المقالات

انتفاضة رجب 1979 إضاءة في تاريخ الحركة الإسلامية


الباحث عمار العامري

تعتبر انتفاضة رجب 1979 أطلاقة مهمة وجهتها الحركة الإسلامية نحو السلطة البعث الحاكمة في بغداد وأذان ببداية مرحلة جديدة من المواجهة الفعلية حيث لم تشهد ساحة المواجهة بين التحرك الإسلامي ونظام الحاكم منذ انتفاضة الإمام محسن الحكيم عام 1969 حتى قيام انتفاضة رجب عام 1979 أي عملية من شأنها خلق حالة المعارضة للنظام سوى انتفاضة صفر عام 1977 - والتي قام بها أنصار الخط الحسيني من أصحاب المواكب الحسينية والذين اخذوا على عاتقهم التوجه بالمسيرة الحسينية الراجلة نحو كربلاء أحياً لذكرى أربعينية الإمام الحسين -ع- رغم منعها من قبل السلطة الحاكمة-.ويبدو أن الفترة 1969- 1979 من عمر الصراع بين الحركة الإسلامية والنظام العراقي شهدت حالة من المعارضة غير المسلحة أي مرحلة الإعداد العقائدي والفكري حيث أخذت المرجعية الدينية متمثلة بزعيم الحوزة العلمية الإمام أبو القاسم الخوئي والسيد الشهيد محمد باقر الصدر مهمة الحفاظ على الحالة الدينية بنشر الوعي والأفكار الإسلامية بين شرائح المجتمع العراقي من خلال إرسال الوكلاء إلى كافة المناطق فكان لهذا التحرك الدور الفاعل باستنهاض المجتمع لاسيما الشباب وطلبة الجامعات الذين التزموا الشريعة الإسلامية منهج وعمل مقابل المغريات التي قامت الحكومة العراقية بإباحتها لغرض إغراءهم وصدهم عن التأثر بالحركة الإسلامية.مقابل ذلك - ونظراً للجهود الحثيثة التي يقوم بها السيد محمد باقر الصدر ورجال الدين المتصدين للنشاط الإسلامي أمثال شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم والشهيد الشيخ مهدي السماوي وغيرهم - نجد أن هناك تحرك من قبل السلطة للحد من نشاطات وبرامج التوعية والإرشاد التي تنفذها المرجعية الدينية حيث قام أزلام النظام في شهر رجب عام 1979 باعتقال السيد محمد باقر الصدر وإرساله محفوظاً إلى العاصمة بغداد - جاءت هذه التصرفات من قبل السلطة بعد استيلاء صدام على مقاليد الحكم اثر تنحية البكر- وللرد على هذا التصرف ألانتهاكي لحرمة المرجعية الدينية وفي موقف ايجابي خرجت العلوية بنت الهدى إلى الصحن العلوي الشريف وأعلنت اعتقال أخيها السيد محمد باقر الصدر وكان هذا أذان لكل أبناء الحركة الإسلامية والمخلصين في العراق وخارجه إذ شهدت محافظات بغداد والبصرة والناصرية والسماوة وغيرها انتفاضات شعبية وتحرك جماهيري بقيادة وكلاء المرجعية الدينية أسفر هذا التحرك عن موقفين من قبل النظام الأول أطلاق سراح السيد محمد باقر الصدر والاعتذار منه والثاني شنت أجهزة السلطة - الأمنية الحزبية- حملة اعتقالات بين صفوف الحركة الإسلامية في كل العراق أعدمت على أثرها أكثر من 400 شهيد من قيادات التيار الإسلامي الشيعي وآلاف الشباب الذين غصت بهم سجون امن النظام ومعتقلاته.فكانت انتفاضة رجب 1979 الانطلاقة الفعلية والولادة الحقيقية لمرحلة الجهاد المسلح والكفاح العسكري للحركة الإسلامية في مواجهة النظام وقد تكللت بالعمليات القتالية التي هزت العاصمة بغداد والمحافظات الأخرى إذ شهد العراق عمليات نوعية وحركات مسلحة عبرت عن الرفض الشعبي العام للنظام رغم محاولاته التعتيم عليها ولكن بجهود قيادات الحركة الإسلامية أمثال السيد محمد مهدي الحكيم والسيد محمد باقر الحكيم والسيد مرتضى العسكري وغيرهم أدرك الرأي العام العالمي حجم الرفض الشعبي والجماهيري للسلطة الحاكمة في العراق من خلال فضح كل الممارسات التي اتبعها النظام على اثر العمليات الجهادية التي كانت امتداد لانتفاضة رجب الخالدة.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك