المقالات

زيارة القبور بين زيارة الحسين واحلام اليقظة


بقلم : سامي جواد كاظم

وضعت زيارة القبور بين زيارة الحسين عليه السلام دون سائر الزيارات واحلام اليقظة ، حيث ان الرافضين لزيارة القبور يقصدون زيارة المشاهد المشرفة للائمة عليهم السلام واكثرهم امتيازا زيارة الحسين عليه السلام فهو صاحب الحظ الاوفر من الزيارات المليونية وحقد الوهابية صوب الحسين هو الاخر صاحبة الحظ الاوفر في نصبها العداء لهذه الزيارات .نحن الامامية نعتقد بزيارة القبور عامة والائمة عليهم السلام خاصة وهنا ساعرض دراسة لهذه الزيارة من وجهة نظر اخرى غير معتادة لدى القارئ .المصطلح الثالث في العنوان احلام اليقظة وهي عبارة عن أستجابات بديلة للاستجابات الواقعية فإذا لم يجد الفرد وسيلة لاشباع دوافعه في الواقع فإنه يحقق أشباعا جزئيا عن طريق التخيل و أحلام اليقظة و بذلك يخف القلق و التوتر المرتبط بدوافعه، سميت احلام اليقظة لان الانسان يعيشها وهو في كامل وعيه أي ليس اثناء نومه .هذه الاستجابات تتاثر بماهية اخلاق الحالم وبمدى افراطه في احلامه حيث انها تنقلب وبالا عليه وعلى المجتمع الذي هو فيه اذا كانت الاحلام سلبية ومفرطة اكثر من اللازم ، وبسبب الافراط اعتقد الكثير من علماء النفس ان احلام اليقظة سلبية على تفكير وشخصية الانسان .أظهرت اخر دراسة والتي نشرتها المجلة العلمية الأميركية الأسبوعية Proceedings of the national Academy of Sciences أن الانصراف إلى أحلام اليقظة يزيد نشاط مناطق عدة في الدماغ.وقالت كالينا كريستوف، أخصائية الدماغ والمشرفة الرئيسية على هذه الدراسة وهي مديرة مختبر علوم الأعصاب في جامعة بريتيش كولومبيا غرب كندا، أن الدراسة التي أجريت عن طريق التصوير بالرنين المغناطيسي، تشير إلى أن نشاط دماغ الشخص الذي يسترسل إلى أحلام اليقظة، هو اكبر من نشاط دماغ شخص آخر يركز لينجز مهمة روتينية.وأضافت أن الدراسة ستدفع أشخاصا عدة على إعادة النظر في نظرياتهم السابقة، وفي هذا الإطار قالت: "اعتدنا الظن أن أحلام اليقظة أمر سيء في حين أن العكس هو الصحيح".هذه الاحلام لا تحتاج الى روايات السنة النبوية لاثبات وجودها ولكن ما هو الربط مع زيارة القبور ؟ الامر واضح ان الانسان يعيش في حالة من النشوة والراحة النفسية عندما يتخيل علاقته بامور لا وجود لها مجرد التمني بان تكون له علاقة مع ما يرغب او ان يعيش حالة معينة من الثراء والنجاح والقوة ، فكيف بالحال عندما يكون الذي نرغب بان تكون لنا علاقة معه موجود على ارض الواقع ولكن هنالك فراق بيننا قد تكون اسباب الفراق دنيوية مثلا وجود زعل بين الحبيبين او ضياع احدهم او هنالك من يمنع احدهم عن لقاء الاخر واما قد تكون ابدية مثلا الموت فعندما يحس الحبيب بانه يعيش الخيال في ذكر لقاءاته مع فقيده او يحلم بكيفية لقاءه بحبيبه وهذه مشاعر لا يمكن لا للمرء ولا للعلم ولا للاطباء النفسيين انكارها فانها حالة نعيشها كلنا حتى الوهابية ولكن قد تكون هنالك مكابرة من الفرد في انكارها او الافراط فيها .ومن هذه الاحلام يحاول المرء التعلق بكل ما له علاقة بمن يراوده في احلام اليقظة وهذه اثبت العلم الان ايجابيتها .ومن هنا فان زيارتنا لقبور احبتنا عامة والحسين عليه السلام خاصة تجعلنا نعيش حالة من الانتعاش الفكري والروحي بحيث انها تجدد لنا نشاطنا في مزاولة اعمالنا هذا ناهيك عن العناية الآلهية في نثر اجره على القائم بالزيارة .احلام اليقظة مع الخيال الغير واقعي لا سابقا ولا مستقبلا تنشط الدماغ وتنعش الحالة النفسية وتريح الاعصاب فكيف باحلام نعيشها اثناء الزيارة مع واقع اما عشناه او عاشه غيرنا مع يقينية وجوده ويحدونا الامل ان يتكرر في الاخرة .نعم زيارة القبور هي حلم يقظة حيث اننا نتخيل عند الزيارة ان الحسين عليه السلام يستقبلنا ونتخيل انفسنا كيف يكون تصرفنا عندما نكون بحضرة حبيبنا ، وكلمة الحبيب اول من نادى بها الصحابي جابر الانصاري رضوان الله تعالى عليه عندما نادى (حبيب لا يجيب حبيبه ) حيث انه كان يعيش حلم اليقظة اثناء النداء .وعندما يحث رسول الله صلى الله عليه واله وسلم على التفكير بالموت والحساب والاخرة هي احلام يقظة بعينها حيث تترأى لنا الاخرة من خلال خيال نعيشه في يقظتنا وهذا الحلم يحثنا على العمل الصالح والتصرف القويم .نعم الافراط في احلام اليقظة يعود بالمردود السلبي على صاحبه وهذا ينطبق على الزيارات فلا يصح ترك علاقاتنا الاجتماعية والتزاماتنا بحجة الزيارة اكثر من مرة حيث ان هذا يعود بالانتقاد لمن يترك التزاماته بحجة الزيارة فالله عز وجل يامر عباده بالايفاء بالعهود أي الالتزامات الشرعية المكلف فيها الانسان وبعد ذلك له ان اراد الانعاش الفكري واراحة اعصابه فليحلم بزيارة الحسين عليه السلام حتى ولو عن بعد كما اشار الى ذلك الامام الصادق عليه السلام .الحسين عليه السلام قبل انطلاقه صوب كربلاء زار قبور احبائه في المدينة وذلك ليعيش حالة من الاتصال الروحي باحبته عليهم السلام ، ونحن الامامية يكفينا حجة تصرفات واقوال الائمة الاطهار بهذا الخصوص .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك