المقالات

عقلية التآمر


ميثم المبرقع

الشريعة وسيرة العقلاء تعتمدان على حسن الظاهر واصالة الصحة والقواعد المعتمدة في الحلال والحرام هي "كل شىء حلال حتى تعلم انه حرام" و "كل شىء طاهر حتى تعلم انه نجس" ومن القواعد القضائية " ان المتهم برىء حتى تثبت ادانته".ويبدو ان هذه القواعد الاساسية تنهار كلياً في الاداءات الامنية والبوليسية فيكون الاصل في الانسان الشبهة والتهمة ولا يحمل اداء الانسان على الصحة وحسن الظاهر لاسباب تقتضيها الضرورة الامنية.واذا كان ذلك مبرراً في الاداء الامني فان من المستغرب ان يكون ذلك مرتكزاً في اداء وعقلية بعض السياسيين ومن بعض الاسلاميين تحديداً الذين يستمدون من وحي الشريعة مفاهيمهم وافكارهم ورؤاهم.التعاطي السياسي وفق وحي المؤامرة والتآمر وسوء الظن خلاف ما يريده ديننا واخلاقنا وان تحميل تصريحات الاخرين اكثر مما تحتمل او تحتمل صفة موروثة من رواسب المرحلة الماضية بكل ظلمها وظلامها.المؤسف في هذا السياق ان بعض هؤلاء لا يحمل الكلام على ظواهره المتبادرة سيما ان الوعي المنطقي يؤكد بان التبادر علامة الحقيقة واننا مكلفون بالظاهر والله يتولى السرائر وليس من شأننا الغوص في نوايا واعماق البشر والتفتيش عما تخفي الصدور فان ذلك من خصائص الله سبحانه وتعالى.قصة ذلك الصحابي الذي قتل احد مشركي قريش الذي اعلن اسلامه في لحظات المنازلة فعاتبه الرسول الاكرم على فعلته الشنيعة فقال يا رسول الله انه أسلم لانه كان محاصراً فأجابه النبي الاكرم " أفشققت قلبه"ويبدو ان الواقع العراقي يحمل المزيد من هذه الظواهر المؤسفة وتحميل كلام الاخرين وتوجيهه خلاف مقاصده وظواهره وهو ما يزيد من التوتر وازمة الثقة.والدعوة الى انطلاقة الائتلاف العراقي والانفتاح من جديد على اكثر من افق واتجاه والاستفادة من اداءات المرحلة السابقة وحساب التطورات اللاحقة ينبغي ان يفهم بالطريقة الصحيحة وان لا يحمل الكثير من الحساسيات والتحليلات المفرطة بوحي المؤامرة فان الدعوة الى تفعيل دوره وتحديث خطابه لمواكبة التطورات الراهنة هي دعوة مخلصة لا تحمل في طياتها عقدة الزعامة والسلطة ومكاسب الربح والخسارة كما يتوهم الاخرون.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك