بقلم : سامي جواد كاظم
هنالك ملل وامم وقبائل قد يكون بينها تآلف او تخالف ، والتخالف نوعان : تخالف شريف مبتني على اسس منطقية بحيث تجد احدهم يحترم الاخر ، وعكسه هنالك تخالف يعتمد على نسف احدهم الاخر .التخالف الشريف كما هو عليه الحال بين الشيعة والشافعية والحنفية والمالكية وبالعموم بين بعض المسلمين والمسيح او اليهود واما التخالف الابدي المعتمد على نسف الافكار هو التخالف بين الشيعة والوهابية مثلا وبين المسلمين والفكر الصهيومسيحي المتطرف والذي احد نتاجاته بوش وشارون .وحديثنا مخصوص بالوهابية والفقه الشيعي والذي يعتبر جوهر خلاف السعودية مع العراق في المرحلة الراهنة والتي تعد العقبة الرئيسية امام أي خطوة تقاربية سياسية يقدم عليها أي طرف سواء كان من الخارج او من الداخل ، وتعقيبا على ما صرح به مؤخرا المالكي عن استنفاذ كل الطرق التي سلكها من اجل اذابة الجليد بين البلدين او بالاحرى بين الوهابية والفقه الشيعي وكلها باءت بالفشل وهنا لنا الكلمة والتعقيب على هذه الظاهرة .خلافنا مع السعودية ليس بسبب حقوق سعودية مغتصبة كما هو خلافهم مع اسرائيل بسبب جزرها التي احتلتها اسرائيل !!!!! كما وانه لا متعلقات علينا بسبب صدام وتنكرنا لها ولو كنا كذلك لتنكرنا لمظالم صدام بحقنا بسبب الكويت ، ولا وجود لخلافات سياسية على مواقف سياسية متضاربة عربيا بحيث ان العراق وقف موقف الضد فيها من السعودية .
لان المالكي رجل سياسة اولا وضغوط خارجية ثانية وكف الشر الوهابي عن العراق ثالثا قد تكون السبب في طرح اكثر من مبادرة و وساطة من قبله لتقارب وجهات النظر ، وحقيقة نقولها لا يشرفنا ان ترضى عنا الوهابية لماذا؟ حتى تعلمون ان العلاقة ليست بالامر الهين بيننا وبينهم وانها تعتمد على نسف الافكار لاحدنا ، فلو تنازلت الوهابية عن فتاويها التكفيرية ونظرت الى امة لا اله الا الله محمد رسول الله نظرة عقلانية مع الالتزام بالفروع التي تخالف الفقه الشيعي تكون نسفت الفكر الوهابي التكفيري وقتلت شيخها ابن عبد الوهاب في قبره ثانية ،وتصبح نسخة طبق الاصل لاحد المذاهب الاربعة ( الحنفية ، الحنبلية ، المالكية ، الشافعية ) وهذه المذاهب تختلف اختلاف شريف مع الفقه الشيعي كما وانها تختلف فيما بينها اختلاف شريف يمكن لهم التغاضي عنه في رسم علاقات اسلامية فيما بينهم مع احتفاظ كل مذهب بمعتقداته ، هذا العملاق سليم البشري رحمه الله ينظر باعجاب للشيعة وذاك المغفور له عمر شلتوت صاحب الفتوى الرائعة بجواز دراسة والتعبد بالفقه الشيعي ، واخر فتوى لعلي جمعة مفتي الازهر بجواز التعبد بالفقه الشيعي التي اثارت احقاد الحاقدين على الاسلام ، وهذا الكاتب عبد الفتاح عبد المقصود الذي يذكر حقائق تاريخية تغيظ الوهابية ولا يمس ثوابت اهل السنة وحتى الكاتب الكبير عباس محمود العقاد الذي له كتاب عبقرية عمر وخالد وفي نفس الوقت كتب عبقرية علي والحسين وزينب الحوراء عليهم السلام ، فهل الوهابية على استعداد للقيام بمثل ذلك ؟ لو قلتم نعم يكون الفكر الوهابي قد نسف .
ولنفرض جدلا تنازل الشيعة عن بعض معتقداته سعيا للتقارب مع الوهابية هنا سيكون هذا التنازل على شكلين اما ان يكون جزئي وهنا سيصبح الشيعة اقرب الى احد المذاهب الاربعة وطالما ان المذاهب الاربعة هي كافرة من وجهة نظر محمد عبد الوهاب كما جاء في الدرر السنية ( 10 | 31 ) في رسالة وجهها الى شيخ الحنابلة في الحجاز الشيخ سليمان بن سحيم يقول فيها ( نذكر لك انك انت واباك مصرحون بالكفر والشرك والنفاق !!... انت وابوك مجتهدان في عداوة هذا الدين ليلا نهارا !!.. انت رجل معاند ضال على علم مختار الكفر على الاسلام !!...) وهنا الشيء بالشيء يذكر عندما استنكرت كثير من الشخصيات والهيئات والمراجع والعلماء تصريح (الكلب اني ) لتكفيره الشيعة برر موبقته ان اهل المذاهب الاربعة هم يكفرون الشيعة فاذا كانوا هم اصلا أي المذاهب الاربعة كفار براي شيخكم ابن عبد الوهاب فلماذا تستشهد بالكفار اذن ؟ وعليه تنازل الشيعة في هذا المجال اذن لا ينفع الوهابية ، واما اذا تنازلنا عن اغلب معتقداتنا نكون قد اصبحنا وهابية وهذا ما قلته اعلاه حيث تم نسف معتقدات الشيعة من اجل التقارب وهنا عندما ينسف الشيعي معتقداته لا يسمى هذا تقارب بل يسمى شيعي ضل الى الفكر الوهابي .فلو قبلت علينا الوهابية اذن حط من قدرنا وعليه طالما انهم يتمسكون بفتاويهم التكفيرية فسحقا لكم ولعشرتكم ولمن يرغب برضاكم .
https://telegram.me/buratha
