المقالات

الحكومة السعودية والدفاع عن ابن جبرين


جميل الحسن

لا تشعر السعودية بالخجل من تصريحات علماء الدين المحسوبين عليها والذين يطلقون التصريحات باستمرار ضد الشيعة والتحريض المستمر على قتلهم وإبادتهم وقبل عدة ايام وصل ابن حبرين المعروف بفتاواه التكفيرية والتي تحض على ذلك الى المانيا حيث يعالج من مرض مزمن في احد مستشفياتها .الحكومة السعودية وجدت نفسها في موقف محرج مما اضطر وزير خارجيتها إلى زيارة ألمانيا و الطلب من السلطات الألمانية إيقاف أية إجراءات قانونية بحقه .هذا الدفاع المعلن والواضح عن المحرضين على الإبادة والقتل يعد قبولا بها ومشاركة في المسؤولية الجنائية باعتبار ان من مطلقي هذه الفتاوى هم موظفين في الحكومة السعودية ويتقاضون رواتب منها وبالتالي فان بإمكان الحكومة السعودية محاسبتهم ومقاضاتهم وإجبارهم على التوقف ,لكن السلطات السعودية ترغب في استمرار هذه التصريحات لأسباب وأهداف سياسية ومن اجل تغذية الصراع السني الشيعي في المنطقة لكي يتسنى لها البقاء واكتساب الشرعية وللهيمنة على السنة في المنطقة وتقديم نفسها على أنها الحامي والمدافع عنهم غي مواجهة الخطر الشيعي المزعوم.وهو دور ترغب السعودية باستمراره ومطلقي الفتاوى والتصريحات التكفيرية هم جزء او اداة في هذا المخطط .وهو أسلوب تتعمد الحكومة السعودية اللجوء إليه من اجل تحقيق هذا الهدف وما عبر عنه أيضا الأمير بندر بن سلطان الذي يعد احد أهم مخططي السياسة السعودية الحالية والتي تقوم على تصعيد المواجهة مع الشيعة وتقليم مواقع النفوذ والتمدد الإيراني والشيعي في المنطقة وهو ما جعل العلاقات مع السوريين تتأزم إلى حد كبير نتيجة للتدخل السعودي الواضح في لبنان ووقوفها ومساندتها للحريري من اجل تنصيبه زعيما للسنة في لبنان وبأموال سعودية .لذا من الطبيعي ان تلتزم الحكومة السعودية الصمت إمام هذه الفتاوى التكفيرية التي تعد محراثا للنار من اجل ايقاض الفتنة الطائفية في المنطقة وتغذيتها والدفع باتجاه حرب فتاوي وفتاوى مضادة وهو مخطط تشعر السعودية معه بأنه ضروري لها من اجل إثبات وجودها وزعامتها وهيمنتها على الطائفة السنية في المنطقة . وهذا السيناريو سبق ان جربته في كل من أفغانستان وباكستان وبعد ان فشل في الأولى فشلا ذريعا ,بعدما أدى إلى ولادة حركة طالبان المتطرفة التي شكلت تهديدا للسعودية نفسها في وقت لاحق ,نجده مستمرا في باكستان التي باتت تتحول الى معقل ثاني لحركة طالبان الممولة سعوديا والتي ترغب في نشر المذهب الوهابي في باكستان واستمراره والذي يعني تغذية التطرف والعنف وانتشاره بشكل سيهدد دول المنطقة بأكملها وهو ما رأت فيه واشنطن خطرا فادحا مما دفعها إلى الضغط لاحقا على الحكومة الباكستانية من اجل ضرب المتطرفين وتحرير المناطق التي كانوا يسيطرون عليها .الرعاية السعودية لحركات الإرهاب والتطرف ما تزال موجودة وإصرارها على حماية ابن جبرين رغم فتاواه التكفيرية يعطي مؤشرا على ضلوعها وموافقتها على تصرفاته والتزامها القانوني والدولي تجاهه .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابن واسط
2009-06-14
السلام عليكم ابن جبرين صاحب الفتاوي الظلاميه نحن نتاسف سكوت الحكومه العراقيه وباقي حكومات العالم الحر على هذا الشيطان ناسف للغايه التملق للحكومه السعوديه صاحبه الارهاب الديني في العالم ناسف لهذا السكوت ناسف للغايه
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك