المقالات

(( ما الذي يخشاه البطريرك نصر الله صفير اللبناني من شعبه ؟.))


حميد الشاكر

غريبة هي ظاهرة البطريرك الماروني نصرالله صفير اللبناني وهلعه الملفت للنظر من الحراك الطبيعي الذي يشهده شعبه اللبناني في هذه الاونة من انتخابات لبنان النيابية ، وفي الحقبة السابقة من تاريخ هذا البلد ايضا ؟!.والحقيقة ان الغرابة في الموضوع انه ومنذ فترة ليس بالبعيدة تاريخيا بدأ البطريرك الماروني اللبناني نصرالله صفير باطلاق نداءات او تصريحات او اعلانات .... او شيئ شبيه من ذالك تحذّر وبشدة من :(( ان الوجود اللبناني المسيحي في خطر وان زوالا حتميا وانقراضا متوقعا للمسيحية اللبنانية هي واقفة على الابواب !.)) مما دفع اللبنانيين انفسهم والمهتمين والمتابعين للشأن اللبناني ايضا بالتساؤل عن مغزى هذه التصريحات البطريركية ؟. ولماذا هي تشعر بالهلع على الوجود المسيحي اللبناني صاحب الوجود في لبنان منذ الاف السنين ؟. وما مغزر الطرح الماروني الموالي لسلطة السنيورة جعجع جنبلاك الان والذي يشبه كثيرا الطرح الصهيوني في الخوف على الوجود والشعور باقتراب زوال هذا الكيان من العالم ؟.

انا شخصيا وباعتباري من ضمن المتابعين للشأن اللبناني العام لاحظت هذه الظاهرة بقوّة ، وهي تنمو يوما بعد يوم داخل هيكل المارونية اللبنانية لاسيما منها زعامة البطرك نصر الله صفير الموالية لمجموعة 14 اذار الجنبلاطية الجعجعية الحريرية ، وتساءلت كباقي المتسائلين عن ماهية هذه الظواهر التي اجتاحت هذا البطرك الودود الهادئ ؟. ولماذا ؟. وماهي الاسباب ؟. ومتى بدأ هذا الهلع يظهر على هذا العجوز المسكين ويكبر في داخله يوما بعد آخر ؟.

وفي الواقع لم يكن لديّ من بد لمعرفة هذه الظواهر وكيفية نشأتها عند المارونية اللبنانية الحديثة الا ان اعود الى ملفاتي الارشيفية القديمة لارصد اول يوم بعد تاريخ الحرب الاهلية في لبنان بدأ بها البطرك الماروني نصر الله صفير بترداد معزوفة :( الخوف على الوجود المسيحي في لبنان ) وفي اثناء البحث والتقصي صادفت تصريحات المسؤولين ورجال الدين المسيحيين والمسلمين اللبنانيين في اول يوم من حرب الثلاثة والثلاثين يوما الوحشية التي شنتها اسرائيل على لبنان عام 2006 م ووجدت ما توقعته انه المفتاح الذي يحلّ الكثير من الغاز تصريحات البطرك نصرالله صفير ولماذا هو يشعر بكمية كبيرة جدا من الهلع على الوجود بدلا من شعوره بالطمأنينة كما نجده عند الزعيم الماروني الجنرال ميشيل عون هذه الايام !.

الحقيقة تبدأ عندما وفجأة سافر البطرك الماروني الى الولايات المتحدة من لبنان قبل ايام قليلة من بدأ حرب اسرائيل على لبنان ، وفي لقاء صحفي في الولايات المتحدة أتذكر ان البطرك نصرالله كانت في عينيه ومضة افق بعيدة وكانت ترى للبنان صورة مختلفة بعد الحرب ، وعندما سأل : هل ستعود الى لبنان بعد هذه الحرب ؟.اجاب البطرك وبكثير من الثقة ب : نحن اهل هذا البلد وبعدما يطرد الغرباء فيه سيكون لبنان فقط لاهله !!.طبعا لم اشك انذاك لحظة ان مقصود البطرك الماروني نصر الله صفير كان يقصد بالغرباء وطردهم من لبنان (( حزب الله )) وقياداته وكوادره ، باعتبار ان حرب اسرائيل وشعارها انذاك كان هو :(( طرد حزب الله من الجنوب ودفعهم للجوء الى سوريا اذا لم يتم القضاء عليهم ، وتسليم الجنوب اللبناني للكتائب اللبنانية وعودة جيش العملاء وتنظيف الجبهة الشمالية لاسرائيل ( فلسطين ) من جيوب المقاومة اللبنانية ))!!.

عندها فقط ادركت ان هناك مخطط متكامل لهذه الحرب الاسرائيلية على لبنان ، وان هناك الكثيرين في اميركا وفي لبنان واسرائيل وايضا دول عربية كانوا على علم بهذا المخطط من وراء الحرب وبما فيهم البطريرك الماروني نصر الله صفير ، بدليل ان البطرك في تصريحه كان على علم ولديه صورة واضحة الى لبنان بعد الحرب بلا حزب الله ومقاومته والحاضنين له في الجنوب من شيعته وانصاره !.

والى هنا وبهذا المعنى ذُهلت مرة اخرى عندما اكتشفتُّ بعد ذالك ان تصريحات البطرك الماروني نصر الله صفير ب : خوفه من زوال المسيحية من لبنان قد ابتدأ مباشرة بعد فشل الحرب الاسرائيلية في الوصول الى اهدافها الغير معلنة ، وان اسرائيل وبالعكس من ذالك خرجت من حرب الثلاثة والثلاثين يوما وهي تجر الهزيمة معها ، وان حزب الله وشعبه بدلا من ان يطرد من لبنان قد انتصر ليخرج من المعركة اكثر ثباتا في ارضه واعز جانبا واكثر رعبا لاسرائيل فضلا عن ذيولها والتابعين لها في لبنان والمنطقة والعالم !.ومنذ تلك اللحظات العصيبة بعد فشل الحرب الاسرائيلية على لبنان بدأت تصريحات البطرك نصر الله صفير بوتيرة تعلو يوما بعد آخر حول :( الخوف من تهديد انقراض المسيحية اللبنانية من لبنان ولم تزل حتى اليوم؟).الان السؤال : هل ان تصريحات البطرك الماروني نصر الله صفير هي تعبير حقيقي عن الخوف على الوجود المسيحي في لبنان ؟.ام ان البطرك الماروني حمل عقدة المشاركة في الحرب على شعبه او مكوّن من شعبه المتجسد في حزب الله في الجنوب ، ولهذا السبب وبعد فشل المؤامرة الصهيونية يشعر البطرك ان وجوده هو الشخصي وليس الوجود المسيحي مهدد بالانقراض من لبنان ، ولهذا يطلق بين الفينة والاخرى البطريرك الماروني نصر الله صفير مقولة :( وجود لبنان مهدد بالخطر ؟.) .

نعم الكثير من المسيحيين اللبنانين من الموارنة وغيرهم يشعرون بالامان مضافا له بازدهار المسيحية اللبنانية المارونية بالخصوص وهذا ما نلمسه بعنف لحركة الجنرال ميشيل عون صاحب الثورة البرتقالية في لبنان المتعايش طائفيا ، وهذا مايجيب بصراحة كذالك على تخوفات البطرك الغير مبررة على وجود لبنان المسيحي ، والذي ايضا تدفع حقيقة مخاوف هذا العجوز الماروني الطيّب !!.

تمام يبقى الشقّ او الجانب الشخصي في موضوع تخوّف البطرك صفير وحمله لعقدة بناءه السابق قبل الحرب لصورة لبنان بلا شيعة حزب الله في الجنوب ، وتفاجأه بتغيّر المعادلة وانقلاب الطاولة على رأس اسرائيل واحبابها في لبنان بعد الحرب ، وبقاء حزب الله اقوى من السابق .......الخ ، كل هذا ربما يشكل هاجس نفسي وروحي للبطرك المراهن في عالم السياسة ، والذي خسر الرهان بجدارة ، لكنّ هذا الهاجس لايمكن لاحد ان يزيله من داخل نصرالله صفير ابدا ، لاسيما ان تصريح : الخوف على وجود لبنان المسيحي ؟، لدى البطرك يدلل على ان مرض الهلع داخل هذا الانسان وصل الى مرحلة عضال ليس في مقدور احد في هذا العالم وحتى خارجه من رفعها من خيال البطريرك نصر الله صفير اللبناني ، بل يبدو ان هذه الاشكالية وخوف هذا العجوز الطيّب سيلازم البطريركية اللبنانية الموالية لسلطة الحريري وجعجع وبقايا جنبلاط الى اخر يوم في حياته ليودع العالم وهو خائفا من فقد الوجود من لبنان !!!.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
علاء العتبي
2009-06-08
يقصد أغلب اللبنانيين بالغرباء الجيش والمخابرات السورية التي كانت جاثمة على الأرض اللبنانية وقد جربنا بأنفسنا حب وود ولطافة سوريا على بلدنا بأرسالها البهائم الأنتحارية التي كانت تزرع الورود والحب السوري ولكن على جثث أبنائنا وهنيئا للبنان أن تخلصت من الأحتلال السوري البغيض
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك