نداء الى البرلمانيين, وزير الكهرباء والمستثمرين

باسم العلي

منذ عدة سنين وبالتحديد في 31/5/06 نشرت اول مقالة عن مشكلة الكهرباء في العراق وذلك نابع من ادراكي ان لمشكلة الكهرباء حلين يمكن ان يعمل بهما في ان واحد: الاول هو انتاج المزيد من الكهرباء والثاني هو ترشيد صرفه

اول امس بث تلفزيون العراقية وفي برنامج "نسخة للحفظ", مقابلة لمحافظ ورئيس مجلس محافظة البصرة من جهة و عدد من المواطنين من جهة اخرى.. ولاول مرة اسمع احد يتكلم عن ترشيد الكهرباء مما بعث في نفسي سعادة كبيرة وحفزني على ان استمر في سلسلة مقالاتي عن الكهرباء وترشيد صرفه.

في هذه المقالة سوف ابرهن بان ترشيد صرف الكهرباء (وبناء على ارقام جمعتها من مصادر غير مصادر وزارة الكهرباء) وبصورة خاصة ترشيد صرفه في مجال واحد فقط الا وهو الانارة سوف يوفر طاقة كهربائية مقدارها. كيلو واط ساعة 2,365,440,000

وربما يجد بعض المستثمرين ان هذه الطريقة للتوفير يمكن توظيف روؤس اموالهم فيها, فهم بذلك يفيدوا ويستفيدوا.

ان تقريرا منشورا على شبكة الانترنت مصدره وكالة الاستخبارت الامريكية يقول ان كمية استهلاك العراق للكهرباء كيلو واط ساعة.35,840,000,000 في سنة 2007 كان يساوي

و هنالك تقرير اخر يقول ان الانارة في امريكا تستهلك ماقيمته 8.8% من الكهرباء المصروف... في تصوري ومن تجربتي الخاصة والذي ,لااتصور ان هنالك الكثيرين ممن يعارضوني في ذلك, بان الانارة في العراق تستهلك ما يتعدى اوفي اسواء الاحوال مثل هذه النسبة من الطاقة الكهربائية المصروفة.اذا حسبنا هذين الرقمين نحصل على كمية الكهرباء المستهلك في العراق على الانارة فقط والذي مقدلره كيلو واط ساعة 3,153,920,000 ا

.في مقالاتي السابقة حول الترشيد ذكرت عدة مجالات للترشيد احداها كانت التوفير من الانارة. ان الرقم المذكور في الفقرة اعلاه رقم ضخم وبالتالي اي توفير فيه سوف يكون ضخما ايضا. فاذا افترضنا انه بالامكان ان نقلل صرفيات الكهرباء على الانارة بمقدار الربع سوف يعني ذلك انه بامكاننا ان نجعل نسبة استهلاك الكهرباء في العراق كيلو واط ساعة. 2,365,440,000 تهبط من 8.8% الى نسبة 2.2% اي بقيمة توفير تساوي .

واذا اعترضت وزارة الكهرباء على هذه الارقام بانها اقل او اكثر من الارقام المتوفرة عندها فالنتيجة واحدة الا وهي ان التوفير في هذا المضمار وحده كفيل بتحقيق توفير كبير في الطاقة الكهربائية التي سوف تعوض عن كثير من القصور في انتاج الكهرباء.

الاسئلة التي تطرح نفسها هي كم عدد البيوت الجديدة التي يمكن ان تجهز بالكهرباء؟ وكم هي عدد ساعات التجهيز التي يمكن اضافتها الى ساعات تجهيز الكهرباء لكل مستهلك؟ نتيجة هذا التوفير في صرف الكهرباء الشحيح.

ان هذا شيء جميل ولكن كيف يمكننا ان نحصل على هذا التوفير؟ لكي اجيب على هذا السؤال دعني اقص عليك ايها القارئ العزيز قصة جرت لي هنا في استراليا ولها صلة بهذا الموضوع.

قبل كم اسبوع دق بابي احد الاشخاص وعرض علي ان اغير الشركة التي تجهزبيتي بالكهرباء, فقلت له لماذا ؟ قال لانه يمكن لشركتنا ان تعطيك اسعارا اقل من الشركة التي تتعامل معها الان. وبالفعل اقنعني ان ابدل الشركة وكان عربون شكر الشركة (وكما ادعى) ان يقوموا باستبدال كل مصابيح بيتي والتي هي مصابيح التنكستن العالي الاستهلاك والقصير العمر الى مصابيح ذات الاستهلاك الواطئ للكهرباء وذات العمر الطويل. ولكي يحفزني اكثر قال ان هذا الامر سوف يفيدك مرتين الاولى سوف يقلل صرفك للكهرباء وبالتالي تكون اجور الكهرباء اقل والثاني ان تلك المصابيح سوف تكون بدون مقابل (بلاش).

عندما ياتي شخص(هنا في الغرب) ويقول لك اني اريد ان اهديك شيئا بدون مقابل يكون سؤالك دائما وماهي الفائدة التي تعود عليك من هذا العمل! وبالفعل سالته هذا السؤال فاجابني انك باستعمالك هذه المصابيح سوف تقلل من استهلاك الكهرباء وبالتالي يعني تقليل كمية الطاقة المستعملة لانتاج هذا الكهرباء والذي نتيجته تقليل كميات الغازات المنبعثة عن احتراق تلك الطاقة والذي بالنهاية يؤدي الى تقليل تلوث البيئة بهذه الغازات التي هي مسؤلة عن الانحباس الحراري... واننا (الشركة) نحصل على نقاط تضاف الى حسابنا الجاري من كمية هذه الغازات التي نوفرها وبالتالي يمكننا ان نبيعها الى الشركات التي تحتاج الى تقليل انبعاث مثل تلك الغازات من مصانعها.. وللعلم عزيزي القارئ ان انتاج 610 كيلو واط ساعة ينتج 0.8 طن من هذه الغازات.

وبالفعل جاء احد الاشخاص وابدل اثنين وعشرين مصباح تنكستن بمصابيح ذات الصرف الكهربائي الواطئ. ان كل مصباح من هذه المصابيح يصرف 15 واط وقوة انارته تعادل مصباح التنكستن ذو الصرف الكهربائي 75 واط.

لو افترضنا ان عدد المصابيح التي تنير البيت في ان واحد في اليوم الواحد ليلا ونهارا هي خمسة مصابيح.من المصابيح ال 22 فمعنى ذلك ان مصروفي في الساعة الواحدة سوف يكون 75 واط. اذا قارنا هذه المصروفات بمصروفات نفس عدد مصابيح التنكستن الذي يكون مجموع صرفها بمقدار 375 واط نجد ان هنالك توفير في الطاقة المستهلكة يساوي 275 واط في الساعة الواحدة. اذا كانت تلك المصابيح تشتغل لمدة خمسة ساعات في اليوم نجد ان التوفير الحاصل من استعمال هذه المصابيح ومن بيت واحد يعادل 1375 واط ساعة. هذا التوفير من البيوت! اما المعامل والمحلات التجارية ربما يكون التوفير منهم اكبر بكثير.

ربما سائل يسال هي اين الكهرباء حتى نوفرها... فاننا نادرا مانراها؟ واجيب على هذا السؤال بان وزارة الكهرباء (وفي نباء جديد من وزارة الكهرباء) تنتج ستة الاف ميكاواط... اين تذهب هذه الطاقة المنتجة؟ والجواب تذهب في الاستهلاكات المتعددة ومنها الانارة المستعملة في كل بيت وبالكمية التي تصلها مهما كثرت او قلت. لايهم كم هي عدد الساعات التي تصل الى المستهلكين فان المواطن عندما تاتي تلك الكهرباء يصرف على الانارة ربما خمسة اضعاف مايحتاج منها... وذلك هو الهدرلمنتوج الكهرباء الثمين و الشحيح .

ان حقيقة الاستهلاك في العراق هي اكثر بكثير من المثال السابق لان المستهلك العراقي ربما يستعمل اكثر من خمسة مصابيح في ان واحد واكثر عدد من الساعات المذكورة في المثال السابق.

كيف يمكننا تحقيق هذا التوفير؟ الجواب بطريقين متوازيتين:1. يجب على وزارة الكهرباء ان تمنع استعمال مصابيح التنكستن في عموم العراق على ان تبدل جميع تلك المصابيح بمصابيح ذات الاستهلاك الواطئ. اقترحت في مقالة سابقة ان يجهز كل مستهلك ومع الحصة التموينية العدد المطلوب من المصابيح على ان يستبدله بمصابيح التنكستن.2. مساهمة من يريد الاستثمار في هذا المجال بتجميع نقاط تقليل غازات الانحباس الحراري وبيعها لمن يحتاجها. وعلى من يهمه الامر ان يعمل دراسته عن مثل هكذا مشروع

ان فائدة مثل هذه الاجرات هي انية النتائج وفائدتها طويلة الامد بالاضافة الى تعليم المواطن اهمية الترشيد ومنع الهدر الذي هو ضد الدين وضد المصلحة الوطنية.

ان التقدم الذي نتمناه للعراق يجب ان ينبع من حس وطني ومن شعور بالمسؤلية ولكن ومع الاسف نجد ان وزاراتنا ودوائر الدولة الرسمية تعمل بعقول مقننة وعلى روتين قاتل مثبط للعزائم وموقف لعجلة التقدم , هذا بالاضافة الى الخوف من اوربما الامتناع المتعمد عن الولوج في اي امر غير معهود وجديد.

ان الترشيد في الكهرباء وفي كل انواع الطاقة وتدويرالنفايات ضاهرة حضارية تعتمدها جميع الدول المتقدمة فهل يامكاننا اللحاق بهذه الدول.