احمد عبد الرحمن
يوما بعد اخر تتضح اكثر واكثر حقيقة وطبيعة الاجندات الخارجية الساعية الى اضعاف وتفكيك الائتلافات والتحالفات الوطنية، وفي نفس الوقت الحؤول دون تشكيل ائتلافات بين القوى السياسية الوطنية الكبرى تمهيدا لخوض الانتخابات البرلمانية العامة مطلع العام المقبل.
فأصحاب الاجندات الخارجية، لايروق لهم ان ينعم العراق بالاستقرار السياسي والامني والاقتصادي، ولايروق لهم ان يتعافى بالكامل وينفض عنه غبار ومخلفات وادران الحقبة الديكتاتورية السوداء التي امتدت ثلاثة عقود ونصف، ولايروق لهم ان تترسخ اسس وركائز وقيم الديمقراطية الحقيقية في العراق، ولايروق لهم ان يكون للاغلبية التي بقيت مغيبة ومهمشة طيلة عقود من الزمن، دورا في ادارة شؤون البلاد بما يتناسب وحجمها وثقلها السكاني، ولايروق لهم ان ينعم العراقيون بحياة خالية من الحروب والصراعات ومشاهد الدماء واشلاء الجثث، ومختلف مظاهر العنف والارهاب.
اصحاب الاجندات الخارجية ليس من مصلحتهم ان تتوافق وتتفق القوى والتيارات الوطنية فيما بينها،وتعمل وفق برامج ومناهج وطنية ذات افاق ومضامين رحبة وواسعة، وليس من مصلحتهم ان تذوب وتضمحل الخلافات بين تلك القوى والتيارات، وتتسع مساحات التلاقي فيما بينها. ان تلك الاجندات الخارجية، ومن يدعمها ويروج لها من داخل العراق تتقاطع تماما مع الاجندات الوطنية ولاتلتقي معها في اية نقطة، او عند اي منعطف.ومن يتابع بعض وسائل الاعلام، والمنابر السياسية، ويتوقف عند اطروحاتها وطريقة تعاطيها مع المواقف، والية توجيهها وتفسيرها لها، يلمس بوضوح ودون عناء حقيقة وواقع تلك الاجندات الخطيرة التي يعد ما تعرض له العراق بعد الاطاحة بنظام البعث الصدامي في نيسان 2003 ، مصداقا حقيقيا لها.
وعلينا ان نتوقع ونضع في حساباتنا ارتفاع وتيرة الحملات الاعلامية والسياسية التي يراد من ورائها زرع بذور الشقاق والخلاف بين القوى والتيارات الوطنية، ومنع تحالفها وائتلافها، كلما اقتربنا من موعد اجراء الانتخابات البرلمانية المقبلة، وليس غريبا ان تتركز الحملات بدرجة اكبر على الائتلاف العراقي الموحد ومكوناته المختلفة، لاسيما الكبيرة منها كالمجلس الاعلى الاسلامي العراقي وحزب الدعوة الاسلامية بالدرجة الاساس.وافشال الاجندات الخارجية وانجاح الاجندات الوطنية لايتم ولايتحقق الا من خلال التفكير بالمصالح الوطنية والتحرك والعمل وفق هذا المبدأ، وبدون ذلك فأن من الصعب المحافظة على ما تحقق من منجزات ومكاسب خلال الاعوام القلائل الماضية، ومن الصعب مواصلة مسيرة بناء العراق الديمقراطي الذي يتسع لكل ابنائه.
https://telegram.me/buratha
