أبو حكيم الموصلي
من خلال مواكبتي للأحداث التي تعصف بالعراق ومن وجهة نظري لما يجري وما نسمع كل يوم من تدهور امني ومقتل الكثير من الأبرياء اعتقد بان على القادة اليوم إيجاد مخرج سريع وناجع...الشهادة لله إنهم يسعون جاهدين ويحاولون مجتهدين لكن بدون فائدة ..لأننا نسمع كل يوم بالصرخات إلاعلامية للمسؤولين والنخب السياسية وعقد عشرات المؤتمرات وآلا لاف من خطب الجمع والمناشدات لرؤساء العشائر ومئات المقالات في الصحف واللقاءات في الفضائيات الصديقة والخبيثة ولكن الوضع في الداخل يراوح مكانه مع تحسن امني طفيف وهش وقابل للانفجار في أية لحظة. إخواني الأعزاء... مشكلة العراق ليست بدعا من المشاكل ولا هي كأنفلونزا الخنازير لا لقاح له , ربما هي اقل قساوة من كثير من الأحداث الجسيمة التي نشهدها كل يوم في عالمنا هذا...إذن ما الحل؟! اعتقد أن المشكلة هي إنهم يبحثون عن الحلول في المكان الخطأ ,حالهم كحال السائر في غير الطريق كلما أسرع واجتهد زاد بعدا عن الطريق.وكالتشخيص الخاطئ للطبيب كلما أكثر من الدواء ابتعد عن العلاج....لست ادعي الفطنة والعبقرية ولكني أراها كالأتي إن العراق لا يعاني داخليا إنما مرضه خارج البلد وما يحدث في الداخل إنما هي أعراض ذلك المرض ..مالم تحل الأمور مع دول الجوار التي تدعي كذبا مساعدتها للعراق لا مجال للاستقرار في هذا البلد الجريح.....فسوريا على سبيل المثال فيها المعمل الذي يصنع الإرهاب ألبعثي ويصدرون إنتاجهم إلينا فلا فائدة من إلقاء القبض على الارهابين ما دام المعمل ينتج و يفرخ ارهابين كل يوم,يوميا نسمع ونقرا في المانشيتات الفضائية بأنه تم إلقاء القبض أو قتل عدد من الارهابين والإحصائية لا تنتهي ولن ينتهوا إذا لم تعالج المسالة مع المعمل نفسه , ونفس الشيء مع معمل التفريخ الوهابي التكفيري فالحكومة تقتل انتحاري أو تلقي القبض عليه والمعمل ينتج غيرهم وهلم جرا ولن تنتهل القصة أبدا...... اعتقد حين تريد أن تتعافى وتهدأ مدينة الموصل مثلا ليس عليك أن تبعث بقوات عسكرية و عربات مخيفة ولكن ببساطة اذهب إلى سوريا وستجد الحل هناك, وإذا أردت أن تمسك بزمام الأمور في ديالى ستمسكها إذا ذهبت إلى السعودية وهكذا البصرة مع الخليج والمنطقة الغربية مع الأردن وحتى كركوك ومطالبة الإخوة الكرد بها وكثرة السجالات في الداخل التي لا طائل منها لن تؤدي إلى شي ذي نفع ولكن وجود تركيا والذهاب هناك سيساهم في حلحلة المشكلة بشكل كبير... وإذا استطعت أن تفعلها و تنجح مع كل هذه الدول ( الشقيقة والصديقة ) عند ذلك ستهدأ بغداد وتنعم بالأمان وستفشل دعوات الفتنة ولن ترى جثث الأطفال والأشلاء المقطعة متناثرة هنا وهناك من بلدنا العزيز المظلوم......ومن ناحية أخرى التعويل على الأمريكان وجعلها تحشر انفها في كل شي خطأ كبير لان أمريكا عينها ابعد من العراق بكثير وتنظر إلى العراق كورقة سياسية تستعملها متى ما اقتضت الضرورة والعراق بلد من بين عشرات الدول التي تتدخل أمريكا في شؤونها ومن البديهي أنها لن ولن تضع جل همها في العراق فقط لان لها مهام كثيرة أخرى في العالم... شي أخر أمريكا تتبع خلف مصالحها وأنانيتها مما يجعلها تستخدم شعار المنافقين "الغاية تبرر الوسيلة" إستراتيجية لها وحسب منطقهم هذا مهما كانت الوسيلة بشعة ودموية وتخلف وراءك الكثير من الدماء المهم تصل إلى مبتغاك, وهذا مفهوم بالنسبة لدولة مثل أمريكا أو إسرائيل ولكن أن يقوم (الأشقاء والجيران) المسلمين بهذا الدور هذا ما لا نفهمه....أيها النخب الحاكمة اليوم إن أشلاء أطفالنا أهم وأقدس و اشرف من مجاملاتكم الفارغة مع دول تدعي الجيرة والإسلام وهم يساعدون القتلة كل يوم في ذبحنا , وأقول أخيرا عليكم بقول أمير المؤمنين علي (عليه السلام) ((رأس الحكمة مداراة الناس ومن لم يصلحه حسن المداراة أصلحه سوء المكافأة))اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha