المقالات

مزايدات للسيطرة على مؤسسات الأمن !!!


احمد حبيب السماوي

هدأت وطأة الحملة التي شنها مجلس النواب العراقي أو بمعنى أدق بعض الكتل السياسية في المجلس حول قانونية بعض مؤسسات وأجهزة الأمن ومن ضمنها جهاز مكافحة الإرهاب ووزارة الأمن الوطني ومجلس الأمن القومي . تلك الحملة التي صاحبها الكثير من الصخب والمضاربات بين مؤيد ورافض لتلك المؤسسات وكأنما العراق قد قضى على كل مشاكله ولم يبقى غير قضية هذه الأجهزة الأمنية التي لعبت دورا أساسيا وفاعلا في القضاء على تنظيم القاعدة والمليشيات التي عاثت فسادا في جميع إنحاء العراق 0

ويلاحظ المراقب المحايد ان هذه الحملة المفتعلة ضد الأجهزة الأمنية قد خفت وطئتها بشكل مفاجئ جدا وبنتائج مذهله تمثلت في تعليق قوانين مؤسسات وأجهزة الأمن بحجة دراستها من قبل لجان المجلس أو أعادة هيكلتها من جديد , والأدهى من ذلك ان بعض النواب ينادي بحل هذه الأجهزة وكان العراق من أكثر الدول استقرارا امنيا وموضوع دوائر الأمن ليس من الأهمية بان يعطى اولويه بنقاشات المجلس حيث إن جدول أعمال مجلس النواب مزدحم بقوانين أهم من قضية الأمن مثل قانون تخصيص قطع أراضي لأعضاء مجلس النواب وغيرها 0

اعتقد أن بعض النواب من ممثلي الكتل السياسية لم يعد يؤرق مضاجعهم موضوع الاستقرار الأمني في العراق بل كل مايشغل بالهم هو إشراك أحزابهم بتشكيل هذه الأجهزة وان يكون لهم نصيبا فيها وهذه هي القضية المهمة في الموضوع وبالفعل أعلنها صراحة النائب بهاء الاعرجي إثناء مناقشة مجلس النواب لقانون مجلس الأمن الوطني عندما حاول بعض النواب تأجيل التصويت على القانون حيث قال بان عملية تأجيله الغاية منها أن يتم طبخه وتقسيمه بينهم وعلى طريقة شيلني واشيلك0 صحيح أن التوافقية الديمقراطية تغطي حقوق الكل ويشترك الكل في الحقوق والواجبات ولكن موضوع الأمن من الأمور المهمة التي يجب اتخاذ قرارات سريعة بخصوصها ولايصح إدراجها ضمن المحاصصه الطائفية البغيضة فهذا يعيق علمها 0

الأهمية الحقيقية لهذا الأجهزة الأمنية تكمن في تخصصها ولمنع التداخل في الصلاحيات والواجبات بين مختلف الدوائر والوزارات الأمنية وهذه هي الغاية من تشكيلها , فمهام جهاز مكافحة الإرهاب والمتمثلة في التصدي بقوة للعمليات الإرهابية التي تستهدف الدولة والمواطن ومتابعة المجاميع الإرهابية هي مهام لايمكن أن تضطلع بتأديتها وزارتي الداخلية والدفاع والتي قد تبعدها عن واجباتها الحقيقة التي شكلت من اجلها 0

في النهاية نقول أن هذه الأجهزة الأمنية وضعت لخدمة المواطن ولتوفير الأمن والاستقرار له وهي تتمتع بالحيادية والاستقلالية وعدم الخضوع لأي جهة سياسية وليست بيد أي كيان سياسي وهذا هو سر الهجوم عليها من قبل الكيانات والأحزاب والتكتلات السياسية التي تريد أن يكون لها حصة ونصيب فيها وهو أمر معيب ومخجل بالنسبة لكل من يزعم أيمانه بالديمقراطية واستقلالية الأجهزة الأمنية وهو يطالب ب"حصة " معينة له في هذا الأجهزة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
علي الياسري
2009-06-10
الظاهر الجماعة يؤمنون بالقول(((( في كل خرابة لازم الك كرابة))) لكن نسأل اين نجد من كرابته العراق والعراقيين000 فهذا يعمل لحزبة وذاك لتيارة ومن الذي يعمل لامن الشعب000 وانا اجزم ان الكل لو كانوا وطنيين ويعملون لصالح الوطن لانتهى الارهاب منذ السنتين الاولى على اكثر تقدير000 لكن هناك من يدبر الارهاب ويرعاه عندما تضرب مصلحته ولو بالشي القليل 00 ليعطي اشارة (stop)للاخرين بالتوقف عنه000 نسأل هل ينبني العراق بهذه العقول الناقصة من الدراية والتعقل 000يبقى هذا السؤال مطروح للزمن حتى يعرف الشعب كل هذا
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك