الدكتور مجيد الشرع باحث اكاديمي
ان المتمعن في سيرة ائمة اهل البيت يجد دلالة حقيقية لم يؤطرها الزيف والاعلام المفبرك في سبيل مصلحة خاصة او تضليل من اجل الحفاظ على منصب حيث ان هذه الدلالة منهجها مصداقية الكلام الذي تثبته شواهد عينية لمن عاصر اولئك الائمة الهداة.وبما اننا الآن نعيش ذكرى استشهاد الامام السابع موسى بن جعفر(ع) نرغب في هذه المقالة التعريج ولو على سبيل العجالة لدور هذا الامام الشهيد في توصيل رسالة نصية مقترنة بالبيان والعنوان الى دعاة الحق والعيش الكريم الذي تجسد معانيه احد الادعية المباركة" اللهم انا نرغب اليك في دولة كريمة تعز بها الاسلام واهله وتذل بها النفاق وأهله"لذلك فان تجسيد الحدث بصورة يليق بصاحب المصيبة يعطي له ابعاده السياسية والاجتماعية كاطار لحياة مجتمع يرغب في الحياة الكريمة يعد من مهمات الاخيار الذين يجسدون معنى الآية الكريمة"ويؤثرون على انفسهم ولوكان بهم خصاصة" سورة الحشر : آية 59"ان المواكب المليونية الزاحفة على مدى ثلاثة ايام الى ضريح الامام موسى الكاظم ومن جميع مناطق العراق يمكن ايجاز اهدافها بعدة نقاط من اهمها مايلي:تجسيد الوحدة العراقية:حيث نجد تجسيدا حقيقيا لم يستطع اي نظام ولو بالعصا ان يجمع هؤلاء على وحدة المصير والاخلاص حيث شاركت جميع مكونات الشعب العراقي-لا اريد هنا اعبر بتعبير التسميات_ والذي مر بالدورة والاعظمية وبقية المناطق والتي كانت تسمى مناطق ساخنة كيف يجد اهلها وامتزاجهم بروحية الحدث مما يعطي الدلالة الصادقة بان دور الأئمة ومنهم هذا الامام صاحب المناسبة كان له مصداقية الدليل والسعي في اقامة دولة العدل والأنصاف كما مهدنا له في بعض كلمات الدعاء التي سبقت الاشارة اليها.تشخيص المسيرة الحقيقية في نيل المطاب والحقوق:ان دعاة حقوق الانسان في المنظمات الدولية والمحلية لم تخطو خطوة حقيقية في انصاف المظلومين وانما هي دعايات وشعارات وراءها مكاسب تدر في جيوب اولئك المنطوين تحت رداءها لان الجهات التي تمولها هي جهات اغلبها ظالم كظلم بني امية وبني العباس ولكنها تريد ان تمزج السم بالعسل كما مزجه هارون الرشيد الذي يسمى خليفة المسلمين حيث مزج الرطب بالسم الذي قضى على حياة الامام الشهيد الذي نحتفل بذكراه العطرة.لذلك فأن القصائد وحلقات الذكر في المجالس وفي الساحات العامة والمساجد والبيوت والتي تجسد في آلياتها اعلانات مباشرة للمناداة بمطالب شرائح مظلومة من المجتمعات ومنها المجتمع العراقي لا لذنب ارتكبوه وانما هي مظالم موروثة من انظمة منقرضة كما انقرض الطغاة من بني امية وبني العباس .لذلك فأن تجسيد هذه الحقوق والمطالب ضمن مسيرة في اطارها التعب والسهر للاجسام ولكن في جوهرها الهمة والارادة الخيرة التي تزود ذلك الجسم بالوقود الآلهي الذي لا يجاريه في الدفع والتشغيل وقود المركبات الفضائية الحديثة لان هذه المسيرة خالصة لله وحده.وهذه المسيرة تجسد لعين الناظر ما لم تراه عن بعد او قرب صحة المطالب وضرورة الاهتمام بها وتنفيذها فهي لا تشكل اداة تعطيل للعمل كما يصور بعض الكتاب سواء عن حسن او سوء نية وانما هي اداة لتفعيل العمل الجاد واسماع صوت الجماهير للمسؤولين الذي يطرحون رؤيتهم نحو عراق موحد مستقر يتمتع اهله في ثرواته بعيدا عن التقسيم الطائفي والمحاصصة المقيتة كما يقولون.وبهذا فان المواكب المجتمعة لأحياء ذكرى اهل البيت تمثل دروسا للموعظة الحسنة والحماية الفاعلة من كيد الظالمين الذين لازالو ا يسيرون في اهلاك العباد في ذل وفساد
https://telegram.me/buratha