المقالات

محمد باقر الحكيم الرقم المثالي في خارطة العراق الحديث/ الرابعة


مصطفى كامل الكاظمي

قليلون اؤلئك الذين ثبتوا على عهدهم في مسيرة الكفاح ضد نهج الطاغوت.هناك من بدّل وغيّر، وهناك من نكص عن رؤيته فتمسك بسبل الهروب ومنهم من طفق يبحث في سلال الاخرين علّه يجد غطاءً يحمي وهنه ويستر تقهقره. قليلٌ قليل من لم تأخذه في الله لومة لائم. ففي ظهيرة اعلان انتهاء الحرب العراقية - الايرانية وقبول الامام الخميني انتهاء الحرب ووضعها اوزارها في 8-8-1988 قال البعض للسيد الحكيم متشفيا او متألما لقد انتهينا وانتهى كل شيء.! قال الحكيم: انما نؤدي تكليفنا سواء استمرت الحرب ام توقفت،! وتكليفنا يقتضي محاربة نظام صدام لاخر نفس. سواء انتصرنا في الحرب ام لا،! فذلك موكول لعناية الله تعالى وارادته.

على الرغم من مرارة خبر ايقاف الحرب بصورتها التي ابقت على استهتار صدام إحصين التكريتي وتغطرسه وما نتج لاحقا من غزو للكويت ونكث بالسعوديين، ورغم كل التوقعات باندحار قوة المعارضة،! لكن ارادة الحكيم تفردت بثبات مدهش وابدت لياقة عالية في توجيه مسار الصراع باسلوب جديد ضد النظام الصدامي. مع ما شهدته المعارضة على خلفية اعلان الصلح مع النظام بلجوء الكثير من الشخصيات الى عواصم دولية لايزال الكثير منهم فيها حتى الساعة.

لكن الحكيم عالج الامر جذريا منذ اليوم الذي توقفت فيه الحرب واعلنها في القنوات الاعلامية المحلية (اعلام ايران وقنوات المعارضة) والعربية والعالمية انه سيستمر في منهج مقارعة النظام الصدامي وسيبقى يطالب بحقوق العراقيين حتى يقضي الله أمره. وملأت تصريحاته مراكز العراقيين في ايران وسوريا، والكويت والسعودية فيما بعد وفي لبنان ومن خلال قنوات واذاعات بي بي سي ومونت كارلو وصوت اميركا وغيرهن اجرين لقاء تلو لقاء حول قراره الاخير بعد ان وضعت الحرب اوزارها.

الكثيرون كانوا يراهنون على هزيمة السيد محمد باقر واحتمالية استسلامه وانتقاله الى حيث الراحة والطمأنينة في بلد اخر كالكويت او سوريا،! لكن الحكيم اسقط تلك الرهانات باستغلاله فرصة ذهبية استخدم فيها طاقته فعمم خطوته في عموم التواجد العراقي في ايران واستصرخ همم العراقيين للتطوع في ثكنات التدريب العسكري تحت مظلتي قوات بدر والتعبئة الشعبية العسكرية. كان يخطط لاشعار العالم بوجوده القوي ورغبته في مقاومة العنجهية الصدامية وكذلك لاستنهاض روح المقاومة في الداخل العراقي، واستمرار شعلة الجهاد وهاجة في نفوس العراقيين والمجاهدين في ايران ورفع الاستكانة ان تسيطر عليهم.

جاءت ثمرة تفكير الحكيم سريعة جدا حيث استعرضت بدر قواتها تحت لوائه وبقيادته في مدينة كرمانشاه القريبة من الحدود العراقية، حيث استعرض اكثر من عشرين الف مقاتل عراقي بانواع السلاح الخفيف حتى الدبابة الحديثة، لتليه استعراضات التعبئة الشعبية التي تطوع عدد غفير جدا من شباب العراق في المهجر، وقد توجهنا لتغطية الحدث اعلاميا مع السيد الحكيم القائد العام للقوات المسلحة الاسلامية العراقية وقتذاك الى مدينة اصفهان ومنها الى نجف اباد حيث المخيم التعبوي الكبير والاستعراض المهيب الذي بعث الامل في قلب السيد الحكيم وفي نفوس العراقيين في المهاجر الذين كانوا يتطلعون الى يوم الخلاص من اعتى طاغوت حكم العراق.

ملبورن شتاء 2009

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك