المقالات

ظاهرة الفساد الى اين ؟


علي جاسم

من الواضح لدى الجميع بان ظاهرة الفساد الاداري والمالي تعد من الظواهر التي يعاني منها العالم وخاصة دول العالم الثالث اذ تنخر جسم المجتمعات وتشل عملية البناء وبالنتيجة تؤدي دورا رئيسيا في عطل عجلة النمو الاقتصادي وحتى السياسي ، وخير دليل ما يحصل بارض الرافدين عراقنا الحبيب المغلوب على امرهاذ لايشك احد بان اصبحت ظاهرة الفساد بكافة انواعها ظاهرة سرطانية تستشري يوما تلو الاخر في جسم العراق الذي كل ما اراد ان ينهض سقط فبدات هذه الظاهرة منذ تاسيس الدولة العراقية تتوارث من مسؤول الى مسؤول ومن موظف الى اخر وحتى بعد السقوط مازالت تتعشعش باروقة وممرات الحكومة العراقية الحديثة وجديدة النشاة في ظل الديمقراطية الحديثة .

هنا اود ان افرز ظاهرتين من الفساد الاول الفساد الصغير وهو الذي نشهده في دوائر الدولة اذ يقوم الموظف العادي باخذ الرشوة لتسهيل معاملة المواطن وهذا امر اصبح طبيعي عند قاطبة الناس وهذا ما اعترفت به هيئة النزاهة بان 70% من الموظفين يرتشون والمواطن مجبور لدفع المال لتسهيل وتسريع المعاملة وخلاصها من الروتين الاداري الذي بقي على حاله اكثر من نصف قرن ،اما الفساد الاخطر وجديد الولادة او بعبارة اخرى استحفل بشكل اكثر بعد السقوط هو الفساد الكبير او فساد الدرجات الوظيفية العليا الذي يستنزف المال العراقي بشكل غير معقول مما جعل العراق ثالث دولة من ناحية تفشي الفساد ، وهذا الامر يدل على مدى قوة ظاهرة الفساد داخل غرف المسؤولين بداية من الحكومة الى مجلس النواب وضعف الارادة السياسية لمكافحة هذه الظاهرة اذ تشير بعض التقارير الى هدر وسرقة اكثر من 5 مليارد دولار خلال السنتين الماضيتين .

ومن المؤسف مازال هناك ضعف واضح عند الساسة والمسؤولين العراقيين للوقوف والتصدي لهذه الظاهرة المدعومة من قبل بعض اخوانهم الساسة واذا اردنا ان نستئصل هذه الظاهرة يجب ان يكشف جميع المسؤولين وممثلين الشعب اموالهم ويتبرون بشكل حقيقي من تلك العناصر التي تستنزف الاموال العامة تحت خيمتهم وكل من يقترب منهم يخشى بان تمسه يد فلان مسؤول او فلان جهة واود القول بان الخطوة التي قام بها مجلس النواب في استجواب وزير التجارة كانت خطوة حياتية بالنسبة للمجلس ولكن خيبت املنا لانها وقفت والمعروف لماذا اوقفت وهنا احب ان اجذب انتباه القارئ عن ايجابية مثل هذه الخطوات ومدى تاثيرها على عملية البناء والاعمار فاذا رجعنا الى فترة استجواب وزير التجارة سمعنا تصريحات كثيرة من قبل الوزراء ولعل اهم تصريح سمعه الشارع العراقي تصريح وزير الكهرباء الذي صرح بانه سيزود المواطن اكثر من 12 ساعة من الكهرباء وفعلا زود المواطن بهذه الطاقة من الكهرباء ولكن سرعان ما رجعت الحالة على سابقها حينما علم الوزير بانه نجى من الاستجواب لذا ادعو كمواطن عراقي يعيش في هذا الوطن وتحت حرارة هذه الشمس ان يقوم مجلس النواب بخطوة تاريخية له باستجواب الوزراء المقصرين وتفعيل هيئة النزاهة بشكل واضح وملموس عند الشارع العراقي ليطمئن قلبه بان من يمثله يهتم به وبماله.واخيرا ادعوكافة الساسة والمسؤولين الى التدبر في هذه الاية المباركة ((واذا قيل لهم لاتفسدوا في الارض قالوا انما نحن مصلحون الا انهم هم المفسدون ولكن لايشعرون )) وان يقفوا امام ظاهرة الفساد بحزم من اجل بناء واعمار وطننا الحبيب .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
Army
2009-06-17
ظاهرة الفساد في العراق ظاهرة غير عادية ستودي الى محو العراق في القريب العاجل من خارطة الوجود. حيث ينظر الجميع الى هذه الظاهرة بصورة سطحية دون تعمق وولوج في اساسياتها ومن خطط لها والستراتيجية المتبعة لتنفيذها. لكني ساكتفي بحديث لصدام عندما قال ساسلم العراق ارض بلا شعب وارض تلتهمه النيران . والســلام على من اتبــع الـهــــــــــــــــدى
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك