هادي الحسيني
لايخفى على جميع العراقيين المشاكل التي تسببها العواصف الرملية المستمرة والتي اصبحت تجتاح العراق بشكل مستمر من دون ان يلتفت أحد لوضع حلا جذريا لهذه المشكلة كما فعلت الحكومة الصينية حينما بدأت تجتاحها العواصف الرملية مرة واحدة في السنة في السنوات العشرة الأخيرة والمتجهة من هضبة التبت.نأتي للعراق وكيفية تصرفه بموارده المائية التي تعاني اسوء استخداما عرفه العالم فهل تعلمون انه لحد ماقبل الحرب كانت مشاريع تصفية المجاري الثلاثة في بغداد ( الرستمية الشمالي والجنوبي والكرخ) متوقفة تماما وأحواض الترسيب جميعا ممتلئة بالحمأة وجميع مياه المجاري تطرح مباشرة الى النهر عن طريق (الباي باس-الممر الجانبي) بفضل حكومة الطاغية الذي كان يرسل نفاية الوسط الى الجنوب العزيز نكاية ولكنه لم يكن يعلم بأنه يتلقى نفاية اهل الشمال, هذا من جانب المجاري ومعالجتها اما الجانب الثاني هو عدم وجود السدود الكافية للسيطرة على الآف الأمتار المكعبة التي تهدر يوميا في شط العرب لتذهب هباء الى مياه الخليج المالحة.في جميع دول العالم المتقدمة والمتأخرة يتم أستخدام مياه المجاري الثقيلة بعد تصفيتها لأغراض السقي والري عن طريق منظومات التنقيط ماعدا العراق فأنه لايصفي هذه المياه ولايستخدمها للسقي لكنه مستمر بأرسالها هدية الى اهل الجنوب نعم أقول هذا وأنا متأكد تماما من دقة هذه المعلومات فمشروع ماء الكرخ في البوعيثة والذي يخدم اكثر من مليوني شخص شبه متوقف تماما فبعد تأهليه من قبل شركة امريكية ترك المشروع لاسباب امنية وحين استلمته الأمانة كانت المجاري تطرح من دون معالجة لأن كادر الأمانة هزيل والمشروع هو أجراء معقد ويحتاج الى متابعة وفحوصات يومية للتأكد من ان أجراءات هضم البكتيريا للفضلات صحيحة وهو اصلا ان المشروع لو اشتغل بكامل طاقته بخوطه الستة فهو غير كافي اصلا لتغطية جميع مياه المجاري, اما مشروعي الرستمية الجنوبي والشمالي فهما متهالكان حتى بعد تأهيلهما فلايصلح العطار ماأفسده الدهر فأحدهما تم أنشاءه قبل عام 1968 والغريب ان امانة بغداد تطرح مناقصة في الشهر الماضي لتاهيل مشروع الكرخ الذي تم تأهيله عام 2004 فبدلا من التأهيل الأفضل أكمال التوسعة للمشروع بدلا من هدر الأموال على أصلاح القديم.ان كانت أمانة بغداد لها أدنى شك في كلامي عن كادرها الهزيل فصور عمال كادر الأمانة وهم يسبحون في أحواض الترسيب والفلاتر في مشروع تصفية مياه شرق دجلة موجودة أضافة الى عميلات صيد السمك في نفس الأحواض وصور الطحالب الخضراء التي تغطي الفلاتر موجودة لمن يشك بالموضوع.بعد هذه المقدمة نعود لنضع الحل بين أيديكم للتخلص من العواصف الترابية فكما هو معروف عليكم بتثبيت التربة بزراعتها وبأستخدام مياه المجاري فأنا والله أخجل حينما أزور دول الخليج التي لاتمتلك سوى الماء المالح وأشاهد مدنهم خضراء على مرمى البصر حتى ان نوعية الثيل الذي نزرعه في العراق مختلف فثيلهم كأنه ثيل الملاعب فمن أين لهم كل هذا الماء انهم يصفون ماء البحر ويسقون زرعهم بماء المجاري المصفى فالذي يحز في نفسي ان أرى أرض السواد قد غدت أرض التراب.منظومات الري بالتقطير والرش بسيطة جدا فهي عبارة عن انابيب من البولي اثيلين عالي الكثافة متصلة بأنابيب بقطر أكبر ويضخ فيها الماء بضغط متوسط فبدلا من ان أستخدام تانكر لري الجزرة الوسطية يتم استخدام عشر هذا الكمية وبكفاءة أقل لأن كمية الماء المتبخر ستكون أقل.أزرعوا العراق طولا وعرضا بالحشائش والأشجار وقبلها يجب ان تمد أنابيب السقي فبالبعمل وحده يحيى الأنسان لابالكلام والخطب الرنانة, الشباب العراقي من غير عمل فأمنحوه الأرض ليزرعها لكم ان كنتم عاجزين.أقول للجميع بأننا العراقيين في الخارج يعتصر قلبنا دما على مايحدث للعراق لكن فقط اتيحوا لنا الفرصة فسوف تشاهدون مايمكننا ان نقدمه للعراق بعد ان اكتسبنا خبرة الدول المتقدمة, فلي صديق رجع للعراق وأصبح عاطلا عن العمل رغم كونه يحمل شهادة عليا وخبرة من شركات عالمية, فهل ياترى سأواجه نفس المصير لو رجعت لأخدم بلدي.المهندس الأستشاريهادي الحسينيأمريكا البريد الالكتروني الشخصي للتواصل norimaliki@yahoo.com
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha