حامد جعفر
قناة دبي الفضائية تعرض بين الفينة والفينة فلما دعائيا قصيرا عن زايد بن سلطان ال نهيان وهو في سيارة الصيد اللندكروز مع من يتبعه ويحيط به من العائلة المالكة وحبربشيتها... يحملون على سواعدهم صقورا وحشية , دربوها فجعلوها اقسى واوحش قلبا مما جبلها الله تعالى عليه. ذلك لانها في طبيعتها تصطاد لكي تاكل فاذا شبعت واطعمت فراخها فانها تصبح اكثر مسالمة من الحمامة. صقور زايد وحبربشيته اوغرت قلوبها حقدا وعدوانا فهي تقتل من اجل ان تقتل وحسب..!!ليس هذا بيت القصيد , ولكن هناك منظرا مؤلما في الفيلم الدعائي , حيث يظهر زايد وقد اطلق صقره المتوحش جدا جدا , كل ذلك ليصطاد حباريا مسكينا ضعيفا غاية في الجمال , لم يسئ الى زايد ولا الى امارته الامريكية.. اما الحباري الجميل المسالم فلم يكن له خيار في تلك الصحراء القفراء حيث لا مكان للاختباء الا ان يمزق اربا اربا بمخالب صقر زايد الهمام.
وحدثت المفاجأة عندما القى هذا الحباري المسكين البرئ بنفسه دخيلا عند اقدام زايد بن سلطان وكان بامكانه ان يمسكه بيده التي يصفها الحبربشية بالكريمة, طالبا رحمته. ولكن, ويا للعار, فهمها الطير البسيط ولم يفهمها زايد البشر ولا احس بها..!!لم يعره زايد اي اهتمام ولم يفهم توسله به بل راح يحدج فيه بعيون بليدة كعيون التماسيح لا احساس فيها ولا حياة حتى انشب صقره المتوحش مخالبه في جسده الغض واخذ يقطعه بمنقاره المعقوف كانوف اصحابه اربا اربا و ينتف ريشه الجميل..!! وعندذاك ارتاح قلب زايد ونفس عما به وانفرج فمه عن ابتسامة صفراء..!!
اما قصة بن العوجة صدام وحبه للقتل والاجرام فقد شاهدها ملايين العراقيين على شاشات التلفزيون. كان صدام في احدى زياراته المسرحية وهو مكفن بالملابس العسكرية, لاحدى القرى , فاذا برجال منافقين يسحلون الخراف المساكين بيد وبالاخرى يحملون سكاكين كالسيوف تلمع بين الروابي .. ولما اقتربوا من صدام, وحمايته الذين تأهبوا ووضعوا سباباتهم غلى زناد رشاشاتهم, راحوا يذبحون الخراف وهم مرتبكون.. وكل هذا كان امرا طبيعيا ليس بذي بال ولا يهتز على رأس بدوي عقال..
بيد ان ما لفت انظار العراقيين وأثار دهشتهم هو أن صداما اصبح وكأنه فقد وعيه ونسي نفسه واصبح كأنه تمثال وجمدت عيناه على رقاب الخراف وهي تذبح, كما ذبح الوهابية الانجاس ضعفاء شعبنا, وعلى الدماء المتدفقة كالنهر عندما ترفع عنه السدود..!! وكان يبدو عليه بجلاء التمتع بالام هذه الخراف ورفسات ارجلها الما ودفاعا غريزيا عن الحياة..!! هتان قصتان حقيقيتان لحاكمين يعربيين والبئس..
اما الرواية الثالثة التي بثتها كتب التاريخ العربي على اختلاف مشاربها فهي عن الدكتاتور العباسي اليعربي هارون الرشيد الذي مات من شدة التخمة والناس جياع... خرج هذا الدكتاتور السفاح المشهور بعبارة يا مسرور اضرب عنقه, في رحلة صيد في فلوات النجف اذ ظفر هو ومن حوله من الحبربشية والمنافقين من رجال الدين بقطيع صغير من الغزلان فطاردوها وكادوا ان يطوقوها ثم يتمتعوا بقتلها بسهامهم الحادة. وبينما اطمأن الدكتاتور هارون الى الصيد الوفير وأمل أن يستمتع بمنظر قتل مثير, اذ كان قد سئم من قتل الشعب الفقير, اذا بهذه الغزلان الجميلة تتجمع حول بقعة من تراب الارض حيث زال الخوف عن قلوبها وصارت تحدق بهارون وعسكره بعيون القت الرعب فيهم ولم تتجاسر افراسهم ان تتقدم نحو هذه البقعة الكريمة..!!
عندها أمر هارون جنده وحبربشيته بالانسحاب والكف عن ايذاء هذه الغزلان وقال ان لا بد لهذا المكان قصة ولا بد ان نعرفها..وبعد ذلك امر الطاغية هارون بالبحث والتقصي .. واخيرا علم وعرف كل العالم ان هذه البقعة الطاهرة هي مدفن امام البشرية وسيدهم بعد الرسول محمد(ص) ومعجزة الاسلام والبطل الذي لم تكن لقواه حدود لانها من الله, فقهر الجبابرة وكان حربا على كل خسيس منافق دفاعا عن المظلومين واليتامى والضعفاء من بني البشر لم يميز عليه السلام بين عربي واعجمي ومسلم ومسيحي او اي دين اخر لان البشر هم عيال الله وانما ارسل تعالى الرسل ليضمن حقوقهم ويهديهم لما فيه خيرهم. السلام عليك يا امير المومنين وملجئ المظلومين يوم ولدت ويوم مت ويوم بعثت حيا.
حامد جعفرصوت الحرية
https://telegram.me/buratha
