فراس الغضبان الحمداني
تمنى الإمام علي (ع) في إحدى خطبه إن تكون رقبته مثل رقبة البعير .. ويقصد بذلك لكي لايتعجل بإطلاق الكلمة ، فهي عنده وكما يقول إن ذمتي رهينة لما أقول ..فياترى كم من وزراء العراق وساسته وأعضاء برلمانه وإعلامييه ومنظريه ومحلليه ينظرون للكلمة بهذا المستوى السامي الذي رسم حدوده علي بن أبي طالب .نعم قد لانبلغ جميعا هذا المستوى من النزاهة والنبل الإنساني ولكننا أيضا وفي إطار مفهومنا للسياسة كونها فن التعاطي مع الممكنات .. نطالب السادة المسؤولين والبرلمانيين والإعلاميين بالحد الأدنى من المسؤولية الأخلاقية والمهنية لان ذلك الالتزام سيجنب البلاد الويلات ويخلص العباد من الخيبات ، ولكن هيهات إن نتوقع من قادة الرأي في العراق وهم يدخلون مارثون الحصول على المكاسب والمناصب من الاتزان والإتقان في التعامل مع المعلومات والدقة في التصريحات والتحسب لخطورتها على المجتمع .
ففي كل يوم نسمع تصريحا يثير المخاوف الأمنية عند عموم المواطنين وأخرى تجعل عجلة الاقتصاد تتراجع وثالثة تجعلنا نفقد الأمل في المستقبل وتحطم الثقة بكل الرموز ، لمصلحة من تطلق الكلمات بدون حساب لدلالتها ومعانيها وتأثيراتها وهي لم تكون كلمات طيبات يقصد منها مداواة الجراح ومد جسور التوافق بين الفرقاء وتعميق الثقة والأواصر بين أبناء المجتمع الواحد .
بل هي ونقولها بصراحة تعبر بدقة عن صراعات شخصية وحزبية ضيقة تتحدث عن شعارات وطنية ومصالح عليا للبلاد .. ولكن في جوهرها صراع مصالح ومناصب والخوف على زوال المكاسب ، والأدلة كثيرة لاتحتاج من يشير إليها حتى وصلت إلى وزارات كان من المفترض إن تكون آخر القلاع التي تدخل إلى مزاد الصراعات .
ونقصد قلعة وزارة التعليم العالي .. فعلى اثر الصراعات بين وزير التعليم العجيلي ورئيس الجامعة المستنصرية تقي الموسوي الذي استخدم نفوذه والبقاء رئيسا للجامعة رغم انف الوزير ، فإننا نشعر بخيبة أمل من رد فعل العجيلي الذي فشل في معاقبة رئيس الجامعة وعزله وذهب بعيدا ليعاقب طلبة الجامعة المستنصرية ، فقد أطلق في مجلة (المشهد) تصريحا غريبا قال فيه بان شهادات طلبة الجامعة المستنصرية غير شرعية ولايعترف بها فهل يعقل هذا ياعجيلي وإذا كانت هكذا لماذا تستمر هذه الجامعة بالدوام الرسمي ولماذا لاتتخذ قرارات تمنحها الشرعية .
قديما قالوا وفي الأمثال الشعبية ( أبوي مايكدر إلا على أمي ) ونضيف إليه إن الوزير ( يعرفها ويحرفها) وتساؤلنا هل إن امتيازات الوزارة فوق الكرامة ..! .
https://telegram.me/buratha
