عبد الرزاق الكاظمي
لايخفى بأن الانتخابات البرلمانية على الابواب والجميع كقوى سياسية وحتى اقليمية لم يترقبوها فحسب وأنما يتهيأون لها لأنها مهمة ولاشك بذلك .وأهميتها هذه المرة ليس لأنها ثمرة جديدة من ثمار الديمقراطية العراقية وأنما لأنها الاكثر نضوجا والاكثر قوة وحيوية والكل يخشى مما ستفرزه ليس على مشروعه فقط وأنما على مسيرته ومستقبله ايضا لأنها كما هو واضح هي من يقرر من سيحكم العراق ومن سيشارك في العملية السياسية وصناعة القرار العراقي والحفاظ عليه حسب الاستحقاق وما عنده من حجم محدد عبر الصناديق .
بمعنى ان الدور والمشاركة يقررها الحجم ولوحده وليس من خلال نبذ النتائج او العمل بلغة الظروف والوضع الاستثنائي والتنازلات مثلما مضى .ومثلما هي واضحة كمبادئ وقواعد وكأعراف يؤمن الجميع بها .كذلك ستكون كشروط وتقاليد ونتائج ولا فصل بينهما البته . وهنا قوتها وأهميتها التي وأضافة لما ذكر هنالك اجماعا وأقرارا ومن الجميع بأنها الانســب لوئد كل الامراض وا لفتن وبأنها من سيلغي عقد ما تراكم من تداعيات من قبل وما بعد سقوط الطاغية أبرزها (الفتنة الطائفية )التي فرضها الاعداء ومتربصي الدوائر على الشعب العراقي والتي كلفته غاليا وأضطر تحت ضغطها (وما رافقها من أرهاب لم يميز بين الدين والطيــن ولا حتى بين الحجر والتــــمر ) وعبر من يمثله الى العمل وفق المستجدات القائمة ولغة الممكن او العين الواحدة التي لاريب في أنها لا تنسجم مع الديمقراطية اولا ومع ما أفرزته الانتخابات بأعتبارها ممارسة لها .
لذلك وكبديل مفروض دخل الجميع في خيمة جديدة ومشبوهة سموها (التوافق ) التي ضاع فيها رأي الاكثرية وخضع قرارها وحتى حجمها المفترض الى التعويم والى أجندة غريبة انطلق من عبائتها الارهاب ومن يؤيده ويدعمه ويوفر له الملاذات رغم التنازلات الكبيرة التي قدمت ومع ذلك لم ولن يتوقف الارهاب بل انه ازداد وتوسعت رقعته ودماره والى ابعد ما يكون . ولازالت كل اموره بين مد وجزر وللان رغم التطمينات والتعهدات التي تنطلق من هنا وهناك .والغريب ان اصحاب هذا اللون من التوافق اغلبهم يؤيد الارهاب وممن شارك فيه بشكل مباشر ويدعوا له اينما يذهب ومع ذلك فهم يشتركون بالعملية السياسية ولهم ومثلما للاكثرية من دور ونفوذ وحتى بعد ان ثبت تورطهم وتم فضحهم عبر وسائل الاعلام وبالجرم المشهود (الدليل )ومن وسطهم ايضا ومع ذلك ومن اجل هذا التوافق والمصالحة فالاكثرية مضطرة للتعامل معهم والجلوس وعلى طاولة واحدة كند للنداما الان فالارهاب قد تقلصت حدوده وان القاعدة وصاحبها حزب البعث ليس لديهم غير الشراذم والذيول وهم في الرمق الاخير والاهم ان اغلب الذين تورطوا من التوافق قد تم رصدهم وفضحهم وهم الان اقرب الى يد العدالة من قبل وبالطبع كل ذلك لابد وان يخدم العملية السياسية لاحقا وسيكون لهذه الانتخابات حد الســــيف او الفصل فيها بلحاظ ان القوم لم يعد لديهم ما يعتاشون عليه وكل مبررات او مستلزمات بقائهم قد نفذت وعلى ايديهم او من وسطهم .وما بقى من تخندق او اصطفاف وحتى امتدادات وعلى المستوى العام لم يعد لها ذكر او مقام اوحتى قيمة ترتجى
لذلك اضطر الجميع الى رفضها وعدم التعامل من خلالها لانها وكما قلنا اضرت بالعراق كثيرا وما دمنا نتكلم بلغة الواقع والحقائق بأعتبارها على الارض .فأن الشعب العراقي وبعدما دفع كل هذا الثمن بات يدرك بأن الكثير من المشاركين بالعملية السياسية هم ضدها بل والذ أعدائها وهم سبب البلاء الذي يمر به وهم مشخصون كأشخاص وككيانات وحتى كأجندات وينتظر أزاحتهـــم ومن معهم عبر ذات الصندوق الذي لاشك بأنه يرعبهم كثيرا لذلك وتحاشيا لما قد يحدث وتجنبا لآزعاجه (الصندوق) نشهد الان حراكا غير طبيعي وتحولا ملفتا للنظر بأتجاه تحسين صورهم وعبر وسائل محلية الصنع هذه المرة (مكياج وطني) ثم تأسيس وضع (مناخ) قد يتلائم وجو هذه الانتخابات .أبرزها تغيير الخطاب وتلطيفه بنكهة عراقية بعد ان كان ناريا ملفحا للغابة (بارود) الى آخر عقلاني تسوده الدعة والرقة .ثم السعي الى تغيير وتوسيع وحتى تطوير التحالفات القائمة وجعلها عامة بحيث انها تستوعب الكل وبلا لون او مثل ما سبق فلا خط احمر ولا فيتو ولاهم يمكرون ..
و أخيرا تحولهم(كبارهم )من صقور جارحة الى حمائم وربما الى بــــــــلابل تغرد للحب والسلام بعد ان كانت تعربد وتولول وبالطبع ليس لان الانتخابات على الابواب فحسب وانما لان الامن قد استتب ولأن الحكومة اقوى الان مما مضى وبيدها كل ملفات الجرائم وا لانتهاكات التي تعززت مؤخرا بعدما دخل الارهابي ابو طبر البغدادي على الخط وقال ما عنده وقيام قيامتهم على الناطق بأسم خطة فرض القانون ثم ا لاعتذار منه لاحقا .كل ذلك ليس مؤشرات فحسب وانما نزوع واضح وصريح بأتجاه طي ما مضى وتجاوز لكل ما كان عندهم من حواجز وموانع ودوافع وحتى ادوار . ومن المؤكد انها وسواء اكانت صادقة ام لا فهي تعتبر دعاية انتخابية مبكرة وقد لاتكلف اكثر من (تنكة بنتلايت ) ومع ذلك فهي مهمة لجو العراق
والذي يهمنا ليس هذا رغم اننا قد اسهبنا في الاشارة الى من نعنيه وهو مهم في المعادلات القائمة وذلك لكي لاننسى اننا قد تعرضنا الى اضطهاد وتحجيم قل نظيره فمن المنطقي ان نتذكره بأستمرار ليس من باب النواح او غل لأيغال الصدور وأنما للاعتبار وهو مفيد للجميع خاصة اذا كان الامر متعلقا بالمستقبل والحكم وحتى الولاء لمـــــــن. ومع ذلك فأن الذي يهمنا الان ولو بصيغة أسئلة وافتراضات يجري تداولها الان عن الائتلاف العراقي الموحد وكيف يفكر قادته الان وهم على ابواب الامتحان النهائي (البكلوريا )فهل انهم مستعدين له وماهي خطوات استعداداتهم وكيف هي الاساليب التي يعتمدونها والتي قد تخدمهم والتي يجب عليهم اطلاع الشعب العراقي عليها لكي يلمس هذا الشعب تفاصيلها ومدى فائدتها وجديتها لكي يقول رأيه لاحقا عبر ذات الصندوق و بلا حرج او مفاجئات .فالائتلاف وكبقية الكيانات الاخرى قد تعرض الى كثير من الهزات والازمات طيلة ما مضى من مسيرته . وقد اثرت عليه كثيرا يكفي انها قلصت من دوره وحجمه وحتى من فعاليته في الساحة السياسية حتى انها اضطرته الى التنازل عن كثير من ثوابته المعلنة وعقد تحالفات غير مجدية مع قوى لاتفكر الا بعقلية المكون الواحد او الضلع الواحد وحتى التاجر الواحدالذي لايفكر الا بتجارته وارباحه منها حصرا ؟وما من شك بأن هذه التحالفات سواء اكانت مرحلية او بعيدة المدى لم تخدمه مطلقا لذلك تعرض الى هزات ومصاعب رافقت عمله السياسي فيما مضى .لذلك هو مطالب بتصحيح مساره لكي لايقع في ذات المطبات وعبر خطوات جريئة وفاعلة تبد ء بنقد الذات اولا و الانفتاح عليها والتعامل بواقعية مع ما ستفرزه لكي يبدأ منها للتعامل ايضا مع المفردات الاخرى التي تتفق وثوابته ولها معه قواسم واهداف مشتركة .
ثم فك الارتباط بما اضره بالقوى التي كانت معه وعليه بنفس الوقت. ولاريب في ان دعوة السيد الحكيم عبر رسالته الاخيرة فيها الكثير من الاشارات والمعايير الجديده التي ينبغي مراعاتها والاخذ بها .وهي دعوة جميلة ولكن الاجمل ان تكون دلبل عمل صادق نحو الانطلاق للجميع وبدون انتقائية او محاباة (لاتبخسوا )او استئثار او تحجيم حسب المزاج وا لاهواء وبأختصار شديد حسب (الاو اني المستطرقة ) او على الاقل ما حجم الاسهام في عملية اسقاط الطاغية وهي قاعدة يحبذها الشعب العراقي وهي تصلح وتتناغم مع الظروف الحالية وهوى الناس طبعا والقوى التي ساهمت بأسقاط الطاغيةسواء اكانت على شكل منظمات وحركات ام اشخاص هم بطبيعة الحال قوى مجاهدة وابطال وينبغي تكريمهم جميعا وأستيعاب كل جهدهم وبما يتناسب وقدراتهم وهم وبكل تأكيد ممن أفنى العمر والحال والمال من أجل ان يصل العراق الى ماعليه الان من نعم (الحرية )وتحولات .وتشهد عليهم ميادين الجهاد والكفاح ودماء الشهداء منهم ومن عوائلهم .فلا عدل او عدالة عندما يهمشون أ وتوضع جهودهم وما يرمز اليه وحتى رموزهم على الرف وفوق ذلك يتم التحالف والتآزر مع كيانات واحزاب واشخاص ما بعد السقوط .
فالعدل كل العدل عندما يتم التحالف معهم والتعاون معهم ايضا لخدمة الوطن واضافة جهدهم ودورهم الى بقية الجهود الاخرى لكي ينطلق الجميع وكل حسب قابلياته وتوجهه لحمل هذه الامانة .فينبغي عدم التفريط بهم مثلما سبق وهم قوى فاعلة كما قلنا ولهم حضورهم وجماهيرهم وساحاتهم ومن المؤكد انهم سيرجحون كفة الائتلاف ويثبتون ركائزه وحتى تقويمها خاصة عندما تنتهي المحاصصة ومن يمثلها كما هو معلن ومتبنى من الجميع ومنهم الائتلاف . لذلك نكرر وبعالي الصوت لايجوز استبعادهم وهم منه وهو منهم ثم ان اصواتهم ليست قليلة ومن الممكن بها ان ترجح كفة من يمثلهم وتوسيع دوره وبلحاظ ما قلنا مسبقا بأن الطائفية وادواتها في حالة انحسار وضمور وقد لاتخدم من يرفع لوائها في الانتخابات خاصة وان الحس الوطني في حالة نمو وتبلوروقد يرقى الى انه سيكون المعيار الاول والاخير .وفي السياسة كل شيئ جائز وله ثمنه
وفي هذا السياق من الضروري ان تكون القوى الاساسية في الائتلاف على بينة من ان العمل الجمعي او ترتيب البيت الداخلي يستلزم الانفتاح وتقديم ما أمكن من تضحيات وتنازلات وحتى حلحلةللمواقف او الثوابت ان وجدت بين الاخوة والاصدقاء مادام الهدف يستحق وما دام الامر هكذا فا لاقربون اولى ....؟ وهو حق لهم قبل ان يكون تفضلا اومنة او ما اشبه ومن اجل ان تكون رسالة السيد الحكيم لها اثرها وقيمتها ومصداقيتها ينبغي على اصحاب القوائم الكبيرة ان لاتكون قوائمهم مزدوجة كما سبق بمعنى ان يكون لكل منهم مسمى واحدا فقط لكي يمثلهم حصريا ولكي يكون هذا الائتلاف بمنئى من التشظيات لاحقا وبنفس الوقت تمكين الاخرين من ممارسة دورهم ومسؤولياتهم تحت راية الائتلاف .وبذلك نكون قد رفعنا الحرج والمرج والزعل وما يدمدمون عن ساحاتنا .وما دمنا نبحث بالوسائل والسبل والمستقبل ولو بصيغة تساؤل او الفات للنظر ينبغي ان نشير للقوى التي على الائتلاف محاورتهاوضمها اليه وابرزها هنا هو تيار السيد الشيرازي ومنظمة العمل الاسلامي لانهما اشهر من ان اشير لهما وهم في غنى عن تعريفي بهم والائتلاف وساحات جهادهم وعملهم يشهدون لهم صدقهم وتضحياتهم المضمخة بعطر الشهادة والشهداء منهم وحتى لحجمهم في المعترك الحالي داخليا وخارجيا ومن الضروري انصاف هذا التيار العريض وقدر مايستحق اسوة بالقوى الاخرى التي لاتوازيه اصلا
كما ولايغيب عن الذهن ما للدكتور احمد الجلبي من اهمية سواء في تصدره عملية اسقاط الطاغية وهي اكبر وسام ويكفي لكي يكون له مثلما لغيره وهو بطل بحق ويجب وضعه في المكان المناسب عرفانا لدوره ولطاقاته ونحن ندرك بأنه وبسبب ماتقدم ذكره كم هو مستهدف من الكثير الذين يعرفون اي دور لعب واي طريق سلك لكي يسقط الطاغية.فيجب ان نحميه اولا وان نكرمه وان نعتز به وبأستمرار .كما وينبغي ايضا التحالف والتنسيق مع الاخوة في محافظة الانبار فهم ابطال الصحوة الاولى التي قارعت الارهاب بصدق وحمت العراق من الانزلاق وبالتحديد منهم (الشيخ علي حاتم السليمان والاخ الهايش )ومواقفهم الداعمة والمؤيدة للحكومة يشهد لها العراق كله وقد ادوا وما زالوا ما عليهم كمخلصين وشرفاء في هذا الوطن . وحري بالائتلاف ان يضم في صفوفه ابطالا كهؤلاء .
كما ونذكره بأن (الكرد الفيليه) هم قاعدته العريضة والمترامية الاطراف وهنلك من يحاول استغلالهم وبعناوين معروفة وبوسائل لم تنطلي على احد والاولى ان يتحرك الائتلاف ليمنع عملية استغلالهم وبنفس الوقت يحتظنهم ويمكنهم من تأدية دورهم فيه وهم شريحة واسعة كما نعرف .واخيرا ينبغي الانفتاح على الجميع بما فيهم الكردي والمسيحي والصابئي وبقية الطوائف الاخرى اى ا ن يكون مظلة للجميع (عراقا مصغرا )يحوي كل المحتويات وا لاعراق ويعطي لكل ذي حق حقه فيه وبهم جميعا يستطيع الائتلاف تحمل الامانة بل وحكم العراق
https://telegram.me/buratha
