بقلم : سامي جواد كاظم
وانا اتابع العناوين لبعض الصحف العربية والعالمية من على مواقع الشبكة العنكبوتية لفت انتباهي غياب طارق الحميد عن صدارة المقالات في جريدة الشرق الاوسط منذ 8/تموز والتي كان لي مقال مؤخرا انتقدت الجريدة لنشرها تحقيقات تافهة بشكل استجوابات لصدام حسين حيث فيها الكثير من العبارات الاستفزازية والتي تمس بعض دول الجوار وها هو يطبق المثل الشهير جنت على نفسها براقش واليوم طارق الحميد براقش .انبرت جريدة الشرق الأوسط وكأنها اكتشفت منجم ذهب لتنشر وبسرعة ابتداء من عددها الصادر الجمعة في 3/7/2009 وبعد أقل من يومين من وثائق كشفها الأرشيف القومي الأميركي وهو معهد أبحاث مستقل وغير حكومي، ونشرها على موقعه الالكتروني في 1/7/2009 والوثائق عبارة عن محاضر جلسات استجواب صدام «20 استجواباً رسمياً وخمس محادثات عادية»، أجراها الضابط جورج بيرو وهو محقق من مكتب المباحث الفيدرالي الأميركي اف. بي. آي مع صدام خلال الفترة ما بين 7/6 و28/6/2004م.
نشر طارق الحميد منها خمس حلقات كانت العنوان الرئيسي للجريدة وثلاثة كانت الثانوي واختفى قبل الحلقة الخامسة للاستجواب ومن بعد اختفت حلقات الاستجواب من الجريدة الذي اركسها الحميد في الهاوية اكثر .جريدة الشرق الأوسط لم تراعي مشاعر الشعب الكويتي وسلطاته التي خدشت وجرحت بسبب تلك الأباطيل والأكاذيب والتناقضات التي قالها صدام في استجواباته عن الكويت التي نشرتها لأن نشر هذه الوثائق التي اساءت إلى الكويت بالخصوص يحتاج إلى وقت كاف من التفكير والتمحيص لاتخاذ قرار بشأنها الا ان تهور المندفع نحو الهاوية طارق الحميد سار بقدمه الى زلته واستعجل الامر .
وحتى عنوان الحلقة الخامسة التي نشرتها الجريدة عن هذا الاستجواب كان مقزز بمعنى الكلمة حيث هذا نصه ( صدام ردا على شكوى امراة : ماذا كنت تملكين ...اعواد القصب ) نفس اسلوبه الذي تعود العراقيون على سماعه من ان العراقيين كانوا حفاة ولا يعرفون الحليب النيدو وما الى ذلك من تفاهات فمثل هذا الكلام هل يستحق ان يكون العنوان الرئيسي لجريدة لها شهرتها بين قراء الشرق الاوسط ومتصفحي الانترنيت ؟والذي يثبت تفاهة الاستجواب هو القائم عليه وهو جورج بيرو ــ ضابط التحقيقات في مكتب المباحث الفيدرالي «اف. بي. آي» والذي حاول ان يظهر باستجواباته لصدام بانه حاذق وذلك المحقق العالمي والمحيط بجميع ما يخص العراق والمنطقة من مشاكل ومعضلات، الا ان حقيقة اسئلة استجواباته لصدام كشفت انه رجل يتصف بالغباء وجاهل جهلا مطبقا في الشوون الدولية والاقليمية المرتبطة بالشأن العراقي ولا ندري لماذا كلفت الولايات المتحدة الاميركية بالتحقيق مع صدام ضابطا من الـ إف. بي. آي وليس من الاستخبارات الأميركية سي. آي. ايه صاحبة الاختصاص.
يقول احد المتابعين لهذه الاستجوابات وما يجري في المنطقة (نشر وثائق استجوابات صدام في الموقع الالكتروني لمعهد الارشيف القومي الأميركي ونشر أول اجزائه بعد يومين في جريدة الشرق الأوسط واسعة الانتشار في المحيط العربي بهذا التوقيت بالذات والذي تزامن في اليوم نفسه الذي وصل به نائب الرئيس الاميركي جو بايدن إلى بغداد في 3/7/2009 مبعوثاً عن الرئيس الأميركي باراك أوباما حيث وجه بايدن تحذيرا شديد اللهجة للعراقيين من عودة محتملة لسيطرة الجيش الأميركي على المدن في حالة اخفاق أجهزة الأمن العراقية في تحقيق وبسط الأمن الداخلي في المدن العراقية ويذكر ان العراق سيواجه استحقاقات انتخابية برلمانية ورئاسية في غضون ستة أشهر من الآن؟) ومنذ اختفاء طارق الحميد من الجريدة وتصدر زميله السابق عبد الرحمن الراشد لصدر المقالات يُنبأ بأن هنالك خفايا غير سارة للحميد ولكنني اتوقع قد يعاود الظهور ولكن معها قرصة اذن .
https://telegram.me/buratha
