من المعروف لدى الجميع أهمية المطارات ودورها في مد جسور التواصل بين دول العالم حتى أنها واجهة البلد التي من خلالها تتكون لدى الداخل اليه صورته الأولى عنه من خلال عدة أمور منها بناية المطار والخدمات المقدمة فيه وتعامل موظفيه مع المسافرين القادمين اليه والمغادرين منه إضافة الى أمر أساسي وهو الألتزام والدقة بالمواعيد .
أما عندنا في العراق فقد تكررت في الآونة الأخيرة عملية اعادة الطائرات بعد اقلاعها من مطار بغداد الدولي " سابقا " " كراج العلاوي حاليا " لأن على متنها إما نائب هارب أو وزير متهرب , وهذه القضية تذكرني بأيام زمان عندما كنا نسافر بالباصات بين محافظة وأخرى وفي الطريق بعد أن يتم جمع الأجرة " الكروة " ويجد السائق فيها نقصا يهدد الركاب بالعودة الى الكراج ولكن لم يحصل في يوم من الأيام أن نفذ أحد السواق تهديده ورجع بالركاب الى الكراج .لقد كنت أتحامل كثيرا على شركات الطيران التي تنقل المسافرين من مطار بغداد بسبب الأجور المرتفعة التي تباع بها التذاكر مقارنة باجور النقل بين الدول الأخرى , وكنت أستشيط غضبا من شركات التأمين التي تقف وراء هذه الأرقام الكبيرة بسبب الرسوم العالية التي تفرضها على شركات الطيران التي تنقل المسافرين من والى العراق . وأما اليوم فقد أصبحت أشفق على تلك الشركات وأقول " الله يساعدهم لأن لعبنه بيهم طوبه " .أن هذه المهزلة تقع مسؤولياتها على عاتق الحكومة التي تترك الحبل على الغارب لكل مطلوب الى أن تصدر بحقه مذكرة إعتقال , ومن البديهي أن أي مطلوب سيبادر الى الهرب بأقصى سرعة ممكنة ليتفادى الوقوع في قبضة القانون مستثمرا الفرصة الذهبية المتمثلة بالفاصل الزمني ما بين توجيه الأتهام إليه سياسيا وإعلاميا وبين صدور مذكرة الأعتقال . لذا كان من المفترض أن تضع الحكومة كل من تحوم حوله الشبهات تحت المراقبة المشددة الى أن يحسم القضاء قراره بشأنه فأما ان يكون غير مذنب وترفع عنه المراقبة , أو مذنبا فيلقى القبض عليه بسهولة ويسر " وبدون فضايح " .
أن استمرار حالة اللامبالاة من قبل الحكومة وتكرار عملية اعادة الطائرات بعد اقلاعها سيسيء ليس الى سمعة المطارات العراقية فقط وإنما سيسيء الى العراق حكومة وشعبا ويجعل منه مثارا للسخرية لدى أسوأ بلدان العالم وأكثر شعوب الأرض تفاهة ويضحك عليه " اليسوه والميسوه " .
https://telegram.me/buratha
