بقلم : السيد عامر الحسني
شبه الجزيرة العربية أرض مترامية الأطراف تعادل مساحة بريطانيا ثمان مرات , تشرفت بولادة الرسول الاعظم محمد صلى الله عليه وآله . عاشت في جاهلية وصارعت التغير وأرادت أن تحجب النور الذي شع بفضل الرسول وأهل بيته صلوات الله وسلامه عليهم , وتزعم حملة الرفض متطرفين لا يفقهون من الإنسانية شيئاً أمثال أبي جهل وأبي سفيان .بعد الرفض أسس نبي الرحمة أول دولة في الكون قامت على أسس الحرية واحترام الإنسانية , إلا أن جحافل الظلام أعادت تلك الأرض الطيبة إلى خربة الجهل والظلم .الآن شبه الجزيرة العربية مملكة كبيرة في مساحتها إلا إنها ضيقة في نظرتها للعالم الحر الذي نبذ الدكتاتورية والاستبداد , العالم الذي قطع أشواطاً في رسم معالم الحكومات المتنورة .من يشاهد مدينة الرياض بمبانيها الشاهقة وأنوارها الساطعة يحسب ان من يسكنها عقولهم تشع بنور الحكمة والعلم , إلا انه لا يلبث أن يجد عقولاً أبت أن تعترف بان العالم يعيش في القرن الواحد والعشرين , مملكة يحكمها رجال نظراتهم متجهمة ينظرون للأنوار بخط ظلامي متعرج يسير بخبث بين الوديان ليفيض بحقده وكراهيته لكل ما هو منير .
لقد دأب حكام الكيان السعودي بمحاربة كل ما هو حر ورائد في هذا العالم , ينالون منه , يتهكمون به , وتشم رائحة التآمر في كل نفس ينفثوه . بنى آل سعود إمبراطورية إعلامية هدفها تشويه الحقائق وبث سموم الفرقة في هذا العالم الرائع , شغلوا العالم العربي والإسلامي بمتاهات إعلامية مفبركة سيدتها قناتهم العربية , يضطلع بتسويقها جيش من الإعلاميين والمراسلين الذين يأكلون فتات موائد الأمراء أمثال نجاح محمد علي وضياء الناصري الذين كفروا بنعمة الدين عندما كانوا يوماً في ضيافة الجمهورية الإسلامية .
لقد أبى حكام بني سعود الا ان يظهروا ما كانوا يبطنون من حقد إزاء هذا النور الساطع المستمد من أهل البيت عليهم السلام والذي أضاء أرض أيران الطيبة , وهو حقد دفين و (خذل فيهم معروف نبتت عليه أصولهم ، واتَّزرت عليه عروقُهم , فكانوا أخبث ثمرِ شجرٍ للناظر، وأكلة للغاصب) .
لقد كانوا يوماً مطية لصدام ربيب أمريكا طوال ثماني سنوات من الحرب شاركوا في سفك دماء طاهرة على أرض خرمشهر وسوسنكرد وسربيل زهاب , وهاهم الآن يركعون الآن لتكون ظهورهم مطية لإسرائيل لتنفذ اعتداءاً غاشماً على الجمهورية الإسلامية , يدفعهم غباء مطبق أصم آذانهم وأعمى عيونهم , ولم يروا ذلك السيف الذي يحمله أبناء إيران الذي يطال شموخهم الفارغ الذي امتلأ بوعود أوباما ومباركة الذليل حسني مبارك الذي لا زال يتذكر مخبأه بين مقاعد منصة الاحتفال متفادياً رصاص الاسلامبولي ورفاقه الأبطال .
لقد تصور حكام بني سعود بان صراخ بنيامين نتانياهو وزعيق ايهود باراك سوف يثني الجمهورية الإسلامية الإيرانية من ان تكون في مصافي الدول المتقدمة والتي يشار لها بالبنان , ولكن حساب الحقل لا يطابق حساب البيدر دائماً , ومملكة بني سعود الصغيرة ليست كجمهورية إيران الإسلامية , وتعليقات نجاح محمد علي ليست كصوت مراسلوا الحق في الإعلام الإسلامي الإيراني , ومهما زاد العمران في الرياض , فتبقى السعودية مملكة صغيرة في حجمها السياسي .
https://telegram.me/buratha