المقالات

ايران تعدم والعراق يــٌسَلم


بقلم: شوقي العيسى

ان عقوبة الاعدام برزت ليتم تنفذها بامر الحاكم أو ذوي الأمر غالبآ للتخلص وقتل شخص ما لأسباب جنائية أو سياسية للحد من انتشار الجريمة وخصوصاً جريمة القتل الفردي او الجماعي ، وهناك جدل كثير من بعض الدول التي تعارض تطبيق عقوبة الاعدام.

بدأت الدعوة لإلغاء عقوبة الإعدام فى أواسط القرن التاسع عشر بالولايات المتحدة الأمريكية وبلغت ذروتها فى عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين لتشمل بعد ذلك دول الاتحاد الاوروبى حالياً وعددا من بلدان العالم ، وفي بريطانيا كانت آخر عقوبة بالاعدام تم تنفيذها في عام 1964 ، ولكن العقوبة بقيت سارية المفعول حتى عام 1988 .

"وفقاً لبيانات منظمة العفو الدولية تم في سنة 2001 إعدام 3000 شخص في 31 بلدا (اعدم فى ايران وحدها 139 شخصا وفى السعودية 79 شخصا وفى الولايات المتحدة 66 شخص) وفي سنة 2002 تم إعدام ما لا يقل عن 1526 شخصا فى 31 دولة كما حكم على ما لا يقل عن 3247 شخصا بالإعدام فى 66 دولة. ومنذ عام1985 ألغت40 دولة عقوبة الإعدام نهائياً - فيما بعد تراجعت عن ذلك 4 دول فقط - كما قامت 111 دولة بإلغائها قانونيا أو عمليا".

وبين هذا وذاك يبقى الجدل قائماً حول الغاء عقوبة الاعدام وذلك من قبل الدول التي مستقرة سياسياً واجتماعية وقد أخمدت فيها انتشار الجريمة بقوة القانون ولكن التساؤلات تثار حول بعض الدول المتأزمة سياسياً ولديها اضطراب وعنف وحكم القوى الظالمة فيها ما يمكن ان تعمل لقد أوردت وكالة "(رويترز) نقلاً عن وكالة أنباء الجمهورية الاسلامية الايرانية يوم السبت الموافق 30 مأيار /2009 ، أن ايران أعدمت علنا ثلاثة رجال مدانين بالتورط في الانفجار القاتل الذي وقع في مسجد بجنوب شرق البلاد. وتابعت الوكالة "شنق ثلاثة أشخاص أدينوا بالتورط في التفجير الارهابي الاخير الذي وقع في زاهدان على الملا صباح يوم السبت" مضيفة أن الاعدام نفذ قرب المسجد الذي وقع به الانفجار".

قد لا يروق تطبيق هذه العقوبة لبعض الدول ولكنها عقوبة رادعة ومحكمة واشعار لمن تسول له نفسه الدخول في مثل هذه الجرائم البشرية والجماعية أن العقوبة والمصير هو الاعدام وامام أنظار الملئ ، واذا لم تكن ايران بهذه الطريقة لما أحكمت قبضتها على السيطرة في ايران منذ العام 1978 والى يومنا الحاضر ، واذا ماقارناها بجارتها العراق فسوف نرى القهقرة والترهل تجاه الارهابيين الذين يعيثون في الارض فساداً.

اصبحت المحاكم العراقية والقضاء العراقي مابين الدعوات القائلة بالغاء عقوبة الاعدام والدعوات المثيرة حول المصالحة الوطنية التي مفادها اطلاتق سراح الارهابيين داخل المعتقلات وما بينهما أضحى الارهاب يتدرب داخل السجون والمعتقلات التي أقيمت للحد من الجريمة.

أن التأثير الذي أبتلى به العراق من قبل دول الجوار المحيطة بالعراق وجلهم يعمل بتطبيق عقوبة الاعدام ويرسل ارهابييهم الى العراق تواجه من قبل العراق بدغدغة المشاعر والقهقهات واستعراض التحقيقات في الاعلام ، ولو قارنا ماحصل من اعدامات في ايران عندما أعدمت ثلاثة اشخاص يشبه بتورطهم في الانفجار الاخير قرب مسجد في منطة زاهدان وقد يكون هؤلاء ابرياء ولكنهم اعدموا لاجل ايقاف ذلك المد القادم والمستهتر بارواح الابرياء ، وصورة أخرى ننقلها من داخل العراق ومن حسينية الزهراء في مدينة كركوك والذي تم القاء القبض على بهيمة مفخخة يحمل حزام ناسف فتم القبض عليه قبل ان يفجر نفسه ،فهل تم اعدامه في وقتها؟ وهل يحتاج الى تحقيق معه؟ وهل هناك دليل وبرهان اكثر من الحزام الناسف؟ وصورة أخرى عندما القي القبض على "ابو عمر البغدادي" الذي كان مسؤولا عن القتل والدمار وكثير من العمليات الارهابية هل تم أعدامه ؟ وهل يحتاج المزيد من الوقت لكي يتضح للعدالة بانه متهم؟ وماذا ستغنينا اعترافاته ونحن نعيش عصر الارهاب الجماعي والعراق ملئ بالشبكات الارهابية التي عبرت وتسلقت من خلال دول الجوار.

هذا اذا ما أغفلنا جانب تسليم العراق للارهابيين الى دولهم ليعودوا الى ذويهم معززين مكرمين وقد يكون فوق ذلك اعتذار من قبل الحكومة العراقية (وفوقها بوسه) ، فهنا نتساءل هل هناك تواطئ من قبل الحكومة العراقية لمعالجة هذا الملف؟.هل تتخوف الحكومة العراقية من دول الجوار؟هل يوجد مساومات ومقايضات تخص العملية السياسية داخل العراق؟هل صحيح ان القضاء العراقي لازال يتربع عليه البعثيون؟وهناك جملة من التساؤلات لو طرحناها لم تستطع الحكومة العراقية باحزابها جمعاء الاجابة عليها لانهم جميعا مقصرون بخصوص هذا الملف والسبب متاح ومعروف ومكشوف للعامة هو أساس التسلط وتملك الكراسي التي اصبح مقايضات على حساب دماء الابرياء ، ولو كانت هناك ذرة شجاعة لكان جميع الذين تم القاء القبض عليهم ومن المتلبسين بالجرم تم اعدامهم، ولكن صمُ بكمُ عمً فهم لا يفقهون.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور شريف العراقي
2009-05-31
المهم المناصب وليس ارواح الابرياء
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك