المقالات

تهريب ابن جبرين بين فشل القضاء وتامر السياسة في المانيا


بقلم : سامي جواد كاظم

اغلب الدول الاوربية تنظر الى القضاء على اعتباره سلطة قانونية مستقلة لها هيبتها لايحق التدخل في شؤونها لاي طرف مهما كان نفوذه في اصدار احكامها واذا ما حصل تتدخل سياسي بطريقة ما غايته تعطيل القضاء هنا يتضح لنا فشل القضاء وخبث السياسة واحقية القضية. هذه الحالة هي بعينها حصلت لقضية الارهابي ابن جبرين وان كان لهذه القضية ابعاد ايجابية لمن بدأها وسلبية لمن نهاها ولكنها لم تغلق بل فتحت ابواب اخرى ، حيث في تطور عاجل بدأ بلقاء وزيري الداخلية للسعودية ولالمانيا مع اجابات مرتبكة من قبل نايف بخصوص بخصوص شيخهم ابن جبرين والقضية المرفوعة ضده دلت هذه الاجابات على ان هذه القضية كانت حاضرة في مناقشاتهم مع مازق الموقف الوهابي لشيخهم ، والمهزلة في اجابة نايف ان ابن جبرين لا يمثل الحكومة ولا علاقة له بمفاصل الدولة أي انه مواطن عادي ، ولا اعلم منذ متى كان ال سعود وعلى راسهم مليكهم يهتمون بمواطنيهم اذا مرضوا فيرسلونهم على نفقتهم الخاصة للعلاج خارج السعودية ؟!!!.

صقور في المانيا كانت بالمرصاد لفريستها اذا ما اتيحت لها الفرصة للانقضاض عليها وها هي الفرصة جاءت وتمت ترتيب كل الاجراءات القانونية للانقضاض على فريستهم قانونا ومع تباشير الامل بدنو التحقيق وقوة الادلة جاء التامر السياسي ليتدخل في انقاذ الفاقد للوعي ولا يعلم عاقبته الدنيوية عن الاخروية لتهريب المتهم الى معقل التكفير . ان هذا التامر على قدر سلبيته في تعطيل القضاء يعد ايجابي ايضا للطرف صاحب الدعوى ، حيث لولا تاثيرها وصحة ادلتها وحتمية حكمها لما تدخل وزرائهم في انقاذ الموقف ، حيث قاما بتهريبه بالرغم من سوء حالته الصحية وعدم اكتمال العلاج حيث ادخل العناية المركزة في الرياض وعلى ان يموت امام اعينهم افضل من اقتياده الى العدالة هذا اذا تماثل للشفاء ولم يكن حاله حال شارون .

الدرس الرائع من هذه القضية انها سوف لن تغلق وتبقى كما بقيت قضية لوكربي على ان يهيء الله عز وجل لمن يقاضي هذا التكفيري اومن كان على شاكلته على ان تكون هذه الخطوة هي الاولى من نوعها في ملاحقة الارهابيين ، ونامل ان تكون هنالك قنوات اتصال بين كل شرفاء العالم الذين يحترمون الانسانية اولا واصحاب غيرة على مواطنيهم ابناء جلدتهم في رفع الظلم عنهم واسترجاع حقوقهم ثانيا ، مع دراسة القوانين الدولية التي تتيح لهم مقاضاة كل من تسول له نفسه في ابادة الجنس البشري وبمختلف الذرائع .

يكفينا فخرا ان وزراء تامروا علينا في انقاذ عليلهم جسديا وفكريا من قبضة العدالة وان كانت دنيوية فالاخروية سوف يتبرأ ابن جبرين من نايف ونايف يتبرأ من ملكه حيث يوم يفر المرء من اخيه اذا قامت الساعة بل ان احدهم سيطلب من الله عز وجل ان ياتي الاخر ضعفين من العذاب وهذا بقريب وهو القائل اليس الصبح بقريب .

ان هذه القضية تعد سابقة خطيرة في سياسة المانيا اتجاه العالم العربي خاصة والعالمي عامة وهي التي بدات بالاعوجاج في تعاملها السياسي مع احداث الشرق الاوسط وكان لها بالامس فبركة خبيثة اطلقتها بلسان مجلتها دير شتيغل بخصوص اتهام المقاومة اللبنانية بجريمة اغتيال الحريري لتقبض الثمن من الاطراف المستفيدة من هذه الفبركة والمانيا تعلم علم اليقين من هم المقاومة هم على مذهب الذين رفعوا دعوى ضد ابن جبرين ، وهي التي ارتجفت عندما علمت ان مواطنا المانيا اطلق سراحه نصر الله من السجون الاسرائيلية واقتيد رغما عنه الى المانيا بعدما رفض الذهاب الى بلده .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
محمد العراقي
2009-06-02
لازلنا نتذكر هروب القرد عزت من النمسا عندما زارها للعلاج قبيل سقوط الطاغية بعد ان طالب عمدة محلي هناك بالقبض عليه كونه مجرم حرب واليوم يفعلها اذنابه من الوهابية فلا تأخذكم في الحق لومة لائم فاننا قادمون الى البقيع نبني مادمره الارهاب الوهابي طال الزمن ام قصر ومنصورة منصورة ياشيعة حيدر
أبو ستير
2009-06-01
أحسنت يا عمي يا سامي يا أبو العُلى . ليعلم الجميع أن هذه المقالة توضيح صافي على حجم المؤامرة الدولية على أتباع الدين المحمدي الصحيح ( و أقصد شيعة علي ع الإمامية الإثنا عشرية حصرا ) فإذا ألمانيا هكذا حاقدة و متآمرة فما بالك بأتباع عتبة و الوليد و ابن مرجانة و يزيد (كما يقول شاعرنا العزيز سيد سعيد الصافي في إحدى رداته المباركة) الذين يملئون الوطن و يجاورونه من الجهه الغربية و الجنوبية !!! فلزام علينا نظم الأمر و التآزر و اللحمة و الإعتماد على بعدنا الفكري و اللوجستي ألا و هي إيران الإسلام
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك