المقالات

هل سيعتذر حزب الدعوة نيابة عن السوداني ؟


مهند حبيب السماوي

لن يماري أحد في تاريخية حزب الدعوة وتوجهات أفكاره الدينية وجهادية عمله في الفترة التي خاض فيه نضال ضد النظام السابق وكيف ساق الأخير رجال الدعوة وقياداته إلى أعواد المشانق أبان مرحلة التصفيات الجسدية التي شُنت على أنصاره الذين كانوا مثل " سنابل قمح تتمايل في ليلة صيف مقمرة "على حد تعبير أخر إصدارات حزب الدعوة الإسلامية .هذا كله لا يخفى على أي متتبع ومراقب بسيط لتاريخ الحركات السياسية في العراق سواء كانت دينية أو علمانية التوجه أذا ما توخى الموضوعية والحيادية في قراءة خارطة هذه الأحزاب والتيارات .ومنذ سقوط النظام السابق على يد القوات الأمريكية عام 2003 ورجوع الأحزاب والقيادات السياسية إلى العراق وتسنمها مواقع قيادية ومسئولة فيه ..منذ ذلك الوقت بدأت توضع تلك الأحزاب على المحك حيث قامت الأخيرة بترشيح بعض قياداتها وأعضاء مكاتبها السياسية لتولي زمام وزارات ومناصب مهمة في الحكومة وبالتالي أنتقلت هذه القيادات والأحزاب من أرض المعارضة إلى ساحة الحكم ...ومن فضاء النظريات والرؤى التي رسمتها أدبياتهم السياسية إلى معترك التطبيق والعمل .للأسف ، ونقولها بحسرة شديدة ، قام بعض قيادات هذه الأحزاب بالإساءة الشديدة إلى تاريخ أحزابها ونضالها ودماء شهدائها حينما ظهرت ملفات فاسد مالي وأداري هائلة في وزارتهم أو دوائرهم التي تسنموا قيادتها ... والأنكى من هذا أن بعض من هؤلاء المتهمين بالفساد ينتمي لأحزاب سياسية دينية تتحدث باسم الإسلام .وما حدث في وزارة التجارة أمر واضح وجلي على هذا النموذج الذي نتحدث عنه .. فالذي حدث، في رأيي الشخصي، غير مقبول مطلقاً بحق وزير التجارة أولاً وحزب الدعوة- تنظيم العراق ثانياً الذي شاهدنا أعضاءه في البرلمان يدافعون عن فلاح السوداني ويقفون معه ويحاول بعضهم تعكير الاستجواب كما نبه إلى ذلك السيد فرياد راوندوزي الناطق باسم التحالف الكردستاني حينما كان عبد الهادي حساني وهو عضو حزب الدعوة يعرقل الاستجواب !.الشعب العراقي تابع الاستجواب وظهر له جليا تقصير وزير التجارة في هذه القضية بل أنني ومن وجهة نظر صرفة لم اجعل من الاستجواب وما حدث فيه معيارا يكشف لي الفساد الفظيع في وزارة التجارة !بل كان معياري الوحيد هو ما يأتي للفقير العراقي المسكين من مواد غذائية في حصته التموينية نهاية كل شهر ،أن جاءت أصلا في وقتها ،فهي مفردات اقل ما توصف بأنها بائسة ومن مناشئ غير أصلية وعن طريق مقاولين تكون لهم نسبة كبيرة في الربح على حساب الجودة .وقبل أن يًقال السوداني سارع الاخير لتقديم استقالته لرئيس الوزراء الذي بدوره قبلها في خطوة أثارت ردود فعل غاضبة عند بعض البرلمانيين وعدوها خطوة غير دستورية ولا قانونية حيث كان هؤلاء ينتظرون إقالته لا استقالته وبالتالي احتفاظه بكامل حقوقه !ثم حدث الذي توقعه الكثير حيث اعتقلت أجهزة الأمن العراقية السبت السوداني، كما نقلت ذلك وسائل الإعلام الذي ذكرت أن رئيس لجنة النزاهة بمجلس النواب، الشيخ صباح الساعدي، قال أن سلطات الأمن في مطار بغداد الدولي طلبت من قائد الطائرة العودة إلى المطار مرة أخرى، حيث تم إلقاء القبض على الوزير السابق، بموجب مذكرة توقيف صدرت بحقه السبت.والآن هل يسمح لي حزب الدعوة-تنظيم العراق أن أساله الأسئلة التالي ؟هل يمكن أن تعتذروا نيابة عن فلاح السوداني وتقدموا درسا رائعا في ثقافة الاعتذار ؟أم يبقى حزب الدعوة يدافع عن فلاح السوداني على الرغم من وضوح تقصير وزارته بشكل لا مجال فيه للشك مطلقاً !هل يعلم أعضاء حزب الدعوة ماذا سيقول الفقير العراقي عنهم وهو يراهم يدافعون عن وزير التجارة ؟وأيهما أفضل للدعوة ...الدفاع عن فلاح السوداني أم الدفاع عن فقراء العراق ؟أنا أعتقد أن على الإخوة في الدعوة أن ينتبهوا إلى أصداء وتداعيات الفساد في وزارة التجارة في الشارع العراقي ولدى الفقير المسكين الذي بدأ ينظر بتوجس وشك من الأحزاب الدينية التي لم تقدم ما يطمح له !
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
Army
2009-06-01
نعم على حزب الدعوة ان يعتذر . وبغض النظر فالحركات الاسلامية صاحبة التاريخ الجهادي الحق والمشرف لم تكن موفقة في اختار البعض من قياداتها او الكثير من كوادرها الوسيطة . لا نعرف سبب وجيه لذلك هل هو نتيجة فترة الانقطاع الطويلة بين كوادر الخارج والداخل وتدافع الوصوليين والانتهازيين؟هل هو النيه الصافية للقيادات بحيث لم كانت تاخذ الاعمال على سبعين محمل؟وغيرها لماذا وقعنا بفخ المخططات والمؤامرات ؟ لماذا اصبح اليوم البعثيين والارهابيين ومن عطل مسيرة دولة وشعب في الخانة المنسية ليصبح الحديث عن الفساد؟
عراقي
2009-06-01
دعونا من الاعتذار وعدمه ولتستمر الحكومة ولو في اواخر اشهرها المتبقية بتفعيل كل اوامر القاء القبض والتحري عن كل من سولت له نفسه الدنيئة بأذية هذا الشعب المظلوم وسيرون ان الله كيف ينصرهم حتى لو اجتمع عليهم كل خفافيش الشر وسينهض الشعب معهم كما نهض وولاهم امره واما اذا كان مافات من تهويل اعلامي وتصفية حسابات شخصية ليس الا فالويل لهم من الله ومن الشعب وحتى لو استلزم الامر تغيير كل الوجوه او غالبيتها للمصلحة العامة مرة واثنين الا ان يثبت الاصلح وهذا البلد الذي انجب هذه القيادات لا اعتقد انه لاينجب غير
علي بكلوريوس اقتصاد وسياحة ودبلوم ادارة وقيادة
2009-06-01
خوفي من يتم استجواب الوزراء واعضاء البرلمان وان يكون الاتجاة سياسي انة سلاح ذوا حدين احسن حل هو الغاء وزارة التجارة وجعلها وزارة اقتصاد اما الحصة التموينية فيجب ان تكون من ضمن المساعدة الاجتماعية وتوزع على الفقراء على شكل اموال وعندما تكون وزارة اقتصاد فسوف تهتم بالاقتصاد العراقي وحماية المنتج والمستهلك اما ان نشتري مواد ونوزعها بهذة الطريقة سوف لا نتخلص من الفساد المالي وهل وزارة الخارجية افضل او وزارة الاسكان والسكن الغير موجود ام وزارة الصناعة اوالنقل هذة وزارات فيها تقصير وفساد واضح ومبطن
محمد علي
2009-06-01
بكل أمانة وبكل محبة للشعب العراقي وبدون مجاملة لن يستقيم حال العراق الا بآل الحكيم ومن والاهم للاسف بدأت تسقط اقنعت الافراد المحسوبين على حزب الدعوة واحزاب اخرى , وحينما يطل علينا من ينتقد حكم العراق من قبل المعممين ويقصدون بذلك المجلى الاعلى الاسلامي بقيادة الحكيم الذين ضحوا بأنفسهم واولادهم واموالهم وارضهم لكي يصبح العراقي حر ومعزز ومكرم في بلده .... لكن المساكين صدقوا فعل رجل واحد وتركوا افعال مجموعة رجال اشداء ومخلصين لبلدهم ....الله ينصركم ياآل الحكيم ياشرفاء ياغيورين على بلدكم وشعبكم .
بنت العراق
2009-06-01
عجيب كل الطلبات .من الشيعه لماذا حزب الدعوه يعتذر ؟لماذا لايطلب من اي حزب في الدوله الاستفسار والتحقيق والاعتذار رغم الجرائم التي ترتكب ياما عطلوا القرارات في المجلس ياما تستروا على مجرمين .نحن بقولنا لانرضى بالتهون ولكن الحق يقال ان وجد قانون يجب ان يسير بعداله لابخذلان وتهاون لجهه وشجاعه وبطوله وبروز عظلات لجهه ثانيه واقولها يجيب ان تكون للشيعه فقط واي زله للشيعه ولكن الاعمال الجباره والاخلاص للشيعه لايحمد بل لايذكر .اخلاص المالكي او الشيخ جلال الصغيراو العامري او العبادي او همام نتشرف ب
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك