المقالات

الاحتفاء بالجناة


خضير حسين السعداوي

فرضت الحقبة الدكتاتورية التي حكمت العراق ثقافتها في كافة مجالات الحياة كما فعلت النازية في ألمانيا إبان حكمها الذي امتد من العام 1933 إلى هزيمتها على يد الحلفاء العام 1945 أي في جميع فعاليات المجتمع المختلفة في السياسة والثقافة والأدب واستطاعت أن تجيير كافة هذه النشاطات الإنسانية لصالحها عبر إيجاد رموز في هذه المجالات تشبعوا بثقافة الدكتاتورية وأصبحوا من المنظرين لها سواء بإرادتهم أو بغير إرادتهم فأوجدت المسؤول في المجال السياسي والعسكري في مجال العسكرية والممثل والمؤلف في مجال الفن وكذلك الشاعرهذه الثقافة انعكست بصورة كاملة على كافة الفعاليات المجتمعية والتي أصبحت ملازمه لهذه الفعاليات فعبر أكثر من ثلاثين سنه من هذه الحقبة روضت الدكتاتورية في العراق كثير من المفكرين والأدباء والكتاب والشعراء والفنانين وكبار القادة العسكريين عبر الترغيب والترهيب، لذلك لم نجد عملا فنيا أو أدبيا تغنى بحب الناس والوطن الا للدكتاتورية والقائد الضرورة أو عملا بطوليا لقائد عسكري على شاكلة المرحوم عبد الكريم قاسم ليزيح الضيم والجور عن هذا الشعب فأظهرت هذه الحقبة عبر تسخير وسائل الإعلام لهؤلاء الذين تحولوا إلى مرتزقة كل همهم المال والشهرة وإرضاء الدكتاتور

فكان أن اطلق على هذا الجيش الفيلق الثامن باعتبار أن هنالك سبعة فيالق عسكرية واحتلوا كثير من المناصب والقيادات في السلطة وكانوا الوسيلة الفعالة للترويج لأفكار الدكتاتورية والبناء الثقافي وتلميع وجهها القبيح أمام العالم من خلال المهرجانات الباذخة في المربد ومهرجان بابل وغيرها من المهرجانات يكون هؤلاء المرتزقة فرسان هذه المهرجانات وأبواق إعلامية في الوقت الذي يسحق شباب العراق ومناضليه في سجون دوائر الأمن والمخابرات وتموت العائلة العراقية جوعا ونزف الحروب المستمر والتخريب الثقافي والمادي قائم على قدم وساق، مما يلفت النظر حاليا وفي الفضائيات أن كثيرا ممن ساهم في صنع الدكتاتورية ومن خلال مذكرات أو حلقات تلفزيونية بدءوا ينتقدون تلك الفترة والذين كانوا هم جزء منها ولكن حين أصبحوا خارجها لسبب وآخر بدؤا يتنصلون كذلك نجد في الاونه الأخيرة أيضا من يحاول أن يجمل صور هؤلاء والذين غيبتهم الدكتاتورية لسبب أو أخر ومحاولة جعلهم مفكرين واساتذه وكتاب رائعين أن هذا المدح أو غيره لا يغيير حقيقة أنهم مجرمون سواء من غيبته الدكتاتورية أو هو على قيد الحياة فكما أن العسكري الذي ألقى على حلبجة السلاح الكيمياوي وأزهق آلاف الأرواح أو اشترك في قمع إرادة الشعب العراقي كذلك الفنان والسياسي والشاعر والمفكر الذي دار في فلك الدكتاتورية لأنهم اوجدوا البناء الثقافي لهذا النظام وقتلوا الفن المعبر عن إرادة الإنسان في الحرية ،إن ما يؤسف له ألان أن ينسى المبدعون ممن وقفوا في وجه الدكتاتورية ودفعوا ثمن ذلك حياتهم أو غربوا في المنافي هربا بعقيدتهم وأوصلوا صوت الشعب العراقي المحروم إلى العالم عبر الفن الأصيل أو الفكر البناء أو ممن حملوا السلاح في الجبال والاهوار ويكرم من غرق حتى إذنيه في مستنقع الدكتاتورية العفن حيث انبرت الاتحادات والنقابات لتكريم هؤلاء النكرات الذين تنكروا لإرادة الشعب في الحياة الحرة الكريمة والذين إلى ألان تأخذهم العزة بالإثم ويمتنعون حتى عن مجرد الاعتذار إلى هذا الشعب مما جنت أياديهم كان الأولى أن يشاهدهم الشعب في أقفاص الاتهام أسوة بمجرمي النظام السابق من العسكريين والمدنيين لينالوا جزاءهم العادل بما اقترفوه في حق هذا الشعب من ويلات وألام وتخريب الذوق العام بأغانيهم وكتاباتهم وأطروحاتهم الفكرية التي تغنت بحب الدكتاتورلذلك كلما اطل احد هؤلاء من على شاشات التلفزيون ليتكلم عن انجازاته وأعماله الإبداعية يحضرني قول الشاعرصه يارقيع فمن شفيعك في غد فلقد صدئت وبان معدنك ألرديمن هنا علينا أن نوفي من وقف إلى جانب شعبه في أيام المحنه وسخر فنه وأدبه وفكره الهادف الخلاق لخدمته وان نؤسس لبناء ثقافي جديد يتناغم مع التوجه الديمقراطي لنظامنا السياسي الجديد وعزل كل من له صلة بالبناء الثقافي للنظام البائد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
قريب المهجرين والمسلبين والمفجرين المفجوع حتى يراك
2009-06-22
ثم والتثريم خلف التذبيح بتسعيره وتفجير وحرق البشر بالصواريخ خلفت جرذان التفجير والاحزمه وظهر المهجرون والمسخرون لعصابات الدنس والتهجير بقصاصات الموت وهم يترأسون كتلا ومجرمين من أنسالهم وغيرهم عاثوا في البلد ما يخزي أدنس سكنة الجحيم وبلا ذرة حياء ولما فاض الكيل احتضنهم جيران الشر ليستمروا في كيدهم من وراء الحدود ان الله لهم بالمرصاد والشعب المقاسي ينتظر استئصالهم من الجذور بحول المنتقم الجبار وبهمم الاخيار المتجردين الدؤوبه حتى يذن اللع تعالى هلاكهم عن بكرة أبيهم والله على كل شئ قادر قدير؟؟
قريب المهجرين والمسلبين والمفجرين المفجوع حتى يراك
2009-06-22
باسمه تعالى 35 عاما من الاجرام المستأصل يقوده أخسأ الانذال وأرجس الساديين الشاذين المدنسين لمخ عظامهم النتنه حتى جعلوا المنكر معروفا والمعروف منكرا وقربوا الادناس وسفروا وثرموا وقطعوا خيار الناس وأجبروا الاطفال الابرياء على بحث لقم عيشهم من القمامات وهم ينشدون ما شفنه الفرح الا بزمانك واينما يولون وجوههم واذا بأبشع الخلق قابع ليذكرهم بالروح بالدم نفديك يا هدام علمهم على ذبح البشر وتعذيبهم وحرقهم وثرمهم ولما ولى واندثر بهمم الاطياب المجاهدين المضحين خلف التسفير التهجير والتثريم ثم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك