المقالات

ناحية تازة ...دواقع وانتقام‏


الشيخ خالد عبد الوهاب الملا

هذه الناحية البائسة التي تقع في جنوب كركوك وهي من النواحي الفقيرة والتي يتواجد فيها الإخوة التركمان .. تأتي اليد الملعونة للتفجير في هذه الحي السكني المسكين والذي كان أهله ينتظرون من الحكومة العراقية أن تنظر لهم بعين العطف والعناية ولكنهم تفاجئوا بهؤلاء المجرمين وهم يقومون بفعلتهم الشنيعة ولا تزال إلى كتابة هذه المقالة أجساد بعض المواطنين تحت الأنقاض فمن يرضى بهذا وأعجب من هذا وذاك الصمت الدولي المتعمد فلو حدث أو حدثت مثل هذه الجريمة في أي مكان غير العراق لقامت الدنيا ولم تقعد .. نعم فالموتى والقتلى هم من العراقيين مساكين أيها العراقيون تقتتلون بلا رحمة وتذبحون بلا إنسانية فقط لأنكم عراقيون!!! لله دركم أيها العظماء لقد حزنت على بيوتكم المهدمة وذرفت عيناي دموعا لأجل الأطفال والنساء

وما رابني إلا منظر أولئك الآباء والأمهات الذين جُنوا وهم يبحثون عن أولادهم حينما كانوا قادمين إلى بيوتهم وإذا أولادهم وفلذة أكبادهم تحت أنقاض التراب والخراب والهدم الله اكبر موقف صعب للغاية لا يستطيع أي كاتب أن يوصف وضع هؤلاء الآباء والأمهات ولكن الذي يطلع على حالهم يجد ويرى أن جمرة حارقة ألقيت في قلوبهم فاحترق القلب ألما وحسرة على أبنائهم وأزواجهم ولازلت أقول مَن لهؤلاء المساكين مَن لهؤلاء الأبرياء الذين غصت بهم المستشفيات وازدحمت بهم الطرقات وهنا اسمحوا لي أن أقول كلاما من خلال قلمي هذا القلم الحر الذي سخرته لأجل قضيتنا ووضعنا في العراق فأريد أن اعبر عما في نفسي فأقول هذه جريمة كبيرة تضاف إلى سجل جرائم الإرهاب والتكفير والإجرام وستقول لي ما عندكم غير التكفير!!!!

أقول نعم لأن الذي يكفر الناس يستحل دمائهم ويستبيح إعراضهم وإلا كيف دخل إلى هذه الناحية بشاحنة ملغومة ففجرها بوسط الأبرياء إلا وهو يعتقد أن أهلها يستحقون الموت وبهذه الطريقة الوحشية !! تبا له من تكفير وتبا له من دين الذي يدين به هؤلاء.

هذا من ناحية ومن ناحية أخرى إننا نرى بصمات الجريمة ذاتها وطريقة القتل نفسها التي تميزت بها هذه المجاميع المسلحة القذرة والتي تقتل جميع العراقيين دون الالتفات إلى انتمائتهم إذن هي جريمة كبرى ضد الإنسانية وقتل جماعي يَدنى لها الجبين ومن هنا لابد أن نقف عند نقاط مهمة وحيوية:

فالنقطة الأولى هي أن قتل العراقيين جميعا دون النظر إلى الطائفة أو الدين أو القومية هي جريمة مستنكرة عندنا بكل المقاييس وجريمة مدانة أين ما وقعت من ارض العراق فإننا والله ننظر إلى المجرمين بمسافة واحدة وننظر إلى القتلة بمسافة واحدة وننظر إلى العراقيين بمسافة واحدة هذا الذي أريد أن يعرفه العراقيون جميعا نعم أيها العراقيون حتى نكون منصفين في نقدنا واعتراضاتنا فلو قتل عراقي في آخر نقطة في العراق لرأيتنا نتسابق لأجل إدانتها ولن نتساهل في قضية قتل العراقيين فارجوا أن لا ننظر إلى الأمور بعين عوراء

النقطة الثانية : اليد القاتلة والتي تقتل بالعراقيين هي يد ملعونة ملعونة ملعونة بنص كتاب الله عز وجل حيث قال الله عز وجل ومن يقتل مؤمنا متعمدا ......فإذا كان الله قد لعنه فعلى المؤمنين لعنه بلعنة الله فنحن أمام دماء زكية طاهرة واستهداف هؤلاء يستحق منا موقفا بعيدا عن المجاملات والمداهنات كذلك فإننا نقف بمسافة واحدة من هذه الأيادي دون النظر إلى انتمائهم وطوائفهم

النقطة الثالثة: وهنا أريد أن أكون واضحا مع العراقيين فالوضع الجديد في العراق له معارضون ولأنه وضع جديد ووضع يحمل الحرية والديمقراطية فبتالي هو يسمح للمعارضة أن يعبروا عن رأيهم وتطلعاتهم ففي داخل البرلمان هناك معارضة وهناك معارضة بين الوزراء ومعارضة من بعض شرائح المجتمع العراقي وأذن نحن لا نقف ضد أصل الموضوع تقولوا عارضوا ولكن يجب أن تكون المعارضة للوضع الجديد عبر الأساليب المقبولة بمعنى أن يستخدموا الأساليب الحضارية مبتعدين عن أساليب القتل والذبح الجماعي فهذا أمر مستنكر ومرفوض لدينا ولدى العقلاء من الناس

النقطة الرابعة كلمة للقتلة المجرمين .. فماذا وجدتم أيها القتلة المجرمون في قرية تارة هل فيها قاعدة أجنبية أم معسكر لقوات عراقية أم برلمان أم وزارة لماذا استهدفتم هؤلاء نعم أجابتنا أرواحهم أنكم استهدفتم هؤلاء لزرع بذور الفتنة الطائفية من جديد بين العراقيين واستهدفتم الروح العراقية ومن جهة أخرى بقاءكم كان لأجل طرد الأجنبي ولكن الأجنبي سيخرج من المدن فما هي حجتكم في القتال وجمع المال ومع من تقاتلون اعتقد أنها رسالة خائبة تبعثوها لأعوانكم باعتبار إنكم قادرون على زرع الاضطرابات والفتن بين العراقيين ولكن ثقتنا بشعبنا وأهلنا في العراق أنهم سيسقطون الطريق أمام مشروعكم وستخيب غايتكم ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين .

الشيخ خالد عبد الوهاب الملا رئيس جماعة علماء العراق / فرع الجنوب

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو علي والصراحه العمليه
2009-06-24
باسمه تعالى ايها الشيخ الطيب انهاهيروشيما في مواصفاتها ما هذاالحقدالدفين المصنف من أرجس خلق الله الكراده الكاظميه الحسينيه حسينية الزهراء في كركوك كربلا سامراءالخ أليس من يتحقق عن هؤلاء الادناس المتربصين بنا الدوائر ومنهم من ترغلوا وهجروا وفجروا وسلبوا وفروا ولم يستطع القضاء ولا الدولة بكاملها حتى عرضهم للقضاء؟كفرونا ونحن سكوت الى متى لا نكشفهم والالوف في الخيام المهلهله والجرذان النجسه تكتسح دورهم وحلالهم نهارا جهارا؟ أم ان ذكرناهم سمونا طائفيون؟ فما أجرأهم على الله ورسوله والمؤمنين؟
ابو محمد
2009-06-22
اشو الصدريين سكته لاخبر لاجفية لا استنكار لايحملون الاحتلال المسؤولية الظاهر الضحايا من فيلق بدر؟؟؟؟؟؟
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك