المقالات

رحمك الله ياشهيد العراق واسكنك فسيح جناتك


الشيخ خالد عبد الوهاب الملا

أعرفه عالما وعابدا وصادقا ومرهف الحس لعب دورا في تبني الخطاب الوحدوي الوسطي بين العراقيين في ظروف كانت قاسية ومظلمة ولكنه حمل مشعل الوحدة الوطنية والإسلامية بوجه الإرهاب والتكفير والإجرام وكان آخر لقاء جمعني به وأنا في الطائرة حيث توجهنا جميعا إلى الديار المقدسة لأداء مناسك الحج لعام 1429هجرية ومما زادني به إعجابا تواضعه وصدقه وصراحته وحبه للعراق والعراقيين ومما زادني تمسكا بعملي ومنهجي هو تأييده للمنهج الذي ننتهجه في جماعة علماء العراق فرع الجنوب وقال بصراحة ونحن مسئولون أمام الله عما ننقل عن سماحة الشيخ (رحمه الله ) أنا معجب بطرحك وشجاعتك وصراحتك أما الحديث عن قتله فهو حديث عن القتل في العراق باعتبار انه لا يحتاج إلى مقدمة أو تمهيد لأنه أصبح الخبر المسموع في كل يوم حتى وصل الأمر بنا ما من يوم يمر إلا ونودع جزءاً من العراقيين إلى مثواهم الأخير.

نعم يُقتل العراقي أيا كان وربما تختلف طريقة القتل بين شخص وآخر ويختلف الزمان والمكان لكن الشيء الذي يوحد القتلى وضحايا الإرهاب هي الدوافع والنوايا والمخططات والخطابات التحريضية ونتائجها على أرض الواقع فإذا كان من الضروري أن نتكلم في هذه الأسطر ونحن نعزي أنفسنا باستشهاد الفارس ونصير المظلومين فلا بد أن نشير بأصابع الاتهام الصريحة الواضحة إلى أعداء العراق والعراقيين فهم يمتلكون من القساوة ما لا يمتلكه أعتى رجال الإجرام فهذه القساوة التي استخدموها ضد العراقيين وهدفهم هو الإطاحة بكل ما هو جديد نعم ساءهم أن يعيش العراقيون بأمن وأمان وساءهم أن يتمتع العراقيون بحريتهم وساءهم أن يُبنى هذا البلد الذي هدمته ومزقته الحروب فاستخدموا كل ما أمكنهم من زرع الفتن والمشاكل بين أبناء الشعب العراقي حتى وصل بهم الأمر أن يستأجروا مجرمين من خارج البلاد من بهائم الانتحاريين لقتل أبناء الشعب الجريح بل استأجروا الغلمان والشباب الصغار والمعتوهين الذين شطت عقولهم وضعفت بصيرتهم وطاشت أيديهم فكانوا أداة لقتل الأبرياء مثل ما حدث في جريمة اغتيال الشيخ العبيدي (رحمه الله ) ولنا أن نتساءل كيف اخترق منطقة المسجد ودخل إلى داخله وقام بجريمته وولى هاربا إلى أن تلقته رصاصات الجيش خارج المسجد فأردته قتيلا فأين حراسه ومرافقوه وأين الناس الناس نيام إنها ألغاز وألغاز وكل لغز بحاجة إلى شفرة تفتحه وتبين معانيه والخسارة الكبرى هي أننا فقدنا هذا الرجل في وقت لازال الشعب بأمس الحاجة إلى أمثاله لأن البلد بحاجة إلى الشرفاء والمخلصين الذين يسهرون الليل والنهار للدفاع عن وطنهم وشعبهم ولكن ماذا نفعل لهؤلاء المجرمين الذين امتلكوا الأموال عن طريق (الكدية) من دول العالم باسم العراقيين وفتحوا قنواتهم الفضائية واستضافوا الغث والسمين وزيدا وعمروا وبدئوا يطبلون ويزمرون ويشتمون الشعب العراقي ورموزه بل أخذوا يحرضون على قتل العراقيين وخصوصا أولئك الذين نشطوا بالعمل السياسي بالعراق بحجة أنهم لا يعترفون بالعملية السياسية ولا يعترفون بالعراق الجديد ونحن لا نجبر أحدا على شيء وندعو أبناء شعبنا لكي يتعلموا النقد والنقد البناء ولهم أن يعارضوا ويتكلموا وينتقدوا ولكن بالوسائل المشروعة التي كفلها القانون لهم لا باستخدام السلاح والاعتداء على حرمات الناس فهذا أمر مرفوض بكل المقاييس كيف هانت عليهم أنفسهم وقبلوا أن يدفعوا بصبي جاهل لكي يستهدف هذا الشيخ المجاهد في بيت من بيوت الله

وبعد صلاة الجمعة مباشرة وكأن الشيخ يعلم بل هي فراسة المؤمن فان المؤمن ينظر بنور الله حيث تكلم على قتل النفس وحرمة الاعتداء على الأبرياء ووحدة العراقيين وأعتقد جازما أن الصبي ومن دفعه سمعا خطبة الشيخ ولكنهما قتلاه أي دين هذا وأي مذهب وأي نهج وأي فكر ينتهجه هؤلاء لابد لنا أن ننشط كثيرا لمحاربة المناهج التكفيرية والعصابات الإجرامية ولابد لقوى الأمن أن تلتزم بالمهنية وان لا تتساهل مع المجرمين بأي حال من الأحوال ومن خلالكم نطالب بالكشف عن شخصية الجاني ومكانه ومن دفعه لذلك؟حتى يكون العراقيون على بصيرة من أمرهم ويعرفوا عدوهم من صديقهم ولا يكفينا أبدا التصريحات الأمنية والتي نسمعها بين الحين والأخر من بعض الجهات الأمنية مثلما صرحت به قبل يومين عن إلقاء القبض على منفذ جريمة البطحاء فإذا كانت القاعدة قد بعثته أو جهة أخرى فإلى متى السكوت والى متى يبقى الجرح العراقي ينزف دما غزيرا أسمع إلى بعضهم يقول لأجل الوحدة الوطنية وهل قتل عشرات الناس واستهداف رموزه بهذه الطريقة الخسيسة هو الذي يحفظ وحدة العراقيين أبدا والله فالذي يحفظ وحدتنا هو الكشف الصريح عن المجرمين والتعاون الصادق للوقوف صفا واحدا للحفاظ على الدم العراقي وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .

الشيخ خالد عبد الوهاب الملا رئيس جماعة علماء العراق / فرع الجنوبالسبت‏، 20‏ جمادى الثانية‏، 1430،‏13‏ حزيران‏، 2009

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
بديع السعيدي
2009-06-14
سلمت وسلمت يداك يا شيخنا الجليل وبارك الله فيك على هذه المقالة التي كتبت فيها ما يحدث بالعراق من اجرام ضد الابرياء وضد الرموز السياسيه والدينية من غير ان نضع حدا لهذه الامور والكشف عن المجرمين ومن الذي يقف وراءهم فتسجيل مثل هكذا حوادث ضد مجهول او عندما يتم امساك الفاعل يبقى الامر في حالة الكتمان خوفا على الوحده الوطنية فاية وحده هذه الذي تجعلنا في كل يوم ندور بدوامة العنف وكل يوم تسقط لنا ضحايا وسياسيين فالى متى ياحكومة ويامسؤولين ويا برلمانيين هذا التكتم كفاكم لقد سئمنا من هذا الخنوع
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك