المقالات

الرعيل الاول من الكورد الفيليين

894 14:31:00 2009-07-05

علي حسين غلام

الظاهر أن الرعيل الاول من الشخصيات الكوردية الفيلية لهم الفضل والدور الرئيسي والحقيقي والريادي في بناء قاعدة العلاقات الاجتماعية الحميمة التي أمتدت الى وقت قريب قبل أن تنقلب المعادلة وفق معطيات المرحلة الجديدة ، والتي بنيت على اساس الوحدة والأخلاق الحميدة بين أبناء الكورد الفيليين ، ووضع أطار أجتماعي ليحيط معالم الوجود الفيلي من خلال العمل على قاعدة متينة قوية لبنتها الأساسية القومية والمذهب والقيم الأنسانية ومرتكزاتها رص الصفوف وتوحيد الكلمة لتكون المحصلة قوة مؤثرة في الأوساط الشعبية ،أدواتها فعاليات أجتماعية بسيطة ولكنها غزيرة في دلالاتها ومضامينها الأخلاقية والسلوكية ، ومنظمات ومؤسسات مدنية بسيطة في مسمياتها وكبيرة في عطاءها ونتاجها الأجتماعي والأنساني ، مثل المدرسة الفيلية والحسينيات والفرق الرياضية ، كلها تركت اثار واضحة وملموسة في توطيد أواصر الأخوة والمحبة والألفة وتقوية اللحمة بين ابناء المكون الكوردي الفيلي في تلك المرحلة الذهبية بالرغم من حالات الخوف والذعروالتوتر والشد النفسي والذهني وكل انواع الأضطهاد التي مارستها الحكومات التي تعاقبت على حكم العراق ضدهم ، ان القسم الأكبر من هذا الرعيل كانت دوافعه فطرية سليمة نابعة من النقاء الذاتي والضمير الحي الذي يبحث عن كل مفردات وصور الخير ليترجمها الى فعل وسلوك حميد في الواقع العملي، وكذلك الصفاء الفكري والذهني ، البعيدة كل البعد عن المصلحة الشخصية والتأثر بالأفكار الأيدلوجية والميولات الحزبية التي كانت أحدى الاسباب لبث التفرقة ، والأستفادة من القيم والمبادىء والأعراف الأجتماعية السائدة في تلك الحقبة التاريخية والتي كانت التربة الخصبة لزرع كل ماهو مفيد ومثمر يستفاد منها المجتمع بصورة عامة ، بالأضافة الى أنتشار الواعز والدافع الأنساني بحكم الظروف الأجتماعية والحياتية البسيطة والسهلة التي تبتعد عن التكلف والتعقيد وتضخيم الأمور ، وأن الشعور بالظلم الأعظم نتيجة التشكيك في الولاء والأنتماء والهوية الوطنية وسلبها منهم ومحاولة اقتلاع جذورهم من هذه الارض لأسباب سياسية وعنصرية معروفة ولدت وفجرت كل القوى والطاقات الخلاقة والمبدعة المضادة وحفزت المشاعر والأحاسيس لغرض تثبيت الولاء النوعي والهوية الوطنية ، بل الى التمييز في الولاء وصدق المواقف الوطنية مقرونة بكل الصفات والقيم الأنسانية والأخلاقية الملازمة للمواطنة ، والحرص والتفاني من أجل الوطن والمشاركة في بنائه وأعماره والدفاع عنه والتضحية بالأنفس والأموال .

وكانت هناك شخصيات تحمل أفكار وأنتماءات حزبية او سياسية وظبت هذا التوجه الفطري بأتجاهات ميولاتهم وتنظيمها وفق أهداف حزبية من دون أشارات علنية تثير أحاسيس ومشاعر الاخرين ، وكانت تستقطب وتستوعب من تجد لديه الرغبة في التنظيم والأنتماء لتلك الأحزاب ، ولذلك نجد أبناءنا متواجدين بشكل كبير في جميع الأحزاب الوطنية والقومية والدينية لأنه المتنفس الوحيد لطرح قدراتهم وطاقتهم وأمكاناتهم الشخصية والفكرية والعقائدية والثقافية والتي أصبحت واضحة خلال الفترة الحالية لوجود شخصيات فيلية في جميع الأحزاب والقوى السياسية المشاركة في العملية السياسية.

سؤالنا...هل نستطيع أن نستفاد من تلك التجربة في الوقت الحاضر..؟ الجواب... نعم بكل تأكيد لأنها تجربة غنية وثرة في عناوينها ومضامينها، فيها دروس وعبر كثيرة وقد حققت الكثير من مفاهيم الوحدة والعمل الجمعي ونبذ التفرقة ،وهي مرحلة عظيمة في سفر تاريخنا المجيد ، ونحن الأمتداد الطبيعي الى ذلك الجيل الملهم الذي تفيض ينابيعه القيم الأجتماعية والأنسانية والأخلاقية ومناهل للفكر والثقافة ونقاء وصفاء للذات والفطرة السليمة ورؤية واضحة وشفافة هدفها وغايتها لملمة اطراف الثوب الفيلي ، تحت سقف البيت الواحد من أجل الوحدة ورص الصف وتوحيد الكلمة بعيداً عن الأنانية والمصالح الشخصية والفئوية والتكتل لغرض التجزئة والتفرقة ، وأستغلال مظلومية الكورد الفيليين لغايات غير سليمة مشبوهة تبتعد عن المسار الحقيقي والصحيح والمنهج الموضوعي والواقعي للفيليين، والحركة في ظل التبعية ومعطيات الأخرين وتحقيق أهدافهم وتمرير سياساتهم على حساب مصالح الفيلية ، أذاً لنستمد القوة والشجاعة والأصرار والأخلاص ونقاء الذات والرؤية الشفافة الواضحة والعمل الجمعي المكشوف تحت ضوء الشمس والتحرك الواقعي وفق معطيات كل مرحلة وتسخير كل الطاقات والأمكانيات والجهود المعنوية والمادية والاعتبارية في سبيل تحقيق أحلام وأمنيات وغايات الكورد الفيليين ، ونبتعد عن الأختلاف والخلاف والتضاد والتناحر والتخاصم والمصالح الشخصية والفئوية والعمل في الظل والخفاء بعيداً عن الأخرين ، والتعالي والتكبر والأنتفاخ والنظرة الفوقية السطحية والمحورية التي لاتعترف بالعمل الجمعي وغيرها من الصفات والممارسات والتحركات السلبية التي تضر المسيرة الفيلية ، وليكون شعارنا.... (العقل الجمعي والعمل الجماعي ) .... (معاً في طريق واحد )......ومن الله التوفيق

علي حسين غلام

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك