المقالات

سوريا .. هي من سفكت دماءنا ودمّرت بلدنا


( بقلم : محمود الشمري )

جميع العراقيين يتذكرون عام 2003 عندما كانت القوات ألأمريكية تواصل التغلغل في الأراضي العراقية وهروب صدام وأصحابه كالأرانب المذعورة واختفاءهم , وكيف انه اثناء ذلك وفي شهري اذار ونيسان عام 2003 قامت الأستخبارات السورية بأدخال حافلات تضم متطوعين عرب معظمهم من سوريا عبر حدودها الى العراق من اجل مقاتلة الأمريكان الذين أسقطوا صدام رغم العداء السافر الذي كان قائما بينهم وبين نظام صدام . تلك الأحداث قد عرضت من على شاشات التلفاز ولا أحد يستطيع انكارها . وفي نفس الوقت فأن اتباع صدام كانوا يتدفقون في الأتجاه المعاكس الى داخل الأراضي السورية حيث وجدوا ملجا امنا في الأماكن المكتظة بالسكان شرق سوريا .و هناك قاموا بإنشاء قواعد يقومون من خلالها بجمع الأموال و الحصول على الأسلحة و تدريب أشخاص من أجل إمداد التمرد في العراق , ومازالوا يمارسون هذا العمل التدميري بكل حرية ,وقد سهل رجال المخابرات السورية نشاطات الجهاديين السوريين و الأجانب و الموالين لصدام حسين . و قد كان لديهم عدّة حوافز للقيام بهذا الأمر وهي :

1- ان فتح الحدود أمام الأسلاميين السوريين المتعصبين للدخول الى العراق بعتبر متنفسا جيدا للمعارضة الإسلامية في سوريا التي كانت تتمركز بشكل رئيس في و حول مدينة حلب في الشمال الغربي للبلاد. و قد حققت هذه الاستراتيجية نجاحا ولو مؤقتا لأمتصاص حماس المتعصبين وتوجيهه لهدف اخر أكثر جذبا واكثر تداولا في وسائل الأعلام من الدا خل السوري .

2- ان التسهيلات التي تقدّم للمتعصبين السوريين وافراد تنظيم القاعدة سوف يجعل الحكومة السورية تكسب ثقتهم وتقديرهم وبالتالي ستأمن جانبهم وعدم قيامهم بنشاطات ارهابية في الداخل ولو لفترة لاباس بها تكفي الحكومة السورية لتحديد قيادات هذه التنظيمات واعتقالها اذا ما حاولت القيام بنشاطات في الداخل السوري .

3- إن لدى سوريا مصلحة استراتيجية في بقاء القوات الأمريكية في العراق و منع ظهور حكومة عراقية مستقرة , على الرغم من العداوة الكبيرة التي كانت موجودة ما بين دمشق وعراق صدام, فإن النظام في دمشق يؤمن بأن الفوضى في العراق هي أفضل من تاسيس دولة عراقية مستقرة ديمقراطية تكون مصدر مقارنة شعبية مع حكومة سوريا المستبدة .

4- هوس البعثيين سواء في العراق أو في سوريا بالتاريخ ودخولهم التاريخ على على انهم يدعمون القتال ضد الأحتلال وعدم تقديرهم لما يسببه ذلك الهوس من الام وخسائر ومذابح للعراقيين .

5-استخدام ورقة المهاجرين العراقيين الى سوريا لحصد المكاسب المادية ومساعدات المنظمات الدولية وتعليق التقصير والأخطاء التي ترتكبها الحكومة السورية بحق شعبها على شماعة الأرتباك الذي سببه المهاجرين العراقيين .

إن التحسن في الأمن العراقي منذ العام 2007 يعود في بعضه إلى التطورات الأمنية الحاصلة على الحدود السورية ولكن في الجانب العراقي فقط , بما فيها زيادة عديد القوات الأمريكية و تشكيل "مجالس الصحوات" من خلال شيوخ العشائر وتطور كفاءة القوات العراقية .

وعلى نقيض المزاعم السورية, فإن الاستقرار في العراق لم يكن سببه في الأصل التعاون الذي قدمته دمشق (و هو جهد قليل جدا). بل بالعكس حيث أن تسامح الحكومة السورية مع الوجود المستمر للبعثيين والجهاديين على اراضيها جعلهم يشكلون سيفا مسلطا على رأس الحكومة العراقية ومستقبل العراق ..ونتذكر عندما قام الرئيس العراقي جلال الطالباني بأول زيارة رسمية إلى دمشق في كانون الثاني 2007, فقد كان أحد أهم المواضيع في جدول الأعمال السوري-العراقي هو التوقيع على اتفاقيات تتعلق بالتجارة و النفط ولكن العراق ضغط على الحكومة السورية مقابل ذلك وحصل منها على تعهدات بالضغط على المتمردين الذين يعيشون بامان وحرية في أراضيها .. وقد تكون الحكومة السورية قد قامت بشكل محدود جدا بذلك ولكنها رفعت قيودها عنهم بعد أن تأكدت أن الأتفاقيات الأقتصادية قد أصبحت حقيقة وتطبعت .

وفي بداية عام 2009 أكدت المعلومات الأستخبارية دخول أعداد كبيرة من الأرهابيين عبر الحدود السورية بعلم المخابرات السورية المتغلغلة في مسامات المجتمع السوري وتعلم حتى عدد شعرات رؤوس المواطنين والوافدين العرب و الأجانب . وقد استقبل اولئك الأرهابيين من قبل ارهابيي الداخل الذين أطلق سراحهم من المعتقلات وفقا لضغوط بعض القوى السياسية الداخلية بأسم المصالحة الوطنية , وها نحن نلمس ونرى مافعله هؤلاء الأرهابيون القادمون من سوريا الشقيقة البطلة من سفك لدماءنا وتدمير لبلدنا .

قد تستطيع الحكومة العراقية أن تؤثر تأثيرا أكبر على دمشق لوقف دعمها للتمرد البعثي الجهادي التكفيري إذا ما أخذنا بعين الأعتبار رغبة سوريا في توسيع علاقاتها الاقتصادية مع بلدنا . انها قضية جديرة بالأهتمام ويجب علينا ايجاد طريقة للقيام بها لدرء الخطر القادم من سوريا بلا توقف .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
د.سعد القطبي
2009-07-18
أن كل ماحدث في العراق بعد 2003 من قتل وتدمير حصل بفعل البعثيين وبدعم دولتين مجاورتين للعراق احدهما سورية فالبعثيين الشيعة انتموا الى تيار مقتدى والبعثيين السنة أنتموا الى فصائل ألأرهاب وهؤلاء ومن يدعمهم سوف يستمرون بقتل العراقيين وتدمير العراق حتى بعد خروج قوات التحالف فكل يوم نجد صواريخ وعبوات ناسفة في محافظات سلمت للقوات العراقية ولايوجد فيها اي جندي امريكي لأن نجاح العراق هو نهاية لنظام عصابة البعث في سوريةوينطبق نفس الشيء على الدولة الداعمة ألأخرى .
sun
2009-07-15
الحنتولي من الكويت: علمت "إيلاف" بأن رجل الأعمال العراقي الملياردير الشهير نظمي أوجي الذي يتخذ من العاصمة اللبنانية بيروت مقرا لإدارة أعماله وإستثماراته حول العالم قد تعرض لعملية نصب واحتيال غامضة جدا بطلها الرئيسي وكيل أوجي الذي يقال انه فر هاربا الى العاصمة الروسية موسكو بعد ان اقترض بموجب التوكيل القانوني الممنوح من أوجي له نحو مائة وأربعين مليون دينار أردني (200مليون دولار أميركي) من أربع بنوك أردنية نالت ضمانات مالية مقابل عملية الإقتراض التي تمت بموجب التوكيل وبدون علم أوجي الذي طار الى العاصمة الأردنية الخميس الماضي بعد أن علم بحكاية القرض الضخم الذي لم يدخل الى أي من حسابات الشركة في أي من البنوك حول العالم. لكن المفاجأة التي تلقاها أوجي حال وصوله عمان بأن وكيله وهو أردني الجنسية فر هاربا الى الخارج بعد أن قام برهن فندق (لا رويال عمان) ومجموعة استثمارات أخرى مقابل عملية الإقتراض، حيث أعلن البنك المركزي الأردني بأن عملية اقتراض وكيل أوجي من البنوك الأردنية تمت بشكل قانوني ومصرفي سليم اذ أن الرهن يغطي القرض المصروف لوكيل أوجي مع الفوائد المالية المترتبة، وهو ماقد يجعل أحد أشهر الفنادق في الأردن عرضة للبيع في أقرب وقت لسداد قيمة القرض،إلا ان أوجي أبلغ السلطات الأردنية بأن التوكيل القانوني ينص على ان أي تعاملات مالية للإقتراض ينبغي ان تتم بتوكيل آخر مستقل من رئيس مجلس الإدارة وهو مالم يوافق عليه أوجي. ووفقا لمعلومات "إيلاف" فإن أوجي قام بتوكيل مستشارين قانونيين لتصفية استثماراته وأعماله في الأردن ونقلها الى الخارج، متهما السلطات الأردنية بأنها سهلت بنوع أو بآخر عملية الإحتيال عليه، وهو مانفته مصادر أردنية فضلت عدم الكشف عن اسمها لـ"إيلاف" بتأكيدها ان أوجي هو الذي منح لوكيله توكيلا عاما مطلع العام الحالي، كما ان اعتقاد البنوك الأردنية قد انصرف الى ان القرض الضخم يمكن ان يخدم أوجي في الإنفاق على مشاريع استثمارية أخرى في الأردن والخارج.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك