المقالات

ولادة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام اضاءة في حياة الامة


محمود الربيعي

عندما خلق الله الشمس.. اضاءت كل ماحولها، وبددت الظلام، ليحل محله النور، وهكذا كان خلق مريم ابنة عمران، اشارة الأذن بظهور ضياءها المتمثل بالمسيح في حياة البشرية، اذ كان عيسى عليه السلام ظل الله في الارض.. وفي كل مرة يخلق الله فيها نبي او رسول او وصي فان نور المراة الام يكون اذن لبشارة جديدة، وهكذا كانت آمنة بنت وهب أذن بشارة لنور محمد صلى الله عليه وآله وسلم في حياة البشرية، وهو الفجرالصادق، والصادق الامين.. واذا بهذا النور ينتقل الى ابنته فاطمة الزهراء ويمتزج بنور علي بن ابي طالب عليه السلام ويولد من نورهما احد عشر نورا كل منها يمثل مصباحا وقمرا منيرا.. فأولهم الحسن عليه السلام، وآخرهم محمد المهدي المنتظرعليه السلام.

لقد مثلت السيدة الزهراء عليها السلام صفحة خاصة في حياة الامة، ولم تكن صفحة هامشية، فهي مستودع العلوم ورمز الطهارة، وكانت عليها السلام عالمة فاهمة مفهمة.. وكانت قريبة من الوحي وغير بعيدة عنه.. ففي بيت النبوة كان مهبط الوحي، بل كانت قريبة من الوحي نفسه بما خصها الله سبحانه وتعالى وأهل بيت النبوة بآية التطهير. وعلى الرغم من مكابرة المكابرين الذين حاولوا التقليل من شانها وأنى لهم التقليل اظهرت تلك السيدة الجليلة قدراتها يوم اهتزت الخلافة بعد رحيل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ودعت الامة الى انتهاج سبيل الحق وذكرتهم بما وصاهم به الرسول.

ولم تنته اضاءة الزهراء بمجرد موتها الجسدي لكن حياتها استمرت نورا في حياة الامة يهدي الى الحق.. فهي نور من نور. ولدت انوارا منيرة. فكيف لمثل هذا النور ان يافل! وهل يعقل ان ينتهي نورها بمجرد موتها الجسدي! فأن صدق ذلك لمات كل الانبياء والرسل!.. فهل مات الرسل اوالانبياء بمجرد موتهم الجسدي ام ان ذكرهم لازال مستمرا خالدا بخلود الدهر.. نعم لازال نور آدم باقيا، ولازال نور نوح وابراهيم وموسى وعيسى ومحمد ونور كل الانبياء والرسل يضيئ ويضيئ ولايزالون احياء بيننا، ولايزالون أحياء عند ربهم يرزقون. وهذا هو الايمان الذي عرفناه ولن يتزعزع هذا الايمان الثابت في نفوسنا والراسخ كرسوخ الجبال.

لقد اولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عناية خاصة بالسيدة الزهراء ليس لانها ابنته لكن لانها كانت سيدة ذات خصوصية خاصة كما كان لمريم ابنةعمران خصوصية خاصة، بل ان خصوصية الزهراء عليها السلام اعظم. اذ انها سيدة نساء عالمين زمانها وغير زمانها، كما انها كانت تحمل سلسلة الانوارا التي تجسدت بالرموز الخالدة خلفاء النبي الاكرم الاثني عشر بأبيهم الامام امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه وعليهم افضل الصلاة والسلام.

والزهراء وهي ام الائمة المعصومين أدخر الله عز وجل فيها هذه السلسلة الطاهرة التي آخرها الامام المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف وهو الامام الثاني عشر من ائمة اهل البيت عليهم السلام والذي سيملئ الله به الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا. والزهراء عليها السلام كانت عالمة بمستقبل الامة وتعلم جيدا الى من سيؤول امر هذه الامة ومن سيخلف امرها آخر المطاف، وتعلم ماسيقع على ابناءها بعد وفاتها، لذلك حملت الزهراء في نفسها هموم وآلام ابناءها وهموم وآلام الامة.

ولقد بكت الزهراء عليها السلام اباها وعمها الحمزة بن عبد المطلب وهي تعلم يقينا انهما في الجنة. ولكن هو ألم الفراق، وألم الاحساس بالظلم فقد مرت عليها السلام بأدوار عصيبة حملت في نفسها ألما لايخففه اي شئ سوى اللحاق بأبيها المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم.

وان مايلفت النظر ان قبرها عليها السلام مجهول رغم انها ابنة للنبي الخاتم محمد صلى الله عليه وآله وسلم! فلماذا ماتت وهي ابنة العشرين؟! ولماذا شيعت بصمت؟! ولماذا دفنت بصمت؟! ولم يعرف لها قبر؟! لقد كانت هذه رسالة الزهراء عليها السلام للامة.. فلم تدفن الزهراء سرا الا لتحقيق وصيتها.. أذ انها كانت غاضبة ومتألمة لما اصابها من الاستخفاف لحقها المغصوب، واغتصاب حق الامة.. هذه هي الحقيقة ولاحقيقة غيرها.

فالمال يزول والسلطة تزول ولكن الحق لايزول فالله حق وهو الازل ولايزول، والموت حق والجنة حق والنار حق والوعد حق ولن يخلف الله وعده. فالى الزهراء عليها السلام نهدي باقة ورد، والى زوجها امير المؤمنين وابنائهما المعصومين باقات من الورود ونسأل الله شفاعتهم يوم لاينفع مال ولابنون الا من اتى الله بقلب سليم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الشاعر ابو احمد الحداد المسعودي
2009-06-15
إنرسَمْ بيها الجَمالْ إبقدرَة القيُومْ ومتوَجْ إسمها إبآيَه : مَقريَه !! أبو أحمد الحداد المسعودي .......................................... حَليلة( حَيدَرَه): المُختارْ زفها اليُومْ حُور التنولدْ : أنوارْ إنسيَه ! بَشرْ بيها رَب الكُونْ عزها إيدومْ سَماها بكتابَه : أسرارَه مَخفيَه ! إنرسَمْ بيها الجَمالْ إبقدرَة القيُومْ ومْتوَجْ إسمها إبآيَه : مَقريَه ! الكَوثرْ مَهَرها إتشوفه بالقرآن بحرُوفه الرساله : الكُلْ زمَنْ هيَه ! زهراء إبكُبُرْ هَلْ الكُونْ تزهرْ نورْ ويلالي بحسنها ويكتملْ : ضيَه ! شعَتْ نطفة الإيمانْ بالعرفانْ مَعكُودْ إبوَصلها أوصافْ : قدُسيَه ! وَيْ أمها تسُولفْ جانتْ الزهراءْ يَعني من الأساسْ إنسيَه حُوريَه ! كَونها إبرحمْ وإتغلفْ إبأسرارْ بَشَرْ بيها : للمُختارْ ... ذريَه ! مُحَمَدْ يامُحَمَدْ لاتخافْ الناسْ عَدُوَكْ مندحرْ ويوَليْ : طاريَه ! تبكَه إنته إبرساله إبجَفكْ الميزانْ والكَوثرْ نهَرْ : والعترَه جاريَه ! نبُوتكْ بالإمامَه إنطاها بالعنوانْ ويخضرْ وَجدها إبكُلْ غصُنْ : ميَه ! نور إوشاحها إبنورْ العَرشْ مَلفوفْ وإسمها إمطرَز إبآياتْ مَعنيَه ! منْ بيتكْ يفيضْ البَحَرْ بالمَرجانْ واللؤلؤ يلاليْ : إبحضنْ راعيَه ! مَيجف البَحَرْ والمايْ منَكْ عينْ والكاكْ إبيَمينكْ : مُنحَه كَونيَه ! يَعني إنته الوجُودَكْ كُلْ فضلْ مَوجودْ والجنه المَهَرْ : لليخلصْ إبنيَه ! ( ظلْ إندبْ يشيعيْ وسَمعْ الغربانْ) وإفخر بالزمانْ السُورَه : مَهديَه ! أذنْ للوجُودْ إبصُوتْ عالي إوذانْ شيعي إنته وموالي : ميَه بالميَه ! تمت ولله الحمد هولنده 2009م كُتبَتْ بمناسبة ولادَة سيدة النساء فاطمة الزهراء ( ع ) بنت النبي الأكرم ( ص) طالبا ًشفاعتها يومَ الورود !
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك