المقالات

أوراق الضغط المحروقة في العراق ..الى أين!

1006 13:27:00 2009-08-01

بشرى الخزرجي

جميع قوانين الإقامة المتبعة في دول العالم تنص على احترام الدولة المستضيفة وعدم المساس بثوابتها الدستورية وأمنها الداخلي، فلا أظن ان هناك دولة من دول العالم المتحضر أو غيرها، ترضى بإقامة تجمعات بشرية مسلحة على أراضيها!، فمهما ارتفع مؤشر حقوق الإنسان لديها تبقى مسألة إقامة معسكرات لفئات تتدرب على السلاح وفنون القتال علنا وجهارا امرأ مرفوضا وبالقطع، فلا نصدق مثلا قبول إنشاء معسكرات مجهزة تدرب مناهضين لأنظمة دكتاتورية على الأرض البريطانية أو الفرنسية أو أي دولة من دول العالم الأخرى! فهذا المحال بعينه.

وما لا نصدق حدوثه في البلدان المتقدمة نجده مقبولا عند بعض دول منطقة الشرق الأوسط، فحكومات تلك الدول تستقبل المعارضين المسلحين وتعمل على تدريبهم ومدهم (بالمال والعيال) كما حصل وظهر من دول جوار العراق التي تستعمل المناوئين وفصائلهم المسلحة وسائل ضغط وأوراق تلاعب بها الأمريكي المحتل! فهي تتدخل في الشأن العراقي وبصورة فاضحة وواضحة، ساعية إلى تعطيل بل تخريب العملية السياسية ونسفها عن (بكرة أبيها وأمها) إن تمكنت ذلك كي تتحقق الفوضى وينعدم الأمان ويتراجع المشروع الديمقراطي في المنطقة ومن ثم المجيء بقوة سياسية تتوافق وسياساتها الدكتاتورية، وهذا ليس ضربا (بالمندل) إنما ما عرفناه وفهمناه عن هذه الدول الجارة منذ زوال النظام السابق في 2003 وحتى الساعة.

وبنفس منطق وعقلية الأوراق الضاغطة، تحدثت قوة سياسية برلمانية رافضة تحركات الحكومة العراقية الرامية لحل مشكلة تواجد منظمة خلق ومعسكر (اشرف) الواقع في محافظة ديالى!، متناسية الفرق وهو أن النظام السابق لم يستخدم سكان هذا المعسكر ورقة ضغط ضد إيران فقط، إنما استخدمهم لأغراض تعسفية قمعية آذت الشعب العراقي كمشاركة هذه المنظمة في عمليات قمع أبناء الانتفاضة الشعبانية عام 1991 و التصفية العرقية ضد الأكراد وغيرها من الأعمال التي كانت وما زالت تستفز المواطن العراقي، بينما وهذا لمن يردد بأن إيران قامت بنفس الشيء عندما آوت عناصر المعارضة العراقية وتبنت تدريبها،نقول أن إيران لم تستخدم المعارضة العراقية في عمليات ضرب أو قتل أو إبادة الشعب الإيراني والاعتداء على كرامته!.

ثم أين الخلل في أن تأخذ الحكومة العراقية بزمام الأمور وتقوم بواجبها الوطني والضميري الذي يحتم عليها الوقوف بوجه من تسول لهم أنفسهم الدنيئة التآمر على العراق وقتل أبناءه وإفشاء الجريمة والرعب في البلاد!، فمن واجب الحكومة وفي صلب مهامها الرئيسة حل الملفات العالقة بين دول الجوار وشكل ومستقبل العلاقات الخارجية، فالعراق اليوم بلد يتطلع للسلام والبناء وإقامة العلاقات المتوازنة مع كافة دول المنطقة، وتواجد منظمة خلق الشاذ على أراضية يقلق المنطقة ويثير تساؤلات عديدة في الشارع العراقي، منها سبب و أهمية استمرار بقاء هذه المجاميع المسلحة في العراق!

وهل تم بالفعل نزع سلاح هذه المنظمة وأصبحت غير مسلحة كما يقال!، وكيف تستقيم فكرة كونها ورقة ضغط على الجارة إيران وهي منزوعة السلاح مشلولة الحركة؟ فهل يجد بعض برلماني العراق والقوة المناهضة للعملية السياسية في استمرار بقاء هذه المنظمة ورقة ضغط على الحكومة العراقية أم الإيرانية!. مجموعة من التساؤلات تطرح نفسها في هذه المرحلة الحساسة من عمر العملية السياسية خاصة والانتخابات القادمة قريبة والكل يحاول البحث عن طرق يكسب بها الوقت والمواطن إلى صفه لكي يضمن تواجده على الخارطة السياسية المقبلة.

وبالمناسبة وصل بريدي كمية من البيانات الموقعة باسم المقاومة الإيرانية تتضمن السباب والألفاظ النابية التي تسيء للعراق وذات الحكومة العراقية لاسيما شخص رئيس الوزراء السيد نوري المالكي وشخصيات داخل البرلمان من الائتلاف بالتحديد! شارحة طرق اقتحام المعسكر من قبل القوات العراقية وبالتسجيل المصور الذي اظهر مشاهد ضرب ورفس الجندي العراقي للمتظاهرين الإيرانيين وكذا رميهم بالحجارة والرصاص ما تسبب في قتل بعضهم وجرح آخرين غيرهم! في حين تقارير القوات العراقية ذكرت العكس تماما موضحة مراعاتها معايير حقوق الإنسان التي تدربت عليها في هذه العملية!.

بشرى الخزرجي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك