المقالات

خطأ سياسي أميركي آخر يُِضافْ إلى آلاف الأخطاء !


عماد الاخرس

الكثير من العراقيين يتذكرون جيدا تصريح وزيرة الخارجية الأميركية السابقة ( رايس ) أمام وسائل الإعلام والذي يتضمن اعترافا صريحا بارتكاب الساسة الأميركان آلاف الأخطاء السياسية في العراق .. و كان لي مقال بهذا الخصوص عنوانه (( رساله مفتوحه إلى السيده الأولى في الخارجية الأميركية (رايس ) ! )) منشور بتاريخ 3 4 2006 في صحف ومواقع الكترونية عديدة .واليوم يُضيف الساسة الأميركان خطأ سياسي آخر لهذه الأخطاء ! .. حيث أعلن الرئيس الأميركي ( اوباما ) ترشيح نائبه ( جوزيف بايدن ) للإشراف أو لأسميه التدخل في المصالحة السياسية الوطنية العراقية .إن ترشيح ( بايدن ) كان حصيلة لشهور من المفاوضات الأميركية في دول الجوار مع أطراف من أعداء العملية السياسية العراقية الجديدة وأكثرهم من رافعي السلاح ضدها. والعجيب الغريب أن تتفاوض هذه الفصائل المسلحة مع الأميركان قادة الاحتلال وهم كانوا ولازالوا يتخذون ذريعة قتال الاحتلال الأميركي في تبرير نشاطهم العدائي .. وبصراحة .. لا اعرف ماذا سيقول هؤلاء لأنصارهم ! .. عموما عليهم أن يعلموا جيدا بأنهم لن يستطيعوا خداع أميركا فهي لا تثق بهم وتتفاوض معهم وهى تعرف بأنهم سينقلبون عليها عاجلا أم آجلا ولهم عبره في السابقين .أما لماذا يُعتَبَرْ تدخل الساسة الأميركان في المصالحة السياسية العراقية خطأ آخر يضاف إلى أخطائهم الكثيرة في التعامل مع القضية العراقية .. فهناك أسباب عديدة .. وأهمها ..أولا..عدم معرفتهم الدقيقة بثقافة وأخلاق الشعب العراقي .ثانيا.. لم يكن لديهم تفاصيل دقيقه بنوع وكم الجرائم التي ارتكبها النظام السابق ومدى تأثيرها النفسي والاجتماعي على المواطن العراقي. ثالثا.. ألحقت سياستهم بعد الاحتلال أضرارا روحيه وماديه جسيمه بالشعب العراقي . رابعا.. فقدان ثقة العراقيين بهم بسبب عدم وفائهم بالوعود والالتزامات التي قطعوها على نفسهم قبل اتخاذ قرار احتلال العراق.. أضف إلى ذلك .. لن يلمسوا منهم أي مُنجَزْ ايجابي سواء في الميدان الاقتصادي أو الاجتماعي .خامسا..إتباعهم سياسة دعم أنظمة الحكم والوقوف ضد طموحات الشعوب .. وهذا يبرز بشكل أكثر وضوح في الحالة العربية . سادسا.. تدخلهم في المصالحة يعنى اعترافا صريحا ومهينا يؤكد عجز الساسة العراقيين الجدد عن إدارة ملفها .. وهذا سيمنعهم من تقديم أي مساعده إليها .سابعا.. ترشيح (بايدن ) أمر يثير مخاوف و شكوك العراقيين جميعا لأنه صاحب فكرة تقسيم العراق إلى ثلاثة ولايات والتي أثارت ضجة كبرى في الوسط السياسي والجماهيري العراقي عند إعلانها . ثامنا.. عدم الإنصاف السياسي الأميركي في الصراع العربي - الأسرائيلى .. وتمثل المواقف العدائية الأميركية في قضية فلسطين سببا لخسارتها ود ومحبة الشعوب الإسلامية والعربية .إن الأسباب أعلاه تخلق لدى العراقيين جميعا وبدون استثناء حاجزا نفسيا ضد قبول التدخل الأميركي في أي مشروع مصالحه.. وها قد بدأت الآن البوادر الأولى حيث أعلن رئيس الوزراء العراقي ( نورى المالكي ) رفضه لهذا التدخل .إن الحل الحقيقي للخروج من المأزق السياسي العراقي هو مشاريع المصالحة الوطنية ضمن الإطار العراقي وبدون أي تدخل على أن تتبناها كل الأطراف بمصداقية وجديه خاليه من الأحقاد مع المزيد من التنازلات التفاوضية ونسيان الماضي عندها سيكون الحل قويا دائم لأنه سيكون بضمانات أصحاب الشأن أنفسهم .. بينما تبقى المصالحات التي تتدخل بها الأيادي الأجنبية هشة ومرحليه وبلا ضمانات ولن تكون إلا تهدئه مؤقتة يمكن أن تنفجر في أي وقت .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
مرتضى الخفاجي
2009-07-05
انا لا اتفق مع الاخ الاخرس ان الامريكان لا يعرفون شيئا .باختصار شديد امريكا ليست جمعية خيرية انما لها حسابات واجندات وسياسة دولة عظمى لكن نحن على قدر صعفنا وتشذرمنا اعطيناهم اكثر مما يطلبون .لان السياسين العراقيين الغالبية منهم ليس لديهم حس وطني او هم وطني وعلى هذا الاساس تملي امريكا وغيرها ماتريد.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك