علي حسين غلام
الظاهر أن الرعيل الاول من الشخصيات الكوردية الفيلية لهم الفضل والدور الرئيسي والحقيقي والريادي في بناء قاعدة العلاقات الاجتماعية الحميمة التي أمتدت الى وقت قريب قبل أن تنقلب المعادلة وفق معطيات المرحلة الجديدة ، والتي بنيت على اساس الوحدة والأخلاق الحميدة بين أبناء الكورد الفيليين ، ووضع أطار أجتماعي ليحيط معالم الوجود الفيلي من خلال العمل على قاعدة متينة قوية لبنتها الأساسية القومية والمذهب والقيم الأنسانية ومرتكزاتها رص الصفوف وتوحيد الكلمة لتكون المحصلة قوة مؤثرة في الأوساط الشعبية ،أدواتها فعاليات أجتماعية بسيطة ولكنها غزيرة في دلالاتها ومضامينها الأخلاقية والسلوكية ، ومنظمات ومؤسسات مدنية بسيطة في مسمياتها وكبيرة في عطاءها ونتاجها الأجتماعي والأنساني ، مثل المدرسة الفيلية والحسينيات والفرق الرياضية ، كلها تركت اثار واضحة وملموسة في توطيد أواصر الأخوة والمحبة والألفة وتقوية اللحمة بين ابناء المكون الكوردي الفيلي في تلك المرحلة الذهبية بالرغم من حالات الخوف والذعروالتوتر والشد النفسي والذهني وكل انواع الأضطهاد التي مارستها الحكومات التي تعاقبت على حكم العراق ضدهم ، ان القسم الأكبر من هذا الرعيل كانت دوافعه فطرية سليمة نابعة من النقاء الذاتي والضمير الحي الذي يبحث عن كل مفردات وصور الخير ليترجمها الى فعل وسلوك حميد في الواقع العملي، وكذلك الصفاء الفكري والذهني ، البعيدة كل البعد عن المصلحة الشخصية والتأثر بالأفكار الأيدلوجية والميولات الحزبية التي كانت أحدى الاسباب لبث التفرقة ، والأستفادة من القيم والمبادىء والأعراف الأجتماعية السائدة في تلك الحقبة التاريخية والتي كانت التربة الخصبة لزرع كل ماهو مفيد ومثمر يستفاد منها المجتمع بصورة عامة ، بالأضافة الى أنتشار الواعز والدافع الأنساني بحكم الظروف الأجتماعية والحياتية البسيطة والسهلة التي تبتعد عن التكلف والتعقيد وتضخيم الأمور ، وأن الشعور بالظلم الأعظم نتيجة التشكيك في الولاء والأنتماء والهوية الوطنية وسلبها منهم ومحاولة اقتلاع جذورهم من هذه الارض لأسباب سياسية وعنصرية معروفة ولدت وفجرت كل القوى والطاقات الخلاقة والمبدعة المضادة وحفزت المشاعر والأحاسيس لغرض تثبيت الولاء النوعي والهوية الوطنية ، بل الى التمييز في الولاء وصدق المواقف الوطنية مقرونة بكل الصفات والقيم الأنسانية والأخلاقية الملازمة للمواطنة ، والحرص والتفاني من أجل الوطن والمشاركة في بنائه وأعماره والدفاع عنه والتضحية بالأنفس والأموال .
وكانت هناك شخصيات تحمل أفكار وأنتماءات حزبية او سياسية وظبت هذا التوجه الفطري بأتجاهات ميولاتهم وتنظيمها وفق أهداف حزبية من دون أشارات علنية تثير أحاسيس ومشاعر الاخرين ، وكانت تستقطب وتستوعب من تجد لديه الرغبة في التنظيم والأنتماء لتلك الأحزاب ، ولذلك نجد أبناءنا متواجدين بشكل كبير في جميع الأحزاب الوطنية والقومية والدينية لأنه المتنفس الوحيد لطرح قدراتهم وطاقتهم وأمكاناتهم الشخصية والفكرية والعقائدية والثقافية والتي أصبحت واضحة خلال الفترة الحالية لوجود شخصيات فيلية في جميع الأحزاب والقوى السياسية المشاركة في العملية السياسية.
سؤالنا...هل نستطيع أن نستفاد من تلك التجربة في الوقت الحاضر..؟ الجواب... نعم بكل تأكيد لأنها تجربة غنية وثرة في عناوينها ومضامينها، فيها دروس وعبر كثيرة وقد حققت الكثير من مفاهيم الوحدة والعمل الجمعي ونبذ التفرقة ،وهي مرحلة عظيمة في سفر تاريخنا المجيد ، ونحن الأمتداد الطبيعي الى ذلك الجيل الملهم الذي تفيض ينابيعه القيم الأجتماعية والأنسانية والأخلاقية ومناهل للفكر والثقافة ونقاء وصفاء للذات والفطرة السليمة ورؤية واضحة وشفافة هدفها وغايتها لملمة اطراف الثوب الفيلي ، تحت سقف البيت الواحد من أجل الوحدة ورص الصف وتوحيد الكلمة بعيداً عن الأنانية والمصالح الشخصية والفئوية والتكتل لغرض التجزئة والتفرقة ، وأستغلال مظلومية الكورد الفيليين لغايات غير سليمة مشبوهة تبتعد عن المسار الحقيقي والصحيح والمنهج الموضوعي والواقعي للفيليين، والحركة في ظل التبعية ومعطيات الأخرين وتحقيق أهدافهم وتمرير سياساتهم على حساب مصالح الفيلية ، أذاً لنستمد القوة والشجاعة والأصرار والأخلاص ونقاء الذات والرؤية الشفافة الواضحة والعمل الجمعي المكشوف تحت ضوء الشمس والتحرك الواقعي وفق معطيات كل مرحلة وتسخير كل الطاقات والأمكانيات والجهود المعنوية والمادية والاعتبارية في سبيل تحقيق أحلام وأمنيات وغايات الكورد الفيليين ، ونبتعد عن الأختلاف والخلاف والتضاد والتناحر والتخاصم والمصالح الشخصية والفئوية والعمل في الظل والخفاء بعيداً عن الأخرين ، والتعالي والتكبر والأنتفاخ والنظرة الفوقية السطحية والمحورية التي لاتعترف بالعمل الجمعي وغيرها من الصفات والممارسات والتحركات السلبية التي تضر المسيرة الفيلية ، وليكون شعارنا.... (العقل الجمعي والعمل الجماعي ) .... (معاً في طريق واحد )......ومن الله التوفيق
علي حسين غلام
https://telegram.me/buratha