المقالات

مرقدان لزينة ابيها الحوراء عليها السلام


بقلم : سامي جواد كاظم

الخلافات الإسلامية كثيرة وشملت مجالات لا يمكن لها أن تكون موضع خلاف لأنها من البديهيات وبالرغم من ذلك اختلفوا فيها ولكن الأهم من هذا إن النتائج المترتبة على الموضوع المختلف فيه تكون مداليلها واحدة فان قيل الموضع الأول صحيح تكون نتيجته هي بعينها للموضع الثاني لو قيل عنه صحيح ومثل هكذا مواضيع تثبت متانة وصحة النتيجة .والجدل حجة على المتجادلين عندما يكون سببه تنسيب شخصية او موضع حدث لقوم دون قوم أخر جادل فيه بتنسيبه له وهذا هو عين حديثنا في هذا مقالنا .زينب بنت الإمام علي عليهما أفضل الصلوات والتسليم وهنا لسنا بصدد الحديث عن ماهيتها فموضع الخلاف بين الأمم يثبت عظمتها ويكفينا فخرا انه لم يتعرض لها بسوء المخالفون قبل المحبين ، فالشام تدعي مرقدها عندها ومصر كذلك .وذكرها اليوم هو لمناسبة وفاتها في النصف من رجب عام 62 للهجرة والخلاف هو أين توفيت ودفنت ؟ هذا الخلاف هو دليل علو شانها ومكانتها عند الله عز وجل وعند جدها وأهل بيتها عليهم السلام .ولنستعرض على عجالة الروايات التي تحدثت عن مكان دفنها حيث اختلف المؤرخون في البقعة التي حظيت بجثمانها المعظم فمنهم من قال أنّها توفّيت في يثرب، ودفنت في بقيع الغرقد،ومنهم من قال انها دفنت في الشام حيث مرقدها الشامخ اليوم بقبته الذهبية ومقصد محبيها ومحبي جدها وابيها واخويها ، وقول ثالث ذهب اليه جمهرة من المؤرخين إلى أنّ قبر الصدِّيقة الطاهرة زينب (عليها السّلام) في مصر، وهذا هو المشهور عند كافّة المصريين . ونقل عن النسابة العبيدلي في (أخبار الزينبيات) بعد ذكر قصة تبعيدها من المدينة بأمر يزيد، أنها عليها السلام اختارت مصر، وتوفيت بها عشية يوم الأحد لخمسة عشر يوماً مضت من رجب سنة اثنتين وستين هجرية، ودفنت في دار الوالي مسلمة بن مخلد الأنصاري. ونقل الموافقة له في الدفن الشريف ناشر كتاب (الزينبيات) عن عدة من المؤرخين ، ونجد ان المصريين دأبوا على زيارة الحوراء كل يوم احد تيمنا بيوم الأحد الذي توفيت فيه .

هنا لا نريد البحث عن أدلة كل مدعي وسبب الوجود على أرضهم مرقد السيد زينب عليها السلام ولكن الأهم أهم أن نتطرق إليه .كل الأمم تتفاخر بعظمائها بل حتى تاريخها بمساوئه هنالك من يتمسك به لا لأجل التفاخر بل لأجل التوثيق والاستفادة منه مستقبلا لدراسات قد تستحدث ويتطلب ذلك معرفة التاريخ بكل جوانبه وحديثنا دليل صدق قولناولكن الأهم كما قلت ارض الشام مثلا التي هي بؤرة الدولة الأموية والتي حكم الأمويون فيها البلاد لم نجد لهم اليوم اثر لمدفن واحد من خلفائهم فان دل هذا على شيء فإنما يدل على مكانتهما عبر التاريخ والتي لو حظيت بقليل من الاهتمام لاحتفظوا بآثارهم والوهابية التي هدمت القبور أبقت بعض الأثر لأصحاب القبور أما أن تجد لا اثر لقبر يزيد فهذا له دلالة عظيمة على خسة يزيد عبر التاريخ وهذا ينطبق على بقية الخلفاء الأمويين .اما مصر وما يدل عليه المرقد الشريف فان هذا يعد تاريخ لماهية مصر وكيف كان معتقد سكان ارض الكنانة والذي يعد دليل على لجم أفواه من ينعق اليوم بالتمدد الشيعي وان مصر بلد سني وما الى ذلك من سفاسف تنسفها زينب عليها السلام بمرقدها .كثرة الطواغيت الذين حكموا مصر فأنهم ما تجرأوا على إلغاء الأثر وبعيدا عن الشك حول الصحة والوهم فهنالك قلوب والهة ومتيمة ببنت الإمام علي عليه السلام مما منع هذه الطواغيت من هدم المرقد ، هذه القلوب المحبة لأهل البيت والتي احد دلائلها حبهم لزينب يثبت ان معقل التشيع كان في مصر هذا ناهيك عن بقية الادلة الصارخة بذلك .واما البقيع والذي هنالك من قال بهذا الادعاء فان هذا يثبت ان في الجزيرة العربية محبين يرومون كسب هذه المنقبة وتنسيبها الى أرضهم حتى يتشرفوا بهذه السيدة الطاهرة وان هذا لخير دليل على مدى انتشار الشيعة في كثير من الولايات الإسلامية .كلمة « زينب » لها معنيين الأول : إن « زينب » كلمة مركبة من : « زين » و « أب ». الثاني : إن « زينب » كلمة بسيطـة وليست مركبة ، وهي إسم لشجرة أو وردة. كما احتمل ذلك الفيروز آبادي في كتابه « القاموس المحيط ».و جاء في كتاب ( لسان العرب ) : « الزينب شجر حسن المنظر ، طيب الرائحة ، وبه سميت المرأة ». وفي كتاب ( لاروس ) : « الزينب : نبات عشبي بصلي معمر ، من فصيلة النرجسيات ، ازهاره جميلة بيضاء اللون فواحة العرف ».

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك