ميثم المبرقع
يبدو ان الاستعدادات للحضور في الساحة الانتخابية النيابية القادمة في العراق بدأت مبكرة وحشدت معها كل اسلحة المواجهة المحرمة والمحظورة وهناك الملايين من الدولارات بل المليارات اعدت لتغيير الواقع الذي كرسته الانتخابات البرلمانية السابقة.هذا الامر ليس مستغرباً في سياقات الهوس السياسي المترشح من الهواجس والمخاوف من التغيير الديمقراطي في العراق ولن يعد سراً.اصبح واضحاً للجميع ان الاستعدادات الاقليمية للتأثير على الناخب العراقي بنفس الطريقة اللبنانية رغم تأكيدنا المستمر ان لبننة العراق قضية شبه مستحيلة للفوارق بين الساحتين واختلاف التوجهات الاقليمية والدولية والمحلية بين البلدين.قد يقال ان ذكر الدول التي تسعى لافشال التجربة العراقية واسقاط الحكومة المنتخبة يمثل استفزازاً واستعداءً لدولة اقليمية كبيرة لها تأثير على مجريات الواقع العراقي الامني وان محاولة التذكير بهذه الدولة الشقيقة التي حشدت كل قدراتها وامكاناتها وفتاوى وعاظها لتخريب التجربة العراقية ونسف العملية السياسية وعودة العراق الى سابق عهده للانسجام مع المعادلة الطائفية التي تسود المنطقة ليس من الحكمة والمصلحة.كنا ومنذ بدايات الازمة العراقية وانكشاف دور هذه الدولة الشقيقة برفدنا بالانتحاريين نلتزم الصمت لكي لا نستعديها او نستفزها ولكن كل محاولات الصمت والتهدئة لا تزيد هذه الدولة الا عناداً وتمادياً في الامعان في الحاق الاذى بنا ولم تتراجع او تتردد في التدخل في شؤوننا وكأن لها الوصاية او القيمومة علبنا وكلما مددنا يد المصافحة والاخوة كلما امتدت الينا يد الغدر والتآمر.سواء سكتنا عن تدخلاتها او صرخنا فانها ماضية بالتحريض والدعم والتدخل فلا يمنعها الا تماسكنا وتوحدنا وتفاهمنا.مواجهة هذه المؤامرة الاقليمية التي تستهدفنا لا يتم الا عبر الوحدة الداخلية وخلق جبهة داخلية متماسكة وايجاد تفاهمات مع جميع الشركاء والحلفاء الفاعلين في العملية السياسية.وكما يقول المهاتما غاندي زعيم الهند الراحل "حارب عدوك بالسلاح الذي يخشاه لا بالسلاح الذي تخشاه" فان السلاح الذي يخشاه اعداؤنا هو وحدتنا وتماسكنا بل السلاح الاخطر هو المعاملة بالمثل والرد على تدخلاتهم وفضح نواياهم المبيتة ضدنا وكشف خفايا وزوايا المؤامرات التي تحاك ضدنا.اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha
