المقالات

رسالة الى النائب عبد الهادي الحساني


داوود السعيد

مما لاشك فيه ان الشعب العراقي هو شعب واع ويعرف جيدا ويشخص من يعمل لمصلحته ومن يعمل خلاف ذلك ..ومهما سكت هذا الشعب على اخطاء السياسيين وممارساتهم وممن اقسموا بشرفهم ومعتقدهم ودينهم على الأخلاص فأن سكوتهم ليس الى الأبد .. ولاشك ايضا ان الشعب العراقي كشعب مسلم في غالبيته يضع ثقته في من يعلن انه اسلامي او يمثل حزبا اسلاميا ويضع كلام الله نصب عينيه في السلوك الشريف والممارسات التي ترضي الله ورسوله ..لأنه يضع ( الله ) وشريعته حكما ..ولاخلاف ان حزب الدعوة هو احد هذه الأحزاب المناضلة الثائرة الشريفة ، حزب التضحيات وقوافل الشهداء ..

بعد هذه المقدمة اخاطب النائب في البرلمان عبد الهادي الحساني عن حزب الدعوة تعليقا على تصريحاته الأخيرة حول وزير التجارة السابق المتهم السوداني والتي دافع فيها عنه ووجه في الوقت نفسه اتهامات للمجلس الأعلى ..واقول له :ان السؤال هو كيف يمكن لهذا الشعب ان يقبل من وزير يمثل حزبا اسلاميا ويضع الدين والشرع والورع والتقوى والتاريخ النضالي نصب عينيه ثم يظهر على حقيقته على انه مجرد سارق وخائن للأمانة ..وقد اجمعت الأدلة والوقائع وصبر العراقيين خلال المدة الماضية على فشل هذا الوزير على اقل التقادير وسوء ادارته وكره الشعب له ..

ومادام الشعب العراقي قد رفض هذا الشخص وشطبه ...فأني اقول لك ياسيد عبد الهادي ان من الخطر واللعب بالنار ان تأتي انت لتقف في وجه التيار الشعبي العارم الذي ادان الوزير ..وهي حكمة لكل سياسي: حذار ..حذار من الدفاع عن من يدينه الشعب او يرفضه ويكرهه..

ولقد قرأت باستغراب شديد بصفتي مواطنا واعلاميا تصريحاتك وحماستك لهذا الوزير الذي يقبع الآن في سجن مع صغار السراق وابناء الشوارع ..وقد تنصل عن شهادته ومنصبه وجاهه وسلطانه وشيب شعره ليمثل امام القاضي مذلولا مدحورا بعدما حاول الهرب كأي لص متلبس ..ومالبثت ان طلعت علينا بفرية مضحكة قائلا : كلا ان الوزير لم يهرب بل كان يريد السفر لمعالجة زوجته ... ثم كانت الطامة الكبرى : ذلك الفيلم المقزز والذي يدفع للأشمئزاز الذي تناقلته مواقع الأنترنيت لحفلة ماجنة ورخيصة شبيهة تماما لتلك الحفلات الماجنة التي كان يقيمها المقبورون عدي وقصي ووطبان وبرزان وغيرهم ..لاتختلف قيد شعرة ..واسأل النائب عبد الهادي : ترى ماهو الفرق بين هذا وذاك ياحضرة النائب ؟

لماذا تكون الحفلات الماجنة لعدي وقصي وغيرهما مدانة بينما نفس الحفلات الماجنة لأشقاء الوزير المحترم ومدير مكتبه مقبولة عندك ,.. ؟ وانت لاتكتفي بالدفاع عن الوزير اللص وجوقته بل انك تجد لها مبررا كما جاء نصا في تصريحك لراديو سوا يوم امس اذ تقول (اؤكد على ضرورة احترام الحريات الشخصية،و أن القانون العراقي يحفظ للناس هذا الحق)..فهل هذا المجون والأنحطاط الأخلاقي صار مباحا اليوم ومن باب الحرية في عرفك وعرف الحزب الذي تنتمي اليه مثلا ؟ وهل يعني ذلك ان هذه الممارسات الرخيصة صارت مباحة لكوادر الحزب او على الأقل اشقائهم ومدراء مكاتبهم ..نورونا ياسعادة النائب فنحن لانعلم يهذا التطور الجديد ..ثم تمضي في دفاعك المستميت عن هذا الباطل واهله اذ تقول الأذاعة نفسها نقلا عنك (ونفى الحساني حضور عبدالفلاح السوداني حفلة الرقص تلك، مؤكدا أنها حصلت بمناسبة زواج أحدهم، مضيفا أنه يتعين التمييز بين السوداني وظاهرة الفساد في الوزارة، رافضا ربط الوزير المستقيل بالرقص الشرقي !!) .

هذا يعني ان لديك معلومات ان الحفلة الراقصة الماجنة كانت لأحدهم ..ومن هو ياترى هذا الذي تسميه (احدهم ) ؟ ولماذا تذود ذود الأسود عن اشقاء الوزير سراق قوت هذا الشعب المظلوم وتتستر عليهم ؟ مامصلحتك في ذلك ؟ واذا كنت تدافع عن الحق فلم لم تدافع عن سراق آخرين من وزراء هاربين اذا كنت متخصصا بالدفاع عن وزير مطلوب للعدالة باسم الشعب ؟

ومن المؤسف انك وبطريقة مضحكة تحاول صرف انظار الشعب العراقي عن هذه القضية المخزية لتثير سؤالا مضحكا هو : من سرب هذا الفيلم ؟ واصبحت مهمتك كنائب خاضع للقسم للأخلاص للشعب والدفاع عن حقوقه ..صار واجبك هو التحري عن من سرب الفيلم الفضائحي هذا لمحاسبته من قبلك ومن قبل الوزير المتهم القابع في السجون ..طيب لو لم يتسرب هذا الفيلم وتم التكتم عليه وانت عارف به ..هل ستكون مرتاح الضمير ؟ وهل تكون بذلك قد اخلصت لدماء الشهداء والضحايا والمشردين ومبادئ حزب الدعوة ؟

ثم تطور القصة المضحكة هذه لتفتعل معركة وتحرض ضد المجلس الأعلى وتهدد وتتوعد بالمقاضاة متهما المجلس بتسريب الفيلم المخزي ..وكان حري بالمجلس في نظرك مثلا ان يكتفي بالتفرج على الفيلم اذا ما عثر عليه .. وتوجيه كتاب شكر وتقدير لعبد الفلاح السوداني واشقائه اللصوص ومدير مكتبه محمد حنون ..اليس كذلك ؟ اكنت ستفرح وتكون مرتاح الضمير ؟ واني اقول واثقا ان قولي هو مايقوله كل عراقي : ان بورك بالمجلس الأعلى وبأية جهة سربت هذا الفيلم الذي اخزى واذل من يحاولون ان يكذبوا علينا ويخدعوننا بمنح انفسهم عصمة كاذبة بتسترهم خلف شعارات مزيفة وسرقتهم مبادئ حزب مضحي وعظيم هو حزب الدعوة ..مازال له رجالاته الشرفاء رغم وجود من هم غير ذلك من صغار النفوس ..

بورك بمن سرب الفيلم ويسرب كل وثيقة تفضح هؤلاء السراق الصغار والمدافعين عنهم .. واستدرك لأقول انني والله لست من المجلس الأعلى ولا عضو فيه ولكنني مناصر لكل حزب شريف وكل وسيلة اعلام شريفة وحرة وكل عراقي يفضحكم ويعريكم امام الرأي العام ..سواء اكان المجلس او غيره ..

وفي الختام اقول ..وانا مسؤول عن كلامي : لوكان هنالك قضاء عادل لقام بأسقاط الحصانة عنك ياسيد عبد الهادي ولساقك للمحاكم فورا ..لسببين : الأول هو محاولتك تضليل العدالة والرأي العام وتدخلك في قضية هي بين يدي القانون و القضاء والسبب الثاني هو منصارتك لثلة من المتهمين ودفاعك عنهم مما يثير كثير من التساؤلات عن مصلحتك في ذلك ودوافعك وكذلك يبدو من تصريحاتك انك على علم بتفاصيل تلك الحفلات الماجنة بدليل انك تقول عن احدها انها حفلة لأحدهم وان هنالك شخص تعرفه كان يحتضن الراقصة واسمه علي المالكي ..اليس كذلك ؟ وهذا يتطلب في الحد الأدنى ان يقدمك الحزب الذي تنتمي اليه وهو حزب الدعوة الى التحقيق لأنك اسأت اساءة بالغة لسمعته وتاريخه النظيف بدفاعك المستميت عن ارباب المجون والخلاعة وسارقي قوت الشعب وخائني الأمانة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
حميد عبد الحميد
2009-06-02
اليس مجلس النواب هو الذي استجوب السيد الوزير المستقيل ؟!!! وهل ان مجلس النواب كل اعضاءه هم اعضاء في المجلس الاعلى الاسلامي العراقي ؟!!!
العراقي المحترق على بلده
2009-06-02
الذي يدافع عن المفسد والسارق فهو قرينه والذي يدافع عن الماجن بقوت الشعب المسكين فهو شريكه والغريب انه ينتمي الى جهه محسوبه اسلاميه هذا نفاق وتزلف بأسم الدين والظاهر الوزير المحسن كان يحسن للحساني والانسان اسير الاحسان ولكن بطريقة شيلني وشيلك تبقى الحكومه حكومه عرجه السوتنه للعالم فرجه ماطول المسؤل فاتح خرجه
مراقب انكليزي
2009-06-02
اما ان الاوان لهذا المتصابي الحساني ان يسكت بدلا من ان يروج للفساد والمفسدين وهو يربت على كتف محمد حنون واشقاء الوزير ولكن يبدو ان هذه الشلة متسترة على افعال الحساني وهو يخشى الفضيحة/شكرا للكاتب داوود السعيد وشكرا لكل غيور من المجلس الاعلى او غيره لفضح هؤلاء المفسدين
د.سلام عبد الزهرة الفتلاوي
2009-06-02
بسمه تعالى الى جميع الاخوة في الاحزاب الدينية الحاكمة احذركم من دخول العفلقية الى احضانكم والتبوء لمناصب عالية والتأثير على المجتمع حيث يقال ان محمد حنون مدير مكتب السوداني هو بعثي مجتث وقد حصل على استثناء عن طريق ..وهو لم يستطع ان ينسى اخلاقه البعثية لذاوقعت افعاله على السوداني وافعال السوداني وقعت على الحساني وحزب ابو رياض المهندس الذس هو بدوره سرق المطبعه في وزارة الامن الوطني وابنه المطلوب في قضايا عديدة اقول احذر المجلس وبدر من تغلغل البعثية اليهم وسلاما الى ارواح السيد الحكيم المقدس
علي الحماد
2009-06-02
بارك الله فيك اخي الكاتب لقد احسنت واجدت وقلت الحق نعم لقد عادت الجاهليه في نصرة الاخ ظالما او مظلوما و الكن هذه المره عادت بثياب اسلاميه مزيفه اليس من حقنا الان ان نعتب على السيد المالكي(نوري و ليس علي) لانه الامين العام للحزب وهؤلاء اعضاء سيئين في حزبه فيجب عليه ان يعلن موقفه منهم ليحفظ سمعته الطيبه ويثبت للجميع حرصه على العراق والعراقيين اولا واخرا
مرتضى الخفاجي
2009-06-02
الحمد لله رب العالمين,,قل جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا) صدق رب العزة...للعلم ان اللص والحرامي منبوذ عند الاشراف وممن يخافون الله وممن لهم خلق ومبادئ ..وانا والحمد لله ممن قاتل النظام المقبور وانا ولله الحمد من ذوي المقابر الجماعية ولحد هذه اللحظة لم احصل على اية حقوق ولم يطرق بابي اي لص (عفوا مسؤول)لان من صادر حقنا هؤلاء اللصوص ومن يدافع عنهم قطعا شريك .صدام اللعين قتل اشراف العراق لانهم حريصون على مستقبل العراق اما السوداني والحساني فهم لصوص لصوص لصوص مع سبق الاصرار والترصد.ولا تحسب
مزهر
2009-06-02
فلاح السوداني كان ولي نعمة الحساني ولولا السوداني لما دخل العراق الحساني فلا تستغربوا هذا الدفاع الحميم على الصديق وولي النعمه هذا دفاع مصالح وليس دفاع انسان مخلص الى انسان او الى شعب ولعلمكم الحساني وامثاله سوف يكونوا اول الهاربين اذا حمى الوطيس نحن نعرفهم عندما كانوا في لندن كانوا قليل العمل وكثيري الكلام هؤلاء لاينفعوا هؤلاء شيمتهم الانشطار والتفرقه والعروش الخاويه مثل الشجره الخاويه الفارغه التي غصونها فارغه وفارعه الى السماء لاتحمل ثمر انه من نكد الدنيا الحساني وامثاله يتسلطوا على العراقيين
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك