المقالات

السجال العقيم


ميثم المبرقع

يبدو ان بعض السياسيين مازال مولعاً بفن المغالطة واللعب بالالفاظ واشغال شعبنا بدوامة الازمات الكلامية والمفاهيمية كمادة دسمة للفضائيات التي تتربص اقوال وتصريحات المسؤولين وتنفخ فيها لاثارة مشاعر المواطنين بقضايا غير ذات جدل وغير مهمة ولا يترتب عليها أثر في الواقع كمن يناقش الملائكة ذكور ام اناث او البيضة من الدجاجة او الدجاجة من البيضة في سفسطة كلامية لا ثمرة فيها ولا جدوى منها.

وضع العراق الجديد ومناخاته احياناً تشبه مخازن بارود قابلة للانفجار في كل لحظة وفتيلها التصريحات التي تؤكد الهواجس والمخاوف في وقت ان العراق بحاجة الى ايجاد حالات من الثقة المتبادلة بين مكوناته. لا يمكن ان نتغافل عن خصوصيات ومكونات ابناء شعبنا ولا يمكن ان نغض النظر عن الواقع العراقي وما عاشه في مراحله السابقة من الظلم والظلام الطائفي وتحكم عصابة بمقدرات العراقيين. لا يمكن ان نعيش في احلام وامال مثالية ونزعم ان العراق تعافى تماماً من الخوف من الماضي القريب الذي دفعنا به الثمن غالياً في واحد من ابشع حقب العراق السياسي المعاصر.

نعتقد ان الكلام والاعلام بداية لكل مصائبنا وكوارثنا ورب كلمة سلبت نعمة كما يقال واول الحرب كلام وهذا ما يجعلنا حذرين تماماً من اطلاقات الكلام العائم والغائم الذي يكرس المخاوف ويعمق الشد الطائفي. هناك حقائق معلومة اثبتها الواقع السياسي الجديد في العراق واصبحت هذه الحقائق واقعاً لا يمكن تغافله بعد انهيار المعادلة السابقة ولكن ليس من المفيد التأكيد على هذه الحقائق بالاعلام مازالت الممارسة الواقعية تؤكدها فان الاشارة اليها قد يثير حساسية الاخرين ويزيد من مخاوفهم واوهامهم فلنترك الواقع والممارسة هي التي تحدد حقيقة ما كنا نغض الطرف عنه وصناديق الانتخابات هي الكفيلة في تأكيد هذه الحقائق على ان ذلك لا يمكن ان يقودنا الى صراع ارادات وقناعات تفرزها النوايا وازمة الثقة بيننا وقد جربنا جميعاً ما حصل بعد السقوط وكيف دفع شعبنا الثمن غالياً.

احياناً العاقل تكفيه الاشارة وليس وضوح العبارة فنأمل ان لا تقودنا هذه السجالات الى تعميق ازمة الثقة ونكون كمن وضع عموداً امام داره فقيل له ما سبب وضع هذا العمود فقال لكي اعلق الفانوس عليه ثم سئل عند جدوى تعليق الفانوس فقال لكي لا يرتطم المارة بالعمود!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك