المقالات

حين ازف الرحيل....يا حكيم الزمان


الدكتور يوسف السعيدي

أيها الموت......يا من غيبت جبلاً من سامي الدعائم في الثرى ...أيها الموت يا من عصفت في ريع الفضيلة ...وطويت ذلك الغصن ذي الثمرات...فذوى ربيع المكرمات ...وضحضحت الأرجاء والآفاق....عن السحاب الممطر ..وغادر العلياء وهي تمشي بعد ربيعها ...وحيدة سوائمها بذلك الوادي السحيق ...حين أقبلت أيها الموت ...ومررت بالحكيم محمد باقر ...غيض ذلك البحر ...وقد طمى حتى القاع....وتكورت شمس الكمال .....رحيلك أيها الحكيم ...وبكاء المنابر ونوح المزابر ....هي اشد ما يشجي النفوس مضاضة.....بعد ان استهلها دمع المحابر ...وعويل الشعائر....أزف الرحيل أيها الحكيم ...فلا ليل الفخار أقمر ...ولا يوم الكمال أشمس.....هكذا مضيت يا حكيم الزمان نقي الرداء من أدران الدنيا ألدنيه.....ومضى ركب الحكمة يحدو عجلاً ..ليلتحق إلى الرفيق الأعلى....فأنهلت العيون بدمعها المتفجر . سمعاً..وطاعة....شهيد المحراب ...فسطوري خرساء لا تملك لساناً معبراً....لأن المعالي ساومت خطباءها ...فطفحت تلك المشاعر العظام بروعة قدسيه...حجت لها وفودنا في عرفات الشموخ ..صنفين... مقصرين ومحلقين....فطفنا بنعشك يا حكيم ..مهطعي الرقاب...وركبنا يحدو بين مكبر ومهلل...ومن عظم مصابنا ..بتنا بحج اكبر....لدهشتنا بفقدك سيدي...يا مجد العلا...وشوط الفخار ...وسمو ألمكانه...سجية هي عندك النبل...والسخاء......حين أزف الرحيل ...تذكرت فيك من البسالة يومها من كل قسورة مشمر في الهياج ...حين دققت انف الطائش المتكبر ...والنزق الذي تسنم دست الحكم فترة ثلاثين عاماً وخمس......لقد أريتهم أيها الحكيم أن المنية في العلياء ....أشهى لفؤادك من رحيق كوثر....سل الدماء السائلات أيها التاريخ ...كيف أن جريانها من أجساد الشهداء من غير مهجة الحكيم ..لم يكتمل....سيدي الحكيم ..لقد مضيت بطلاً وحاشاك أن يعتريك جبن...لكن القدر قد...حم...فلم يترك حتى بسالة الأسود...وهكذا أنت أيها الموت تلج البيوت فتنتقي من خيارها رجالاً...فأوديت بقطب رحى العلا والرفعة....وهكذا حملت نعش الحكيم الراحل ...شم الأنوف ....حيث طأطأت لهم شم الجبال...تأدباً...وقداسه. أزف الرحيل يا حكيم الدهر...فرفرف قلبي ذهولاً ....ولوعه...رزيتك أبكتني...فاستفاضت عيناي مدامعاً أيها القلب المفجوع ...هل أشجتك الذكرى فمضيت تؤبن ذكريات لم تزل روحي تعاقر حلمها الوردي....أنى لي نسيان أحاديثك ...التي أرخت علي سدولاً من الجلال ..والهيبة.....وغمرت الأفاق النجوم الزاهرات ...وافترش الربيع الأرض حقولاً يانعه ...وخفق القلب بالعواطف ..رقة...ولهفه....وأبصرت العينان جمال الوجود....صدى ذكراك سيدي بعثت في المشاعر رهبةً ...كالذكر ترتيلاً...وتجويداً......سيدي حكيم ألامه ...قداسة....حماسة...شيخوخة....هزت صياغات البلاغة من يراعي الحزين ...تبجيلاً...لسفر الخلود الذي ما انفك يروي فصولاً ....ما زلت الملم حلقاتها ...رهبة...ورغبه....في السانحات من الخواطر التي تداعب ذهول القلوب.....هكذا سيدي شهيد المحراب ...تستوحي سطوري السماء ...قصائدا...شقت لها سبيلاً في خالدات الدهر ...فاستنفذ مدادي عبارات التبجيل....بعدما أزف الرحيل ...يا حكيم الزمان.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
علي الياسري
2009-06-23
كم00 نحن بحاجتك ياسيدي000 رحلت في غير موعدك000 لم يكن هذا من سماتك الرحيل00 ان ترحل وتترك احبتك ينظرون الى ثراك المقدس وقلوبهم تقطر الدماء شوقا وعيونهم تذرف الدموع لرؤياك000 أقسم اليك عند وداعك الاخير كنت من المودعين في ولاية امامك ابا الحسنين(ع) وكيف كان الوداع قاسي ومر على قلوب المؤمنين00 وعند وصولنا ضريح جدك(ع) ابكاني احد الطاعنين بالسن وهو يضرب بيده على ضريح الامام (ع) ويناديه ياداحي الباب وكافل المؤمنين كيف تعطي السيد ونحن بحاجته ثم تمرغل بمكان التفجير الاجرامي 00 هذا هو عهدنا لك ياسيدي 000
ابو علي
2009-06-23
حينما تظهر الافعال الصالحة في هذا العالم الداني يكتب المحبون كلماتهم في اشتياق منحدرة من سكان السماء عبر طرقها الى هذا العالم الداني ..ويصل العشق مدى ينتزع معها الروح برفق وشدة مصاب ..فترى فداحة الحدث ..لقد قالها واعلن اشتياقه ياليت الجسد ينفجر وقد اتاه النداء من سكان السماء بحرقة واشتياق.. هكذا هم الصالحون الاتقياء الانقياء ..قلب ابيض وثوب لم تظهر عليه كدرة هذا العالم الداني فهنيئا لك يانسل الطاهرين ..هنيئا لك وقد بين لك الامام علي رضاه بابهى صورة ..لم تمت بل انتقلت الى من كنت تعشقه..
ابو الامير العوادي
2009-06-22
سلاما لذكرك وذكراك ، الى الذي بنى الصرح فأرسى القواعد ، تنبأ بالشهادة فنالها..أحسن المنال .. أسس بدر .. وقادها الى المنى .. كنت وماتزال صادقا ياابا صادقا مجاهدا وسيفا وعلما شجاعا وعالما ... السلام على من لم يغفل عن ذكر الله سبحانه لأنه كان في حضن الامام علي عليه السلام مؤما للصلاة صائما للآخره السلام عليك وعلى الفقراء الذين يذكرون فراقك والعلماء الذين كانوا ومازالوا يتطلعون لعلمك وحسن قولك فزت في الدنيا والآخرة واسفا للذين لم يسيروا على نهجك نرجو عدم مرور الكرام لذكرك مرتين زرتك في النجف سررت بك
أبو الامير العوادي
2009-06-22
السلام على كاتب المقالة د. يوسف وضعت النقاط على الاحرف وتراقصت سيوف الكلمات وقافية الحروف على الشفاه البائسة التي لم تلامسها ظل أبتسامة ، منذ شهادتك أبا صادق ، بكتك بحور الشعر ونثور المقالات ، السلام على من أبتسمت له الشهادة فخرا بضريح محراب الامير عليه السلام ، صائما مؤما لصلاة الجماعة ، أعتقد أن الذي خطط ونفذ ندم في الدنيا ويوم الحشر يخرج أسد بدر عاتبا على من فعل فعله !!! والله والله والله خسرت أمة الاسلام سيفا وعلما شامخا وعقلا ودهائا في السياسة ،خاب من قتلك وخاب من لايمشي على خطك عزيز القلوب
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك