المقالات

البرلمان ...انفصام في الشخصية!


علي الخياط

التجربة البرلمانية العراقية التي تعد تجربة حديثة بالنسبة للدول والحكومات الديمقراطية، حققت جملة من الانجازات المهمة، وخاصة في سن القوانين واجراء الانتخابات وكتابة الدستور ،ومن خلال الدور المهم في مراقبة عمل الحكومة وفي المجال التشريعي، أن العمل الحقيقي للبرلمان هو داخل اللجان المنبثقة منه والتي تدير الدفة في الاتجاهات المطلوبة والمهمة، بالنظر لكون العمل في إطارها يتطلب جهدا كبيرا من أعضاء البرلمان، وتشكيل لجان تقصي الحقائق بخصوص قضايا معينة، علاوة على الدور الذي تضطلع به في ما يتعلق بالدبلوماسية البرلمانية التي تساهم في الدفاع عن القضايا العالقة والمهمة والمستجدة، ومن خلال المتابعة لعمل البرلمان تظهر العديد من الجوانب السلبية المرتبطة بنشاط البرلمان مثل الغياب المتكرر عن الجلسات، والتصفيات السياسية التي يمارسها النواب فريق ضد الفريق الآخر. ومجلس النواب بصفته الممثل الحقيقي المنتخب من قبل الشعب ، عليه الابتعاد عن التكتلات الطائفية والولاءات الفئوية والمحاصصة الحزبية في تسيير اعمال المجلس، والتصدي للمفسدين والارهابيين وخاصة من النواب المتهمين اولا ورفع الحصانة عنهم ثانيا حتى يتسنى للمجلس القيام بواجبه كممثل حقيقي للشعب ، فان اطروحاته ستلاقي قبولاً لدى المجتمع ، ومصداقية في خدمة العراق وشعبه.

كثيرةٌ هي الدعوات التي تطالب اليوم باستدعاء او استجواب او مسألة هذا الوزير او ذاك ، واغلب هذه الدعوات تحمل في طياتها الازدواجية في الطرح،وما دعواتهم الا محاولة للاطاحة بالاخر وتصفية حسابات سياسية فاحدى الكتل تطالب باستجواب هذا الوزير الفلاني لانه رفض ان يعين ما ارسل له أو اكتفى بتعيين قسم منهم حسب الاستحقاقات فراحوا ينتظرون الفرصة المناسبة للانقضاض عليه، وصار البرلمان كأنه ساحة تصفية حسابات، وليذهب الشعب وارادته للجحيم، وهذا ما يؤيده المتابع للواقع البرلماني، ففي البرلمان مطلوبين بقضايا ارهابية مؤكدة، المطلوب رفع الحصانة الممنوحة لهم من المجلس، ولا بد ان يكشف اوراق المتورطين مع الارهاب وبشكل علني، ويكفي التستر على امثال هؤلاء ومجاملتهم، ويكفي الشعب ماقدم من تضحيات و ما نزف من دماء بسبب فتنتهم الطائفية، هنالك الكثير من الوقائع الدامغة والملموسة التي تدين اعضاء في مجلس النواب سواء بتورطهم المباشر في دعم او مساعدته اوالتستر على بؤره وتضليل العدالة.. ومن المؤسف ان يكون شخص على مستوى وزير او عضو مجلس النواب (ممثل الشعب)متهم بالارهاب او الفساد الاداري ،وبعضهم من ثبتت التهمة ضده ،فهرب الى خارج العراق مستغلا جهات تدعمه وتدافع عن ارهابه ،ويصل الامر الى الاعتقاد ان الله اعمى بصيرة من يدافع عن قتلة الشعب ،فلا ينظرون الى الوسائل الدامغة لجريمته ،والادلة الملموسة التي تدينه واعترافات شركاءه بالجرم،ان اطلاق العنان لقتلة الشعب من المستترين بمناصبهم الحكومية وحصانتهم الدبلوماسية والبرلمانية، واعطائهم الحرية في العمل والتصرف فيخدشون الناس ويقتلونهم ويهجرونهم وماخفي كان اعظم من اعمال هوجاء يتمادون فيها ظنا منهم ان لااحد يستطيع ملاحقتهم ،والقبض عليهم (لانهم فوق القانون)ثم يستثيرون عاطفة (عصبيتهم الطائفية)حين تكشف على الملأ جرائمهم المخزية ،امر لايمكن السكوت عليه ولايمكن ان نتقبل تهديد هؤلاء (الشركاء بالجرم)ممن يدافعون عن المجرمين والهاربين من العدالة ،من سياسيين او برلمانيين او ممن يحملون اي تسمية اخرى ان القانون فوق الجميع ومن يهرب منه متهم ويجب ان نطالب به في اي مكان كان او تحت حماية اي دولة اخرى والهاربين امثال الوزير الهارب اسعد الهاشمي اوالنواب الاخرين ممن ثبت عليهم الجرم بالارهاب،مثل مشعان الجبوري وعبد الناصر الجنابي وغيرهم من يسكنون في عواصم عربية او اوربية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك