د. اكرم الديب
يبدو انه غارق في العسل محافظ ذي قار الجديد طالب الحسن فمقابل ثلاثين شهيد ومئة جريح يكتفي بطرد مدير شرطة ناحية البطحه والذي لاتتجاوز رتبته النقيب ولا اعرف النسبة والتناسب التي من خلالها عادل اكثر من مئة جريح باقلة قائد شرطة ولعلي لازلت اتذكر ان مصر قبل اعوام احترق قطار وهو ينقل المسافرين استقال جراءها وزير النقل ولكننا نكتفي اليوم باقالة مدير شرطة وكأنه المسؤول الوحيد ورغم اني اعتقد ان الاقالة جاءت في وقتها لكنها ما هي الا محاولة لذر الرماد في العيون واسكات الافواه التي ستتكلم عن الاختراق ولكن لماذا اقيل مدير الشرطة ونحن قوم لازلنا لانؤمن بالاستقالة والاقالة ونؤمن فقط بالتوارث الازلي ولكن ياترى لماذا اقيل مدير الشرطة ؟
يبدو ان القضية اكبر فقد قام محافظ المحافظة باقالة مدير الشرطة حتى لايمتد الكلام الى قائد شرطة المحافظة الذي اوقف المحافظ امر اقالته الصادر من مجلس محافظة ذي قار وبقي رغما عن مجلس المحافظة الذي رفض استمرا هذا الضابط لعلمهم بعدم كفاءته وتاكيدهم ان الانتهاكات الامنية كانت بسببه ولان التعيين جاء على خلفية مجاملات عائلية بين المحافظ ومدير الشرطة فرأى المحافظ ان يقيل مدير شرطة الناحية كي لا يطال الكلام مدير شرطة المحافظة وكي لايتحدث الجميع عن روح الدكتاتورية التي يؤمن بها محافظ المحافظة سلوكا ومنهجا مستعينا بصداقته لرئيس الهرم الحكمي في العراق دولة رئيس الحكومة في السيطرة على القرار الفردي
وانكار رأي المجالس المنتخبة والتي رغم ان المحافظ كان جزءا ونتاجا صحيحا لها يقف عائقا في تنفيذ اوامرها لان افكاره نابعة اصلا من منظومة حزبه الذي ينتمي اليه والذي لايؤمن بتشارك السلطة بقدر ايمانه الشديد بروح المركزية الحكمية التي كان من نتاجها ويلات السنوات الثلاثين وتاخر البلاد طيلة فترة الانفتاح التي اعقبت سقوط الصنم الطاغوتي وسقوط الضحايا يوميا لاصرار البعض على منهج الشمولية في الحكم والصنمية في الاليات فقد فشل نموذج وتجربة الصنمية ولكن يبدو ان البعض لن يتعض من المآسي المتوالية على العراق والتي سببتها تلك الصنمية التي نعيشها يوميا ومادامت الصنمية تعيش فينا كتربية وسلوك فان المخرج اقل سعة من سم الخياط .
https://telegram.me/buratha
