المقالات

محمد باقر الحكيم الرقم المثالي في خارطة العراق الحديث/ الاولى


مصطفى كامل الكاظمي

على اعتاب ذكرى سنويته المفجعة وحادثة تفجير النجف المروعةفي هذه الرزية خسر العراق زعيما مثاليا.الزمن:الجمعة بعد صلاتها، الاول من شهر رجب 1424هـ – 2003 م.النجف الاشرف/ الصحن الطاهر لمرقد امير المؤمنين علي عليه السلام.من وجهة نظر اسلامية فان:* اوائل الشهور الهجرية لها منزلة وخصوصية يعتز بها المسلمون* الجمعة لها المنزلة العظمى بين جميع الاوقات.* ما بعد زوال الجمعة (العصر) له مكانة خاصة حسب القرآن (فاذا قضيت الصلاة - أي صلاة الجمعة - فانتشروا في الارض...)الاية من سورة الجمعة.** رجب: شهر استفاضت بشأنه الروايات فحظي بالمنزلة الرفيعة وسمي بالاصب لان الرحمة الالهية تصب فيه صبا وسمي بشهر امير المؤمنين علي عليه السلام.*واخيرا المكان والبقعة المطهرة في النجف

كل اؤلئك (اليوم الاول- شهر رجب – العصر - الجمعة - البقعة المباركة) جمعن في لحظة اظن ان الزمن قد توقف فيها. توقف يتأمل تناثر جسد رجل في فضاء الوادي المقدس. جسد لم تبق منه الا يدّ أبت هذه اليد الا التأسي بمن كانت تؤبنه في حياة الحكيم الشهيد توارثا عن آبائه الحكماء سنين طويلة تمتد في عمق الزمن الى كربلاء الامام الحسين واخيه قطيع الكفين ابي الفضل العباس عليهما السلام.

فاجعة ازهقت ارواح عشرات الابرياء مع اية الله الحكيم في حادثة الغدر التي نفذتها قوى الظلام الارهابية الحاقدة على النور فخسر هنالك العراق في اصعب مراحله السياسية قائدا كبيرا طالما ارق في فصول حياته نظام صدام احصين.

شخصيا..لا أعلم لم تبرز سبابة يد هذا الرمز العملاق أمام ناظريّ كلما استذكرته وتذكرت أيام العقدين الاخيرين مع السيد الحكيم وخطاباته الاولى التي تعود الى مطلع ثمانينات القرن الماضي حيث كنا نصطف تحت لوائه ضد طغيان آل عفلق. ولا ادري إن كان لهذا المشهد علاقة بالكف الذي بقي من جسده الذي تناثر في فناء مرقد امير المؤمنين علي عليه السلام اثر هذه الفجيعة. ربما هناك اصرة فيما كان السيد الحكيم عليه الرحمة والرضوان كان يتقصد شيئا ما وهو يخطب بالحشود الكبيرة العراقية في ايران زهاء ربع قرن من الزمن سواء في مخيمات اللجوء او التهجير او في مدن ايران التي تعج باكثر من مليون عراقي يتوزعون على سبعة مدن رئيسية ما خلا لواحقها وتوابعها هي طهران ومشهد وقم واصفهان ويزد وكرمنشاه بالاضافة الى اقليم خوزستان وفيها المركز اهواز.فاصبعه كان يتعالى في ميادين وثكنات الجهاد العراقية وفي جبهات القتال ايضا. يرفع سبابته وهو يؤشر فيما يبدو نحو العراق. فذاك منظر يلتحم بمشهد صلاته حينما يقنت ويبسط كفيه نحو السماء ويرتل: "اللهم ارزقنا توفيق الشهادة".

ذلك الاصبع المرفوع بقي مرفوعا ولم ينثني مذ اطلق الحكيم هتافه الاول( هيهات منا الذلة) في صلاة الجمعة بطهران اثر رسالة وجهها اليه نظام المقبور صدام احصين ليثنيه عن عزمه الجهادي، فراح صدام الجريمة والكفر ينحر بآل الحكيم عالما اثر عالم وكوكبة تلو كوكبة ولم يتخل محمد باقر الحكيم عن امتشاق سيف الجهاد ضد الباطل الصدامي ففجر طاقاته وكوامن قدراته وما آتاه الله من سبل يحارب من اجل خلاص العراقيين، فاستعر الحقد الصدامي ضد الحكيم واستشاط غضبا بعد اندلاع انتفاضة شعبان/1411هـ الموافق لاذار/1991ميلادي الجماهيرية التي أتت على زبانية النظام واوكاره في مدن وقرى الجنوب بصورة جلية.ذلك الاصبع ابى الا البقاء وان في حادثة رهيبة كحادثة تفجير جسد لا يزيد وزنه عن 70 كغم بمواد تفجيرية قدروا أنها بلغت 100 كلغم من افضع مواد التفجير.

شتاء ملبورن-2009

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابن الموصل
2009-06-14
رحم الله الشهيد البطل السيد محمد باقر الحكيم رضوان الله عليه ويبقى الشهيد البطل خالدا في ضمائر وقلوب كل الشرفاء
ابو علي
2009-06-14
قدس الله نفسه الزكية .. اعتدنا ان نرى الاخيار وهم يخلفون اثارهم حين رحيلهم .. فكف ابي الفضل العباس عليه السلام التي بقيت رمزا للتضحية والفداء تذكر الناس في كل حين بان جوهرة القدس ومعدن العظمة لابد ان تصان ولابد ان تنحني لها الخلائق اجلالا واكراما. وذلك الخنصر المقطوع الذي يرسم صورة الظليمة من اناس خانوا عهودهم ونزلوا الى الحضيض في مشهد من الخسة والنذالة قل مثيلها. وتلك اليد التي ابت الا ان تكون ظلا لتلك الامثال تحكي حادثتي الكف والخنصر معا. انه من نسل الطاهرين فهنيئا له نفسه الزكية.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك