المقالات

نعمل لإزعاجكم..نأسف لخدمكم!!


طالب عباس الظاهر

تورطت (هاليوم وعفت) شارع حي الحر (وجيت) على العامل! بكربلاء انه ليس بيت مأثور من الابوذية! ولكن نستطع أن نقول عنه إنه قصيدة ، ولعله ديوان شعر.. بل دواوين من (الأذية) وليست من الابوذية!! وملخص الحكاية ؛ إنني قررت صباحاً أن لا اذهب إلى جهة شارع حي الحر كما هو طريقي في كل يوم ؛ بل اتجه صوب شارع حي العامل بسبب تأخري قليلا في البيت من اجل اختصار الزمن والوصول على وجه السرعة إلى عملي في إعلام العتبة الحسينية المقدسة.. وبعد فترة من الفراق طويلة فرقت بيننا لم آت خلالها عن طريق حي العامل.. ويا ليتها طالت وتطول أكثر وأكثر..بل ولو لم يكن هذا اللقاء أصلاً..وياله من قرار صائب تماما ذلك الذي اتخذته نتيجة تأخري!!

وما حصل إلا لكون المشتمل الذي اسكنه يقع في منتصف المسافة تقريبا مابين شارع حي الحر وحي العامل ولأنه خط نشط - أعني خط حي العامل- وربما يعد من أنشط الخطوط إطلاقاً في محافظة كربلاء المقدسة.. ويعرف ذلك جيدا سواق السيارات العمومية بالخصوص من أصحاب سيارات( الكية) لكنه بذات الوقت من أتعس الشوارع.. وأسرعها إصابة للسيارات الحديثة بمرض (الخرخشة!!).

وكانت المفاجأة بعد ركوبي بقليل فإذا بتل من الأنقاض يتوسط الطريق؛ فيسد شارعي الذهاب والإياب معاً .. ووجود نفق يكاد يغوص فيه شفل .. كنت قد صادفته منذ شهور، وعلى عرض الشارع العام وتحديدا قرب السوق الشعبي للحي؛ فاضطر سائق الكية التي استقلها إلى سلك اقرب الشوارع الفرعية ، طبعا من الظلم أن أسمى مثل هذا الفرع شارعا ،لعدم اكسائة بالإسفلت أولا ،ولامتلائه بالحفر والمطبات ثانيا ، ولمروره بمجمع للنفايات ثالثا و..و..و!!

ولكن ما باليد حيلة في تلك التسمية الظالمة التي أطلقتها ،إذن لنسميه (شويرع) لعله ابتكار اصطلاحي جديد للنيل من الكيان الاعتباري للشارع وبالتالي تسمية الأشياء بمسمياتها العادلة ، وإعطاء كل ذي حق حقه .. ويجب أن يسجل لي في ذلك براءة للاختراع! المهم وبعد الدخول في الطسات والحفر والنهيرات الصغيرة الآسنة في هذا الـ(شويرع) وجد السائق فرع آخر يمكن أن يعيدنا من جديد إلى الشارع العام الذي فارقناه مضطرين غير مختارين وبعد مسيرة مسافة طويلة تقريبا، وإذا به مسدود هو أيضا وبذات أعمال الحفر والصيانة وأعمال المجاري، وبعد جهد جهيد وقد ورطنا غيرنا من السيارات إلى الدخول بذات الفرع المسدود.. وخلقنا تزاحم غير مسبوق داخل الفرع ، أدى إلى خروج الأطفال لاعتقادهم بوجود حفلة عرس !! ،

 لكن سائقنا المحترف استطاع أن يستدير بنا بمهارة فائقة، وينسل من المعمعة كالشعرة من العجين! رغم ضيق الفرع وزحمة السيارات المتورطة وبعد عدة مناورات للأمام والى الخلف والكثير من (العتعتة) والسباب والشتائم والنزاع الكلامي مع السواق الآخرين.. والوقوف على حافة حرب حقيقة ربما تستعمل فيها (التواثي) و(تايبرات) وهي أشهر الأسلحة التقليدية في الكراجات (وما أطول عليكم بالسالفة! ركبنه السيارة ) واستطاع (السايق) الرجوع بنا إلى ذات الدوامة بين هذا الفرع وذاك وحذر ان نقع ضحية فخ آخر، حتى استطعنا الخروج إلى الشارع العام ليواجهنا الشريط الجميل الذي يحيطون به الأعمال البلدية ومشاريع الاعمار القائل بكل سخرية( نأسف لإزعاجكم .. نعمل لصالحكم) ؛ فصرخت من أعماقي الأجدر أن يكتبوا (نأسف لخدمتكم ..نعمل لإزعاجكم..!!).والعجيب فعلاً وصلي إلى عملي قبل الموعد المحدد لدوامي في كل يوم!! كأني ركبت آلة الزمن و سبقت الدوام ومواجهتي من قبل جميع زملائي بإستغراب وسؤالهم لي بوقت واحد( شنو هاي ..اليوم مغبش بالمجيء) !!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك