الغيبة المتعلقة بالامام المهدي الغائب من خلال القران الكريم وبالخصوص لمن يؤمن ويصدق بالقرآن الكريم ولايرى حرجا في انتظار المهدي الموعود، وأما بشان الماديين فهم يدركون الان مدى قدرة الانسان نفسه بامكانية تحقيق المنجزات العلمية في عالم البيولوجيا بشكل يدعو الى التوافق في نظرة الخلق في تحديد امكانية بقاء الخلية حية مدة اطول اذا ماتوفرت لها كافة الظروف والشروط التي تجعلها قادرة على الحياة مدة طويلة.

والامام رغم غيبته فهو يعيش هويته الخاصة كولي ناصح ينفذ اوامر الله في الارض رغم تغير العنوان هنا وهناك، وفي الحسابات الالهية سيكون الامام المهدي عليه السلام منقذا للبشرية من الضلال ويعتبر وجوده فيضا مباركا على الناسحتى في غيبته دون ان يعلم هؤلاء الناس سر تلك الفيوضات، وكما عبر عنه ذلك بانه شمس وراء السحاب.

والاهم من ذلك كله وعد الله له بالظهور والنصر واتمام مشروع الدولة العادلة، وهذا الوعد الصادق آت لاريب فيه ينتظره الانصار بفارغ الصبر، ويحتاط له الاعداء، وسيهزم الامام المهدي عليه السلام اعدائه بجيشه الذي لابد له ان يقدم قائمة من الشهداء يقتلون ويقتلون من اجل تحقيق ذلك الانتصار وقيام الدولة العادلة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك