المقالات

الغالب والمغلوب بين الأحزاب الإسلامية والعلمانية


بقلم علي عبد الزهرة ألكعبي

العلمانية تعني اصطلاحاً فصل الدين والمعتقدات الدينية عن السياسة والحياة العامة، وعدم إجبار الكل على اعتناق وتبني معتقد أو دين أو تقليد معين لأسباب ذاتية غير موضوعية. ينطبق نفس المفهوم على الكون والأجرام السماوية عندما يُفسّر بصورة مادية عِلمية بحتة بعيداً عن تدخل الدين في محاولة لإيجاد تفسير للكون ومكوناته . أما الإسلاميون فباختلاف تام عن الأحزاب العلمانية لأن الإسلام يعتبر السياسة من أولوياته ولا يمكن الفصل بين الإسلام والسياسة .

فهنا بدء السباق بين الأحزاب الإسلامية والأحزاب والعلمانية نحو دفة الحكم في العراق الجديد ورغم كل المتغيرات وكل الصعاب التي مر بها العراق وشعبة الجريح لم تثنيه هذه الصعاب عن ممارسة حقه الديمقراطي في الانتخابات واختيار من يمثله سوء في البرلمان العراقي أو مجالس المحافظات حيث أثبت الشعب العراقي هويته السلامية من خلال صندوق الاقتراع التي فاز بها الإسلاميون بأغلبية ساحقة في البرلمان العراقي أما الأحزاب العلمانية فحصلت على مقاعد قليلة بحيث لا يمكنها تغير أي قرار .

ومرت السنوات وراهن العالم على ان الأحزاب الإسلامية سوف تتراجع في الانتخابات القادمة وسوف تترفع كفة الميزان لصالح الأحزاب العلمانية ولكن جاء العكس في انتخابات مجالس المحفظات الحالية جاء الفوز أيضا للأحزاب الإسلامية حيث سيطر الإسلاميون على اغلب المقاعد في مجالس المحفظات وهنا سقط الرهان الذي مول من قبل دول كبيرة وكثيرة على تراجع الإسلاميون وثبت للعالم العكس . ان الأحزاب الإسلامية ورغم كل المحن التي تمر بها لا زالت مرغوبة من قبل أبناء الشعب العراقي الذي هو صاحب القرار الفصل في فوز هذا او ذاك ورغم شن الحملات الإعلامية المعادية ضد الأحزاب الإسلامية وخاصةً المجلس الأعلى الذي جند ضده مجموعة كبيرة من الفضائيات والصحف وجميع وسائل الإعلام الأخرى وذلك حتى يتراجع إلى مستوى أدنى ولكن ورغم كل هذا الإعلام المعادي والأموال الطائلة التي دفعت من دول الخليج لم يتراجع المجلس الأعلى وحصل على مقاعد لا بأس بها بمجالس المحفظات وهذا دليل على ان الأحزاب الإسلامية هم من اختاره الشعب ليسلمه أمانة الحكم . ويعلم الجميع ان الأحزاب الإسلامية ورغم كل التحديات فإنها تأخذ نصائح وتوجيهات الإمام المفدى السيد علي السيستاني (أدام الله بقائه ) وهو الأب لكل العراقيين وهذا لا خلاف عليه من جميع مكونات الشعب العراقي . اما الأحزاب العلمانية فأثبتت تراجعها للمرة الثانية وستثبت تراجعها للمرة الثالثة في انتخابات البرلمان العراقي القادم هذا ليس تكهناً ولكن لان الشعب العراقي واعي ومتفهم لان مصير العراق بيد هذه الأحزاب الإسلامية لا بيد غيرها وهو صاحب التجربة لعدة سنوات نعم صحيح ولا ننكر ان هنالك إخفاقات لكن في المقابل هنالك انجاز وتقدم قد يسأل البعض أين هو التقدم هو درء الفتنة الطائفية التي زمر لها الكثير ولكن بحنكة القادة الإسلاميين وتورعهم استطاعوا ان يطفئوا نار اشعلها أعداء العراق والتقدم الآخر هو الانفتاح السياسي الكبير للعراق بعد ان حاصره الكثير ومنهم أخوانهم العرب والتقدم الآخر هو تحقق الديمقراطية التي لا يرغبها الكثير ومنهم أخوانهم العرب ونقولها بمرارة ان اغلب مشاكلنا هي نابعة من بعض إخواننا العرب وللأسف .ومن المهم أن نقول أن العراق ليس حكراً لأحد ولا ملكاً لهذا الحزب أو ذاك ولكن صناديق الاقتراع هي الحكم بين الغالب والمغلوب .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
د.سلام عبد الزهرة الفتلاوي
2009-07-14
تكملة لتعليقي لما اثر عليه ملف السوداني علما ان المصوت العراقي ذكي ويميز ما يريد ايضا يجب الاشارة الى ان الصوت الشيعي اذا تغير اتجاه من الجعفري الى المجلس الاسلامي او الى المالكي لا يضر فكله في مصلحة الائتلاف الحاكم ولكن الضرر يظهر في تدخل المال وتغير الصوت الشيعي نحو احزاب اخرى تنفذ وعود وتعطي اموال وتعين اشخاص في دوائر الحكومة؟ اذا ماذا يريد المواطن غير ذلك كما حصل مع الدستوري احذرمن انه سوف تاخذ احزاب علمانية واخرى سنية اصواتا شيعية وفي اماكن تعتير معاقل للشيعة والدين لعق على ألسن الناس يدرو
د.سلام عبد الزهرة الفتلاوي
2009-07-14
بسمه تعالى الى الاخ كاتب المقال انت مخطأ في قرائتك لمسيرة الانتخابات سواء البرلمانية او النيابية التي جرت في العراق ونحن نتكلم من باب معرفة الخطأ لتجاوزه وقد أثبتت الانتخابات الاخيرة عن تراجع قوائم دينية عديدة نحبها مثلا قوائم المجلس الاسلامي والاصلاح الوطني مع ظهور اخرى ولصالح قائمة ائتلاف القانون اذا يوجد خلل لابد من كشفة قبل ان يدخل المال السياسي في العراق كما حدث في لبنان وعموما لابد من الاشارة الى الدراسة الاخيرة التي اعدها البنتاغون حول التصويت على قائمة المالكي والتي اظهرت تراجعاكبيرا
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك