المقالات

وزارة الاعلام هل تعيدها حكومة المالكي ..!


فراس الغضبان الحمداني

تعد قضية الإعلام في ظل كل الأنظمة الديمقراطية أو الشمولية هي المعيار أو البوصلة التي تؤشر للعالم مقدار توفر حرية التعبير وحدود هيمنة الدولة على الإعلام والإعلاميين وتحويلهم إلى أدوات تحركهم السلطة وتقنن أجهزة الرقابة قدراتهم في ممارسة الديمقراطية ورصد الفساد ونشر الحقائق .

ولابد لنا إن نشير وبموضوعية تامة إن وسائل الإعلام في العراق حتى هذه الساعة ما زالت تمتلك قدرا كبيرا من حرية الحركة والتعبير ولكن بحدود مصادر التمويل والإمكانيات .. ويعد ذلك تحولا نوعيا عما كان عليه الإعلام في ظل وزارة الإعلام السابقة بل وبدون مبالغة يشكل المشهد الإعلامي في العراق حالة ايجابية متقدمة مقارنة بمحيطه العربي والإقليمي مع بعض السلبيات التي تتعلق باضمحلال الإعلام المستقل وتسلط بعض الأشخاص على قيادة مؤسسات إعلامية مهمة على أساس الولاء وليس الكفاءة .

ولكن الأمر الذي يحتاج إلى مناقشة موضوعية وربما أكثر من ذلك .. حيث برزت في ضوء تجارب السنوات القليلة الماضية دعوات في البرلمان والحكومة تطالب بالعودة لفرض الرقابة على وسائل التعبير كافة وفي مقدمتها وسائل الإعلام .. حتى ذهب البعض بعيدا ودعا إلى وضع أجهزة رقابة في شبكة الانترنت .

لكن الأخطر من كل هذا هو مسودة قانون قدمته الحكومة للبرلمان تحت تسمية المركز الوطني للإعلام .. ومن يطلع على تفاصيل هذا القانون سيشعر بصدمة مدمرة .. فهو محاولة مع سبق الإصرار والترصد لإيجاد كيان إعلامي مشابه لوزارة الإعلام تمارس ضغوطها الحكومية لتحويل وسائل الإعلام كافة إلى أدوات وقنوات حكومية متواطئة ومتفاهمة مع السلطة ، متجاهلة وظيفة الإعلام في ظل النظام الديمقراطي وأولها إن يكون أداة بيد الشعب وليس بيد الفئة الحاكمة .

إن هذه الأداة وكما يحب البعض إن يسميها السلطة الرابعة ليس تابعة لأنها تتحمل مسؤولية رصد الفساد وباسم الشعب أينما كان وفي السلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية وتتابع بدقة حركات الرئاسات الثلاث وتضعها في الميزان .. لكي يعرف الشعب هل إن هذه الرئاسات أو السلطات في ممارستها السياسية وتصرفها في المال العام كانت متطابقة مع الدستور وإرادة وأحلام الشعب أم أنها انحرفت عن التعهدات والمبادئ المعلنة وانجرفت مع التيار ..؟ .

لعل هذه الأسئلة وهذا القلق مشروعا وكنا نتأمل إن تتحرك كل الأوساط الإعلامية لإيقاف هذا المشروع الذي يؤمن مكاسب ومناصب لبعض الأشخاص ويؤمن للآخرين حماية من النقد وتجاهلا لمفاسدهم ووسيلة لتدجين وادلجة كل الإعلاميين لاسيما إن الحكومة أضاءت المصباح الأخضر للإعلاميين في توفير حزمة من المكاسب النقابية ولعل لذلك ثمنا فادحا سيدركه الجميع بعد حين .

نسال الله إن تحبط كل المشاريع التي تنتقص من سيادة العراق وتهدد حرية الإعلام وتعيد لنا وزارة ووزيرا وظيفته الأولى في قمع الآخرين وتحويله إلى أبواق تصدح ليلا ونهارا في مزارع الإعلام ..! .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
احمد الكاظمي
2009-07-26
مع كل تقديري لراي الاخ صاحب المقالة لكنني اؤيد السيد دولة رئيس الوزراء بخطواته للسيطرة على المطبوعات ومنع شبكات الارهاب والدعارة...الكل يعمل ضد العراق بحجة حرية الراي...لا يوجد في العالم كله شيء مثلما يحصل في العراق...كلمن يحجي بكفيه وناس تعمل علني مع الارهاب ويجب ان تسكت حكومة الشعب والا ستكون قد انتهكت حرية الراي!!!ههههههه دماء شعبنا اهم من اي حرية راي وانا اعيش في الغرب ولم ار حرية راي مثل تلك التي في العراق حيث للقتلة حرية الاحتفال بقتل الشعب واللصوص لهم حرية التعبير والمخربين لهم كل الحرية!
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك