المقالات

مقارنة بين الاجهزة الامنية في عهد حزب البعث وفي الوقت الحاضر - 3 -


محمود الربيعي

تبعيث المؤسسات والدوائر الرسمية اشتركت اجهزة الامن والمخابرات والجهاز العسكري واجهزة الشرطة و الحزب في تدعيم النظام السابق وتم تبعيث جميع هذه المؤسسات، وبشكل عام فقد تم تبعيث حتى المحاكم المدنية والعسكرية، ومارس حزب البعث دورا رقابيا صارما على الشعب وعلى كل المستويات مستغلا البيانات الرسمية للمواطنين لمساكنهم ودوائرهم واجبر المواطن على تيقدم كافة البيانات والمعلومات السياسية والحزبية والمذهبية وأخضع من خلالها المواطن لرقابة الحزب وعمل من خلال افراده على رصد جميع نشاطات المجتمع وبالخصوص من كان غير منتميا للحزب الحاكم.الانتماء الى الحزب بين الترغيب والتهديدومارس حزب البعث ضغوطه وتهديداته ضد كل من لايريد الانتماء اليه، في الوقت الذي اعطى فيه الامتيازات الخاصة للمنتمين اليه وبذلك احدث شرخا قويا في روح المواطنة جعلت البعثي في الدرجة الاولى من المواطنة، وقسم بذلك المواطنين الى درجات حسب القومية والطائفة والولاء.محاربة الطبقات المثقفة غير البعثيةومارست اجهزة الامن وغيرها اسلوب الاكراه لاخضاع الناس على الطاعة العمياء ويحقق في ذلك سيطرته، ولم يسلم احد من سطوتهم، وابتلي الناس ببلاء عظيم اخاف فيه الحزب الناس بوسائله المتعددة في محاربة طبقة المثقفين واصحاب الراي.تاسيس الطلائع والفتوةجند النظام البعثي صغار السن في مايسمى منظمة الطلائع وطلب منهم ان يتجسسوا على أسرهم، وشكل مايسمى بالاتحاد الوطني وطلب من اعضاءه تقديم التقارير المستمرة عن الطلاب.الجيش الشعبي والمؤسسات العسكريةواسس حزب البعث مايسمى بالجيش الشعبي وجعله وسيلة لارهاق المواطنين والعبث باوقاتهم المهمة ازاء عوائلهم واعمالهم الرسمية في الدوائر، واخذ يلاحق المواطنين في دورهم ودوائرهم وفي الشوارع يلقي القبض عليهم ويزجهم في صفوف هذا الجيش الذي كان يعتبر واجهة لقمع المعرضين ووضعهم تحت الرقابة الاجبارية وتجميد نشاطاتهم كمعارضين، وفعل نفس الشئ في المؤسسات العسكرية وشكل مايسمى بشعبة التوجيه السياسي للضغط على الجنود والضباط وكتابة التقارير عنهم.

الخبز والامن مقابل الولاء والطاعة للحزبوالاجهزة الامنية في زمن حكم حزب البعث كانت تتعامل مع المواطنين على اساس انهم خدم غرباء وعليهم تقديم الولاء والطاعة مقابل رغيف الخبز والامن، وكانت تتعامل بمنتهى القسوة والبطش وان الناس عبيد بينما يتشدقون بالشعارات الزائفة والبراقة التي تخفي ورائها الكذب والنفاق، وهم يرون كسيدهم ان الدين مجرد تراث.

الانتماء الى حزب البعث يعني القبول في كليات التربية لقد انخرط البعض في صفوف الحزب لدوافع عديدة منها محاولة الحصول على قبول في الجامعات او الوظائف العسكرية وحتى المدنية، او بسبب الخوف من بطش السلطة، او للحصول على ايفاد، أو راتب جيد وامتيازات اخرى، وعليه لايمكن القول بان عدد البعثيين الذين يؤمنون بنهج الحزب بقيادة صدام هو العدد الفعلي لاجهزة الامن والمخابرات والقيادات العسكرية والرسمية على مستوى كل من القيادتين القومية والقطرية، فالعدد الحقيقي هو اقل بكثير من العدد العام لهم.طبيعة البعثيين قبل سقوط النظام وبعدهاان طبيعة البعثيين قبل سقوط النظام هي التكبر والعنف والطمع وعدم الاكتراث بما يجري ويدور حولهم على ابناء الشعب بسبب الخوف والحاجة الى جلب المنفعة ، وبعد سقوط النظام ظلت هذه الطبائع على ماهي عليه ولايزال هؤلاء يخافون من ملاحقة حزبهم خارج السلطة والذي صور لهم من خلال قيامه بالتعاون مع التنظيمات الارهابية ذات الطبيعة الطائفية انه يستطيع ان يحيق بهم الاذى اذا انقطعوا عن الالتزام بتوجيهاتهم وهي فرية عظيمة، فقد طالت يد العدالة قيادتهم وضاعت هيبتهم بسبب الكشف عن جرائمهم التي ارتكبوها في الشمال والوسط والجنوب.القوى الجوية والبرية والبحرية الثلاثلقد اعتمد النظام السابق على انماط عديدة من مستويات القوة منها القوة الجوية والقوة البحرية والقوات البرية وقد جندت هذه القوات لخدمة النظام واستخدمت مرات عديدة في القمع الداخلي ضد ابناء الشعب وخصوصا القوات الجوية والبرية وفي مختلف المناطق، وتعمل الى جانب هذه المؤسسات قوى الامن والاستخبارات.محاكم سياسية صوريةوكان الارتباط قويا بين اجهزة الامن والمحاكم السياسية الصورية والتي كانت تنفذ رغبات قوى الامن من دون تحقيق فعلي سليم، او اعطاء حق الدفاع عن النفس في محاكم هزيلة تفتقد لجميع مقومات المحكمة النزيهة.التهجير القسري للشيعة العرب والاكراد وزج الاعداد الكبيرة في السجونلجأت اجهزة أمن الحزب الى التهجير القسري لمئات الآلاف من المواطنين العرب الشيعة بحجة انهم ايرانيين، وهجرت الاكراد الفيليين الشيعة لنفس الاسباب، بالاضافة الى زج المئات من الشيعة والاكراد في السجون التي توزعت على جميع مناطق العراق. هروب الكفاءات وملاحقتهاولعبت القوى الامنية المختلفة دورا قويا في الاعتقالات والاعدامات في كل انحاء العراق، ولم يجد الشعب طريقا غير السجن او القتل او الهروب من بطش النظام واللجوء الى الدول المجاورة الى دول تقبلهم وتوفر لهم الامن، وخصوصا من يمتلك اختصاص جامعي او فني كالمدرسين والاطباء والمهندسين واصحاب المهن الحرة المهمة فكان هؤلاء المستضعفين يهربون من بطش الحزب الذي يقمع ارادة المواطن وتعرضه الى السجن لاتفه الاسباب.الاجهزة الامنية في النظام الجديد تفتقد الخبرة والوحدةوبعد سقوط النظام لم تكن الاجهزة الامنية الجديدة مهيئة ومدربة وليست لها خبرة، وتشكلت بصورة تدخلت فيها عدة عوامل كالطائفية والقومية وعلى اساس المحاصصات ولم تكن بالمستوى الذي يتناسب مع روح المواطنة وأعان على ذلك تدخل الاجنبي في تشكيل هذه القوى بشكل واسع.ضعف الرقابة الامنية بسبب الاندساسوالاجهزة الامنية في النظام الجديد اعتمدت على قيادتين هما الجيش والشرطة على خلاف التشكيلات الحزبية المختلفة زمن حكم النظام السابق وهذه الاجهزة مخترقة من قبل العناصر الارهابية والبعثية لذلك لم يكن الامن طوال هذه الفترة مستقرا.مواجهة الارهاب يتطلب اجهزة حديثة وعقل علمي وخبرات وطنيةان مواجهة قوى الارهاب المدعومة من الداخل والخارج ليست نزهة سهلة وانما ينبغي العمل على درء خطرها بتقوية الاجهزة الامنية وتدريبها على الوسائل الحديثة، كما ينبغي تحديث المعلومات الامنية واتلاستخباراتي بشكل يومي ومستمر، ولابد من الاعتماد على الوسائل الحديثة في اعداد البيانات ورصد الحركات سواء في اجهزة الجيش او الشرطة او في بقية المؤسسات ومن اجل توفير امن حقيقي يحترم روح المواطنة والولاء للوطن.اجهزة الانذار المبكروالاجهزة اليومية تحتاج الى تحديث مستمر خصوصا في مسالة رصد الجرائم الارهابية والتخطيط للقضاء عليها، ويحتاج العهد الجديد الى رقابة جيدة على حدوده الجغرافية، وبين المحافظات، وفي داخل المدن والاقضية والنواحي مهتمدا على المواطنين في مناطقهم وبالشكل الذي يخدم مصالح البلاد بشكل عادل.الجهاز الرقابي الرسمي والشعبيوعلى وزارت الامن والدفاع والداخلية بذل المزيد من الحرص، وتقديم البحوث والدراسات لوضع الشعب في حالة من الامن والاستقرار الدائم. تدريب الجيش والشرطة تدريبا عالياويحتاج المنتسبين في اجهزة الجيش والشرطة الى المزيد من الدعم الفني لتدريبهم على احدث الوسائل من خلال اقامة الدورات الامنية وتطوير التدريب العسكري للقيام بمهامها بشكل ناجح.الامن بعد خروج قوى الاحتلال من المدنان خروج قوات الاحتلال من المدن يوفر فرصة جيدة للاخذ بزمام الامور اكثر ويوفر حرية في الحركة وتثبيت النظام، وينبغي الاستفادة من هذه الفرصة لاعادة ترتيب الهياكل الامنية وتشجيع الخريخين الجدد للانضمام في صفوفها والعمل على ازالة كافة العوائق التي كانت تقف في وجه القيادات الامنية وتحول دون السيطرة عليها وتخليصها من المندسين واجراء الاصلاحات ورفع روح المواطنة والاحساس بالمسؤولية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
محمود الربيعي
2009-07-05
الاخ الدكتور سلام عبد الزهرة الفتلاوي المحترم.. شكرا لاهتمامك ومصداقيتك واود ان اشير الى انني اوردت في المقال مايلي: فقرة بعنوان ضعف الرقابة الامنية بسبب الاندساس.. وفقرة بعنوان الامن بعد خروج قوى الاحتلال من المدن اشرت فيهما الى ماتفضلت من الاندساس وخطورته في النظام الجديد وفي صفوف الجيش والشرطة وبقية المؤسسات الرسمية، وشكرا لك مرة ثانية.
د.سلام عبد الزهرة الفتلاوي
2009-07-05
بسمه تعالى الى الاخ محمود الربيعي لقد نسيت يا اخي في مقالتك الاشارة الى ان معظم الموجودين في الاجهزة الامنية والقمعية الان هم من كانوا في السابق موجودين يتلذذون بدمائنا وعذاباتنا وينامون على اهاتنا ولن نسنى تلك الثلة من المجاهدين في قوات بدر الذين تم اعتقالهم وتعذيبهم وقتلهم في نهاية المطاف في مديرية شرطة الرصافة في عام 2004 وتستمر تلك الانتهاكات والتجاوزات الى ان تصل في يوم من الايام الينا ونحن نسمع ولا نعي والحمد لله
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك