المقالات

الاعلام والتلاعب بالالفاظ


عبدالرزاق النصراوي

يرد على ذهن المتتبع للحوارات التي تجريها القنوات الفضائية ولما يكتب في وسائل الاعلام المقروءة حيث يتردد في حديث المتحاورين وبايحاء من مقدم البرنامج بما ينسجم مع مشروع وأهداف تلك القنوات الفضائية والجرائد ومحطات الاذاعة عبارات تكرر على أذن السامع بأستمرار مثل (بأن العراق سيسترد عافيته)،(وأن الاوضاع ستعود ألى ماكانت عليه )،( وأن الوضع الامني سيعود كما كان سابقاّ )،(وأن سيادة العراق ستعود لسابق عهدها ) الى غير ذلك من العبارات التي تكرر يوميا بل في كل ساعة من خلال الحوارات التي تجريها بعض الفضائيات المأجورة حتى أصبحنا نحن العراقيون نردد هذه العبارات وكأن الحسرة تأخذنا على العز الذي فارقنا بعد حصول التغيير في 9_4_2003 .

وأمام هذه العبارات التي تخفي خلفها الحنين والشوق الى عهد النظام الفاشي قبل التغيير لنا أن نتساءل فيما بيننا وأقصد (نحن العراقيون) هل كان العراق يتمتع بالسيادة الكاملة على أرضه وسمائه وسياسته الخارجية وأقتصاده في ظل النظام المقبور ؟؟! والجواب ان العراق في عهد النظام الفاشي لم تكن له سيادة على سمائه ولا أحد منا ينسى مناطق حظر الطيران في شمال ووسط وجنوب العراق وعلى الارض فأيضاّ كان العراق و بعد شموله بالبند السابع من ميثاق الامم المتحدة محددا بأستخدام أنواع بسيطة من الأسلحة ولا يسمح له بأستخدامها الا عندما يضطر لقمع الشعب المظلوم وبموافقة اسياد النظام .كما أن ذاكرة العراقيين لا تنسى خيمة صفوان وما حصل فيها ولا تنسى فرق التفتيش التي كانت تصول وتجول في العراق وبدون اذن من نظام البعث الى الحد الذي دخلت وفتشت غرفة النوم الخاصة برئيس النظام .وأن موضوع النفط مقابل الغذاء اشهر من أن يذكر .

 فعن أي سيادة تتمنى القنوات الفضائية العودة اليها ؟! وما يتعلق بالأمن وتمني البعض بعودة الأمن الى العراق فنقول عن أي امن يتحدثون ؟ فالأمن في عهد النظام الصدامي كان يعني أمن السلطة وأمن الحزب وأمن الحكومة أما امن المواطن فقد كان مفقوداّ بالتمام والكمال . حتى اننا ونحن في بيوتنا لم نكن نأمن على انفسنا وكنا في العائلة الواحدة نقول لبعضنا : ( اسكتوا فأن للحائط أذان ولا تتحدثوا أمام الصغار ) واخذ بعضنا يناجي الآخر ويسره اسراراّ اذا أراد أن يتحدث بأي حديث فكافة الأجهزة الأمنية بما فيها الجيش والشرطة والأمن والأستخبارات والمخابرات والأمن الخاص وفدائيو صدام والجيش الشعبي ... الخ .

كانت جميعها اجهزة قمعية ليس لها علاقة بامن المجتمع لامن بعيد ولا من قريب وهي مكلفة حصرياّ بالحفاظ على امن النظام وأود ان اذكر القارئ الكريم باننا كنا نردد جميعاّ وبأستمرار ويوصي بعضنا بعضاّ بعبارة ( اكعد ترى الطايح رايح) ونقول ايضاّ مامعنى التمني لعودة الامن كما كان في النظام السابق ؟

ونتساءل ايضاّ هل كان العراق يتمتع بالعافية وفقدها بعد التغيير في 9_4 حتى أصبحنا وأمسينا نقول بان العراق سيستعيد عافيته ؟ الم يكن راتب الموظف لا يتجاوز ال(3) دولارات شهرياّ ؟ الم تعش العائلة العراقية في ضنك وضيق شديدين ؟ الم يقم صدام باطعامنا العلف الذي لايصلح للاستهلاك الحيواني ؟ الم يغرقنا بالديون الخارجية من خلال تهوره وعدوانيته وصرفه أطناناّ من الذهب في قصوره ومنتجعاته سواء في داخل العراق او خارجه ؟ هل نسينا باننا كنا نقضي فصلا دراسياّ كاملاّ بقميص واحد وبنطال واحد ؟ فعن اي عافية يتحدث اولئك الذين يقولون سيعود العراق الى عافيته ؟

واذا اردنا ان نتحدث عن مثل هذه المور ونقارن بين عهد الحكومة الظالمة والحكومة المنتخبة الحالية لطال بنا المقام ولكن نقول لاهلنا في عراقنا الجديد لا تنطلي عليكم هذه العبارات فانها عبارات مسمومة وتخفي ورائها الشوق الى عهد النظام الصدامي الدموي الذي لازال موضع احترام من قبل الانتهازيين والمنتفعين ومن بعض دول الجوار وخصوصاّ تلك التي تدعو الى العنف الطائفي وتمده بالاموال والرجال وتريد عودة العراقيين للرضوخ الى حكومة تتميز بالحس الطائفي والتمييز العنصري لان العراق الجديد لايخدم توجهاتها ان لم نقل بانه يهدد وجود وبقاء هذه الانظمة الفاسدة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك