بقلم:فائز التميمي.
قرر مجلس الوزراء تخصيص 100 مليون دولار للإستفتاء على المعاهدة الامريكية العراقية.وهـذا إستحقاق يجب على الحكومة عمله ولكن (ولعلي مخطئاً) ما جدوى هـذا الإستفتاء !! فلو إنه حصل في وقته لكان به جدوى. فإذا وافق الشعب تمضي المعاهدة والسؤال إذا لم يوافق الشعب على المعاهدة!! فماذا سنفعل وخصوصاً أن الولايات المتحدة لم تعد مبالية بما يجري على العراق ورفض المعاهدة يعفيها نهائياً من أي إلتزام مع أن الموافقة عليها لا يعني أن الأمريكان سوف يلتزمون ببندوها فلطالما خالفوا بندوها وخصوصاً في إطلاق سراح الإرهابيين والإعتقالات التي تقوم بها والمماطلة بشأن إخراج العراق من البند السابع. إذن فإجراء الإستفتاء فيه مجازفة قد تُبقي العراق في أسر البند السابع وهـذا ما تهلل له السعودية ومصر والحكام الأعراب بصورة عامة.أقول لكم بحق لا أفهم المغزى وصرف هـذه الأموال في شيء وهمي .يبقى أمر واحد إن الحكومة تخاف أن يستغل عدم الإستفتاء عليها من يبحث عن المتاعب وللدعاية الإنتخابية فيقوم بتأجيج المشاعر ورفع الشعارات الوطنية ! مائة مليون دولار ممكن أن تبني مئتي وحدة سكنية بمساحة 150 مترمربع لحل مشاكل السكن بدلاً من صرفها في "نعم" أو " لا" وفي الحالتين ليس لها ثمرة!! وخصوصاً والعالم في أزمة مالية.واحسرتاه على أموال العراق وا أسفاه!! وأبيضت أعين الناس ليروا شيئا ملموساً.أكاد أجزم أننا من كثرة إيماننا بأراء الناس غرقنا في ديمقراطية غير منتجة و أكاد أجزم إننا نطبق ديمقراطية لم تطبق في أي بلد لأنها مثالية فوق العادة في عالم فوضوي ومزاج متقلب وأحداث متسارعة يشيب لها الولدان. وهـذا يـذكرني برجل واعظ تركي لسانه العربي صعب كان يقص يوماً قصة مثالية عن شاب إشترى بيتاً ووجد فيه كنزاً وذهب الى صاحب البيت الأصلي مصراً على إرجاع الكنز الى مالك البيت والآخر يصر على أن الكنز هو للشاب !! ثم نظر الواعظ في وجوه الجالسين وقال ضاحكاً: هـذا ما يصير في كرة القمر!!فهل سيكون لسان حال الحكومة ما كتبه مؤلف الأغاني السطحية في الستينات جودت التميمي: كلمة"إي" تريحني كلمة "لا" تحيرني"فهمني حته أندل دربي "إي" لو "لا".فهل ستكون نتائج هـذا الإستفتاء قنبلة تستهلك أربع سنين قادمة بين الحكومة والبرلمان وكتابنا وكتابكم ونكون في النهاية قد عدنا بخفي حنين أو حتى نتحسر على خفي حنين!!اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha
