المقالات

المجلس الأعلى وإرادة التغيير


صباح حسين

واجه المجلس الأعلى في الانتخابات السابقة خسارة واضحة أدت الى تراجع نفوذه في أكثر من محافظة في جنوب ووسط العراق وهذه الخسارة كانت نتيجة لضعف الحملة الانتخابية والاعتماد على وجوه تعد محروقة لدى الشارع العراقي وغير مرغوب بها من قبله ,فضلا عن ضعف الجانب الخدمي وعدم سعي الحكومات المحلية التي كان يديرها المجلس الأعلى إلى حل المشاكل والأزمات التي كانت موجودة وقيام المنافسين له بتضخيم هذا النقص وتصويره على انه عجز وانعدام واضح في الكفاءة وهو أمر اثر في النهاية كثيرا على رأي الناخب الذي أدار بوصلته باتجاه قائمة المالكي الذي وظف إمكانات الدولة المالية الضخمة في القيام بحملة دعائية تعد الأضخم في تاريخ العراق لحد ألان .اليوم يحاول المجلس الأعلى الاستعداد للدخول في حملة انتخابية جديدة استعدادا للانتخابات النيابية القادمة ومن الواضح ان المجلس الأعلى يحاول استخدام نفس الأدوات القديمة التي أنتجت الخسارة السابقة من دون أي تغيير حقيقي يحاول الاستفادة من دروس الخسارة السابقة فالوجوه القديمة التي ادت الى الخسارة ما زالت موجودة ومحتفظة بمناصبها ومواقعها من دون أي تغيير كما ان القيادات المحلية للمجلس ومسئولي المكاتب في المحافظات و الذين يتحملون المسؤولية المباشرة عن الخسارة لم يتم استبدالهم ايضا .كما ان هناك عزوفا واضحا من قبل قيادات المجلس الأعلى والتي تمتلك قدرة صنع القرار فيه عن تبني أسلوب تجديد الدماء والمراكز في المجلس عبر استقطاب الكفاءات والفئات الشابة ومنحها فرصة ممارسة العمل السياسي بأسلوب حديث يعتمد على الكفاءة والمهنية بدلا من الطريقة الكلاسيكية التي يمارس بها المجلس الأعلى سياسياته التي تبدو حاليا شخصية اكثر منها مؤسساتية حقيقية ولكي يتجنب المجلس الاعلى تكرار سيناريو الانتخابات المحلية السابقة فان عليه اتخاذ قرارات شجاعة و وتاريخية باستبدال بعض الرموز والاسماء التي كانت واحدة من الأسباب التي أدت إلى الخسارة السابقة فوجود هذه الأسماء وظهورها المتكرر على الشاشة ما زال يثير حفيظة المشاهدين ومدعاة للنقمة على المجلس وليس شرطا إزاحة هؤلاء من قيادة المجلس بل عدم السماح بظهورهم او إطلاق التصريحات من قبلهم على الاقل في الفترة المقبلة التي تعد حساسة جدا ولا تتحمل اية أخطاء والتغيير لا يشكل خللا او إساءة الى هؤلاء الذين لهم رصيدهم وتاريخي الكفاحي والبطولي في مواجهة النظام السابق ,لكنه يشكل معالجة مطلوبة ووسيلة مثالية تلجأ إليها الأحزاب لتعويض خسارتها في الانتخابات فالحزب الجمهوري الأمريكي استبدل غالبية قياداته بعد هزيمته الاخيرة والمرة امام الديمقراطيين وكذلك ما يقوم به رئيس الوزراء لبريطاني جوردون براون من عمليات ترميم شاملة لقيادات وكوادر حزب العمال البريطاني بعد خسارته للانتخابات البلدية الأخيرة وخشية من فقدان رئيس الحكومة الذي يتربص به المحافظون في الانتخابات القادمة .خسارة المجلس الأعلى في الانتخابات السابقة كانت متوقعة في ظل تبني المجلس لأساليب دعائية لم تلامس واقع حال الشعب العراقي وحاولت الزج باسم الدين والشعائر الحسينية في تقديم الدعاية الانتخابية نفسها وهو ما اثار خصومه ومنافسيه الذين استغلوا وبشكل ناجح هذه الأخطاء لإقناع الناخبين بالعزوف عن المجلس ومنح الأصوات لهم .المرحلة القادمة تتطلب التغيير ومن دون التغيير لن يفلح المجلس الاعلى في اثبات وجوده وسيضطر الى ان يصبح أقلية في البرلمان وسيصعد على أكتافه المالكي وغيره الذين سيجدون في تراجع أسهم المجلس الأعلى ورصيده الفرصة لملء الفراغ السياسي لدى الشارع العراقي والحلول محله .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زيد كاظم
2009-06-14
اؤيدالاخ الكاتب فيما تطرق اليه حيث ان النتيجة في النتخابات للمجلس لم تكن خسارة بالمعنى الاحصائي الاجمالي للعراق لكن كانت خسارة فادحة وكبيرة من حيث الموقع الذي يستحقه المجلسس وا التوقعات,صحيح ان النتيجة كانت فيها منطقية لجهة بعض الاسباب,ولكن كانت هناك الكثير الكثير منالاخطاء التي اشار لها السيد كاتب المقال تحتاج الى اكثر من وقفة وتحليل ومراجعة وهانك دراسة تفصيلية ومعمقة تم اعدادها من قبل احد الباحثين حول اسباب التراجع والحلول المقترحة حول الموضوع نامل ان تجد من يطلع عليها ويناقشها على الاقل
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك